بعد مؤشرات "البيعة الإخوانية" ودعوات إضافة "الطاعة المشروطة" لمبايعة المرشد.. هل بدأت الجماعة مرحلة المراجعة؟
قيادات تطالب بتعديل بيعة المرشد.. وآخر يعترض على مبدأ السمع والطاعة
قيادات إخوانية: حان وقت المراجعات.. وهشام النجار: كل جناح يرى المراجعة من منظوره الخاص
يبدو أن أمرًا ما تعكف عليه جماعة الإخوان، تمهيدًا لظهورها تدريجيًا على الملأ، وهو غالبًا متعلق بموضوع المراجعات التي عادتًا ما نادى بها الخبراء والمهتمين بأمر الإسلام السياسي إذا ما أرادوا العودة لحض البلاد مرة أخرى وممارسة السياسة.
فالدكتور أحمد بان وخالد الزعفراني وعمار على حسان، عادتا ما نادوا بضرورة المراجعات الفكرية للجماعة، والابتعاد عن الفكر الانعزالي أو "الفكر القطبي" والتعامل بالفكر الطبيعي والعودة للدعوة إلى الله، وتحديد وجهتهم أما بالعمل بمجال الدعوة أو السياسة، ونبذ العنف.
المطالبة بتعديل بيعة المرشد
في هذا الإطار اعترف قيادى إخوانى، بمغالاة جماعة الإخوان فى البيعة داخل الجماعة، واعتبار البيعة لمرشد الإخوان على أنه إمام للمسلمين وأنه أكملهم، مطالبا بضرورة تعديل نص البيعة داخل الجماعة، كما كشف فك عدد من قيادات الإخوان بيعتهم للمرشد الحالى محمد بديع.
وقال مصطفى الشربتلى، القيادى الإخوانى، فى مقال له على أحد المواقع التابعة للإخوان إن هناك مغالاة فى البيعة الخاصة للجماعة فيمارسها وكأنها البيعة العامة لإمام المسلمين وهذا من الابتداع فى الدين والخروج عن الشرع، ويستهين البعض الآخر بها.
فك الارتباط بالتنظيم
وكشف الشربتلى، أن هناك أعضاء بالجماعة أصبحت تبحث عن فك ارتباطها بالتنظيم، والبحث عن تنظيم جديد للانضمام له قائلين: "أبحث عن أفضل من جماعة الإخوان لأنضم إليها".
البيعة تكون مشروطة
وطالب القيادى الإخوانى، بضرورة تعديل البيعة بحيث تكون مشروطة، أمام مجلس شورى الإخوان، بحيث يتضح أن طاعته مشروطة بالتزامات سيأخذها على نفسه بالبيعة، وعلى ذلك يبايعه أعضاء الشورى قبل اختيار أعضاء مكتب الإرشاد، يبايعون (أمامه) وليس فى نص بيعتهم كلمة تفيد أن الطاعة له وحده شخصيا أو أن طاعة أى قيادة تكون غير مشروطة.
قيادات الإخوان نعترف بضرورة المراجعات
كما اعترف عدد من رموز الجماعة، بضرورة مراجعات الإخوان، كان أبرزهم عصام تليمة، أحد أعضاء الجماعة، والدكتور جمال عبد الستار، عضو مجلس شورى الإخوان، والمخرج عز الدين دويدار، القيادي الإخواني الشاب.
الاعتراض على مبدأ السمع والطاعة
وبدوره طالب محمد حسن الددو، قيادات الجماعة بمصر بإجراء مراجعات شاملة لتجاوز أخطائهم، وإعادة تقييم تجربتهم فى الحكم، متهم قيادات التنظيم عواجيز الإخوان بالفشل وعدم القدرة على إجراء أى مراجعات.
وقال الددو في تصريحات لقناة "الجزيرة" إن الواجب الشرعى يحتم على الإخوان فى مصر الآن انتهاز هذه الفرصة للمراجعة الشاملة التى تشمل مراجعة اللوائح والمنهج والإستراتيجية والقيادة.
وشن القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان، هجومًا عنيفًا على مبدأ السمع والطاعة، قائلًا: "إن الطاعة يجب أن تكون طاعة الانضباط"، مشيرًا إلى أن الطاعة العمياء هى أن يكون الإنسان مقلدًا فى الخير والشر، وإذا أُمر ينقاد كما تنقاد البهائم وهى ليست مطلوبة أصلا.
وأكد أن التجديد فى الحركات الإسلامية مطلوب دائما تنظيميا وفكريا وتنظيريًا، مشيرًا إلى هناك رجال تدبير ورجال تنظير فى العمل الإسلامى.
هشام النجار: هناك جدل حول موضوع القيادة
وفي السياق ذاته قال هشام النجار، الخبير في شأن الإسلام السياسي، إن أجنحة الإخوان المختلفة ترى المراجعة من منظورها الخاص، منهم من يرى تعديل البيعة ومنهم من يطالب بالنظر في أمر السمع والطاعة وآخر يرى تحديت ومراجعة الأفكار.
وأكد النجار في تصريح خاص لـ"الفجر" أن هناك جدل يدور حاليا حول موضوع قيادة الجماعة وكل جناح يعرض مواقف تعزز نجاحه.
وأوضح أن هناك توجه الآن لتفكيك أو الحد من القيادات التاريخية للإخوان على رأسهم "قيادات السجون ومحمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومحمود حسين، نائبه"، وذلك لأن هناك محاولات لفرض مسارات على الجماعة وتوجيهات أنهم يكونوا أكثر تناغمًا مع الخارج.
وتابع: "محمود عزت عمل مشاكل وتزمر" وتسعى الجماعة لقيادة بديلة من الخارج ومتناغمة مع الخارج مثل إبراهيم منير، نائب المرشد بالخارج، وبالتالي يضربوا عصفورين بحجر "يرضوا الغرب- ويهدوا الانقسام"- حسب قوله.