نرصد 5 استعدادات سبقت الملحمة التاريخية للقوات المسلحة في حرب أكتوبر

تقارير وحوارات

الرئيس السادات مع
الرئيس السادات مع قادة الجيش قبل حرب أكتوبر- أرشيفة



 
لم يكن قرار خوض الحروب بالسهل فتحتاج إلى إعداد وتخطيط ودراسة لأبعادها قبل البدء فيها، ففي النهاية لابد لطرف الفوز والآخر الهزيمة.

وهو ما حدث قبل خوض مصر حرب أكتوبر 1973 ضد اسرائيل، فجاء الاستعداد في أعقاب آثار نتائج حرب يونيه 1967، والتي كانت قاسية على القوات المسلحة، فقد تفككت الوحدات، وفقدت معظم أسلحتها الرئيسية، واستشهد من أفرادها الكثيرين. وأدى انهيار الروح المعنوية، إلى تدهور مستوى الانضباط العسكري، وهو أساس نجاح الأعمال القتالية، وفقدت القوات المسلحة قدرتها القتالية، وتدنى مستوى التدريب بها، نتيجة لبقاء الجنود لفترة ليست بالقصيرة في أوضاعهم الدفاعية، دون ممارسة تدريب فعلي يحافظ على مستوى الأداء القتالي للقوات.   

وهو الأمر الذي تطلب الكثير من الإجراءات قبل خوض حرب أكتوبر نرصدها في السطور التالية.


 
تقدير حجم القوات المطلوبة
كانت الخطوة الأولى، تقدير حجم القوات المطلوبة، ونوعيتها، والتسليح المناسب لها. ولم يكن ذلك بالأمر السهل، فالدراسة العلمية، قد تتوصل إلى الحجم المثالي من القوات ذات النوعية المناسبة نوعاً وتسليحاً، إلا أن الواقع يضع قيوداً على ذلك، منها، على سبيل المثال، مدة التدريب التي يمكن أن تصبح فيه القوات جاهزة للقتال. 

كذلك كان لا بد أن يكون ذلك الحجم مناسباً للمهام التي ستكلف بها القوات، في اطار خطة العمليات، التي سيتم القتال بمقتضاها، وهو ما لم يكن قد أُعد بعد.


استكمال النقص
وفي إعادة لتنظيم التشكيلات الموجودة، تم استكمال النقص في الأسلحة الرئيسية من دبابات ومدافع ومركبات قتال، طبقاً للمتيسر، كما تم إمداد الفرق والألوية بالضباط والجنود من تخصصات مختلفة.

و في ظل العجز الشديد للأفراد، والذي وصل أحياناً إلى 30 ـ 40% من حجم الوحدات، تم تجنيد المواطنون من خريجي الجامعات، والذين كانوا يعافون من الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، لكونهم من حملة الشهادات العليا فقط.


رفع مستوى الأداء القتالي للقوات
كان تدريب القوات، لرفع مستواها في الأداء، والمحافظة على ذلك المستوى، هو المشكلة الأساسية التي واجهتها القيادة العسكرية في ذلك الوقت، واستند التدريب القتالي، للقوات المسلحة على عدة أسس، أولها اصرار الجميع قيادات وضباط وجنود على إحراز النصر في المعركة القادمة، وهو ما لا يمكن تحقيقه، إلا بالتدريب الشاق المتواصل. ثانيها الاستفادة من أخطاء الماضي في حربيّ 1956، 1967. ثالثها تفرغ القوات المسلحة للتدريب على مهامها فقط وعدم انشغالها بمهام أخرى، مثلما كان في الماضي.


التخطيط للحرب
 بعد وضوح الموقف الأمريكي المساند لإسرائيل دون حدود، والموقف السوفيتي المقيد، تم التخطيط للحرب، على أنها حرب محلية شاملة، تستخدم فيها الأسلحة التقليدية فقط (والمتاحة لدى القوات المصرية). ويكون لها أهداف إستراتيجية تقلب الموازين في المنطقة، وتتحدى نظرية الأمن الإسرائيلي، ودعائم إستراتيجيتها.


عنصر المفاجأة
واعتمدت مصر على عنصر المفاجأة في طريقة الهجوم بحرب أكتوبر 1973 من نقاط عديدة وعدم التمركز بمنطقة بعينها لإطلاق الهجوم منها، فكان هناك تخطيط جيد بخلاف الغرور الذى اتسم به الجيش الإسرائيلى .