أسماء طارق تكتب: سجناء السوشيال ميديا

ركن القراء

بوابة الفجر




Facebook , tweeter, what's app, LinkedIn ، Instagram......etc 
من منا لا يعرفهم؟ من منا لا يملك حساب شخصي علي هذة المواقع ؟ من منا لا يمضي اغلب وقته يتصفح هذة المواقع ؟ 
من منا الذي لم تصبح هذة المواقع اساس في حياتهم الشخصية والعملية ؟
 كل هذة مواقع من المفترض أن وجودها للتواصل الأجتماعي وتبادل الأفكار والبحث العلمي ولكنها اصبحت في القرن ٢١  ومشارف عام 2017 مواقع يعيش فيها الكثيرون 
وقد تؤدي إلي الانفصال عن الواقع والعيش في عالم افتراضي من فرط استخدامها ،عالم من خلاله يمكن خلق شخصيات مصنوعة بإرادة أصحابها، فقد يظهر الشخص وهو يتحدث وكأنه اقتصادي متمكن وفى الواقع هو ابعد مايكون عن الأقتصاد.
نري ان الكل اصبح يعيش في هذا العالم الأفتراضي والجدير بالذكر انه اصبح غير مقتصر علي البالغين ذي العقل المتفتح ولكنه اصبح يقتظ بالأطفال الذين من المفترض أن يعيشوا في جو اسري يسودة الحب والأمان ولكن اليوم نراهم يدخلون علي مواقع التواصل ويصنعون شخصيات اكبر من عقولهم وسنهم ولا يدركون أنهم يفقدون فترة من اهم فترات الحياة حيث تكوين الشخصية فإذا كانت الشخصية ستبني علي عالم افتراضي يسودة الكذب واختلاق شخصيات وهمية فماذا سيكون المتوقع من هذه الشخصية سوي الدخول في ادمان السوشيال ميديا والعيش في عالم افتراضي بعيدآ عن واقع الحياة .

ولا شك أن لمواقع التواصل الأجتماعي الكثير من المميزات فهي اسرع وسيلة لتناول الأخبار والمعلومات وهي كذلك فضاء كبير للنقاش في مختلف القضايا والتعبير عن الكثيرمن المشاعر وما الي ذلك ، كانت ملاذآ للكثير للهروب من اعباء الحياة ونافذة للعمل السياسي والمجتمعي الذي يعتبر منبر تعبر فيه عن رأيك وربما تجد المؤيد والمعارض ولكن دائما ما تجد مساحة تعبر فيها عما بداخلك ،ولكن اليوم لم تعد السوشيال ميديا مجرد منبر للآراء بل تحولت من مجرد ظاهرة الي ادمان ،فوفقاً لشركة "إي ماركتر" للأبحاث فإن مستخدمي شبكات "فيس بوك" و"تويتر" و "لينكدإن" يشكلون مجتمعا يبلغ عدد سكانه ملياري شخص من مختلف أرجاء العالم،
ولا يزال فيسبوك في صدارة شبكات التواصل الاجتماعي من حيث إجمالي عدد المستخدمين بواقع أكثر  من 1.4 مليار مستخدم نشط كل شهر. 
وقد اثبتت الأحصائيات العالمية أن ......
٢,٠٣ مليار شخص من مستخدمي الأنترنت في العالم يستخدمون مواقع السوشيال ميديا بنسبة تصل الي ٢٨٪ 
و١٨٪ من مستخدمي الفيسبوك لا يمكنهم امضاء بضع ساعات دون تصفحة 
و٥ مليون صورة يتم رفعها يوميآ الي موقع انستجرام 
بالإضافة الي ٥٠٠ مليون تغريدة يتم كتابتها يوميآ علي موقع التغريدات الإجتماعية تويتر . 
ولقد تجاوزت اهتمام مستخدمي هذة المواقع ملاحقة الأخبار وتبادل الآراء فقد جعلت السوشيال ميديا اطلاعنا علي افكار بعضنا اسهل وبالتالي تأثرنا ببعض وتقليدنا لبعض اسهل ،اصبحت الفكرة الأصلية نادرة في عالم اصبح حتي الأحساس يبتذلة آخرون لمجرد التقليد فقط .اصبحت الحقيقة صعبة الوجود اصبح للكذب وجوه كثيرة والخداع اكثر تصديقآ اصبحنا في حيرة ما بين الكذب والحقيقة.
اجبرتنا علي الصمت ليس الصمت الحميد الذي من وراءه هدوء مريح ولكنه صمت مرهق وكأننا رجعنا لنفس نقطة البداية حيث عدم القدرة علي التعبيرعن ذواتنا تحت قيود الواقع التي انتقلت للسوشيال ميديا بل اصبحت اكثر الحاحآ ، اصبحت حياتنا اكثراختراقآ وليست حياتنا العملية فقط بل الشخصية فالكثير منا اصبحت مواقع التواصل حياتة الواقعية التي يتشارك فيها ادق تفاصيل حياتة بدون وجود خصوصية بدون النظر الي انها من الممكن ان تسبب في تدهور حياتهم الشخصية .
نحن نحتاج الي فترة راحة بعيدآ عن السوشيال ميديا نقترب فيها من الحياة الواقعية مقابلة الأصدقاء بعيدا عن الرسائل التي جعلت العلاقات اكثر برودآ نحتاج أن نعيد الجو الأسري الحميم بدون انشغال كل شخص بتصفح الحسابات الشخصية علي مواقع السوشيال ميديا التي جعلتنا نلتقي بأجسامنا لا بقلوبنا وعقولنا نلتقي ونجلس ويفقد اللقاء لذة الأشتياق والمحبة فكل شخص ينكب علي تصفح الحسابات الشخصية له حتي يسود الصمت ،مواقع التواصل التي اصبحت سبب بعد العلاقات وتشتتها .
والأهم من ذلك أن الكل اصبح يبحث عن الشهرة في هذا العالم الأفتراضي وكأنة عالم كامل، الشهرة التي تجعل الكثير يتخلون عن مبادئ وقيم فقط للوصول الي شهرة كاذبة في عالم افتراضي ، خلق ليكون علي هامش الحياة ليس اكثر من ذلك 
فالكل اصبح فيلسوفآ ذي رأي صارم لا يقبل النقد او التعديل اصبح كل شخص يتكلم في كل شئ يفهمه او لا يفهمه لمجرد عدم اظهار جهله بشئ معين علي اعتقاد ان الأنسان يجب عليه معرفة كل شئ في الحياة ولا يدرك ان للكل شخص مجال وتخصص يبدع ويبتكر فيه ويتكلم بكل ثقه ويترك المجالات الأخري لمن هم اهل للعلم والثقه.
لنرجع لحياتنا ونستمتع بكل وقت نعيشة لنحمي خصوصية حياتنا  لنخلق الحياة بدون تعقيدات بدون انشغال كل منا بمواقع التواصل وندمر علاقتنا الشخصية لنجعل  العالم الأفتراضي جزء من الحياة وليست الحياة كلها ، لنعطي كل شئ حجمة الطبيعي لنعيش الحياة بجمالها .