الشعب المصري تبرع بـ"قروش" قبل "الفكة" و"الجنيه" (صور)
تعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى لفتة اقتصادية اعتبرها البعض مبالغ فيها وصعب تطبيقها، في حين لم يفهمها الكثير من السامعين، وذلك عندما قال "أنا عايز فكة معاملاتكم البنكية هتفيد البلد وهتعمل ملايين أيوه والله صدقوني.. يعني لو واحد بيصرف شيك بـ1255 وشوية فكة.. ناخد الفكة دي ونحطها في حساب لصالح البلد"، وذلك خلال تسليمه عقود شقق تمليك لأهالي غيط العنب في الإسكندرية.
الحقيقة أن هذا الحديث هو كلام جديد - قديم، بمعنى أنه متعارف عليه وعاشته مصر، وقد سبق وحدث شبيه إلى حد التوأمة، نفس الموقف في العام 1977، عندما أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات مبادرة نشرت بمجلة "المصور"، حيث استقبل الرئيس الراحل نحو ستين مواطنًا من فئات الشعب المختلفة، وقد تقدموا ليتبرعوا بجزء من دخولهم المتواضعة لإصلاح ما أفسدته أحداث 18 و19 يناير من نفس العام.
الطريف هو أن المواطنين الستين كان من بينهم العديد من الأطفال، وقد تقدم أحدهم وقدم للرئيس مساهمة رمزية من مصروفه المتواضع للمساهمة في إصلاح ما أفسدته عمليات التخريب، في حين ألقى تلميذ بالصف الإعدادي كلمة موجها إياها إلى السادات، قائلًا: "لقد عاهدتك يا سيادة الرئيس أن اتبؤع بجنيه شهريا من مصروفي من أجل مصر إلى أن أتم تعليمي في الجامعة".
وجاء كمسري ترام حاملًا طفله البالغ من العمر 3 سنوات، ويمسك في يديه شهادة استثمار فئة الـ100 جنيه وقدمها للرئيس وقتها.
وكان من بين الحاضرين المتبرعين رجل في سن الخامسة والستين، وهو عبدالحميد نصار، مدير حضانة العبور، وحمل للرئيس مبلغ متواضع جمعه من تبرع الأطفال بالحضانة للإصلاح والبناء أيضًا.
ما أقدم عليه الرئيس السيسي ولم يقبله البعض كان قد حدث منذ أكثر من 39 عامًا وفي مصر، وصدر هذا الكلام بدعوة من الرئيس الراحل السادات وقبله الشعب بل وتفاعل معه، وتم تنفيذه وتصويره ونشره أيضا، وكان عنوان الموضوع "في لقاء الرئيس بمن تبرعوا لمصر.. الأطفال يتبرعون بقروشهم للبناء".