المخرج العنقري: مستقبل الشباب السعودي في صناعة السينما سيكون مميزًا
"ما كان أحد يعطيني وجه".. بهذه العبارة لخص المؤسس والمدير العام لشركة "ديتيلز" للإنتاج الإعلامي المخرج الشاب مالك العنقري حجم الصعوبات والتحديات التي خاضها قبل إثبات وجوده ونجاحه في مجال التصوير والإخراج!
وأوضح أن تجاهله وتهميشه من قبل المحيطين أحزن والدته التي طلبت منه التوقف عن محاولاته خشية تأثره نفسيًا! فكانت نصيحتها له "يكفي" لم تكن إلا زادًا ووقودًا له نحو مزيد من التحدي لمواجهة الفشل!
وكشف "العنقري" لحضور وأصدقاء "لقاء الخميس للناجحين" الذي أقيم مؤخرًا بمقهى باسكوتشي كافيه وترعاه "سبق" إعلاميًا في أول ظهور عام له للحديث عن قصة نجاحه وتجربته ومشواره بأن أصدقاءه وأقرباءه كانوا يوافقون على المشاركة معه في إنتاج أفلامه مقابل وجبة عشاء على حسابه!
وأردف: وقتها كنت أقوم بدور كاتب السيناريو والمنتج والمخرج والمصور! مضيفاً: "كنت أبحث عن شيء مميز عن الآخرين لكسب الناس وقدمت تنازلات حيث كنت أعمل في بدايات عملي بنسبة 60 % مجاناً ولا أخذ أي مقابل".
ووصف تحفظ ورفض والده للانخراط في المجال الإعلامي بقوله: "الوالد كان يرفض دخولي مجال الإعلام وكنت أخضع لمساءلات يومية، واضطررت عدة مرات للنوم خارج المنزل أو بالسيارة عندما كنت أتأخر في العودة للمنزل بسبب التصوير لأنه كان يغلق باب المنزل 10 م!، ناصحًا "العنقري" كل من قد يجد معارضة من أسرته لتحقيق موهبته بقوله: "حاول إقناع والديك بالحسنى".
إلا أن المخرج "العنقري" عاد ليؤكد على دور والديه فيما بعد في منحه الضوء الأخضر للانطلاق في مسيرته، مشيرًا أن أكبر دروس الحياة تعلمها منهما، "والدتي علمتني أن أسامح الناس وأن أنام مظلومًا لا ظالمًا وهذا ما وفقني في مجال عملي" "وتعلمت من والدي الصدق مع نفسي والأمانة مع الآخرين".
وأضاف في اللقاء الذي أداره رئيس "لقاء الخميس" في الرياض عبدالرحمن العابد: " أجد راحتي وعلاجي من الهموم في سماع سورة يوسف بصوت ماهر المعيقلي أو عبدالولي الأركاني" مشيراً: " إن أردت أن تكتب سيناريو أسمع هذه السورة ".
وتابع: "أعلق في مكتبي عبارات مكتوبة عن الاستغفار وإحسان الظن بالله والتفاؤل والأمل والتي تزيد من إيماني وتعيد لي توازني وتخفف عني الضغوط النفسية".
وكشف "العنقري" عن سر التزامه بالوقت والمواعيد وقوة علاقته بالعاملين معه، من أجل كسب الزبائن، وبالوضوح في كل شيء وإعطائهم حقوقهم والعمل بروح الفريق الواحد مما عمق الانتماء للمؤسسة لدي زملائه العاملين معه .
واستعرض المخرج العنقري التحديات التي واجهها بقوله: حاولت إثبات نفسي فبدأت أصمم وأتكلم في خواطر ودخلت مجال التصوير الفوتوغرافي الرياضي بنهاية 2010- 2011 وأصبحوا بعدها يطلقون علي مصور الزعيم رغم أنني لم أكن مهتماً بالكرة وقتها، وكانت شبكة الزعيم نقطة تحولاً ودافعاً معنوياً في مشواري الفني وكنت أعمل حينها بدون مقابل! مشيرًا "كنت أقوم بأي عمل، أو تصوير مناسبات حتي بمقابل 300 ريال".
وأضاف: جمعت 50 ألف ريال، خلال سنة وغالب الأفكار الجيدة كانت تردني وقت الاختبارات خروجًا من أجوائها وكنت أدوّنها مباشرة وجاءتني فكرة المؤسسة التي افتتحها نهاية 2012 بعد أن استأجرت شقة في حي لبن غرب الرياض!
وأردف: خلال 6 أشهر لم أكسب ريالاً واحداً! لكن وبعدها الأشهر العجاف حصلت على فيديو كليب بـ سبعة آلاف ريال، وكان مستواه متواضعاً، ثم فيلم وثائقي لمكتب النسيم ب10 آلاف ريال . وبعدها أحببت المؤسسة بعد انضمام 3 أشخاص لها!
ولفت إلى أن ثاني فيديو كليب أنتجه للطفلتين سجى ورغد الطلحة، شكل دافعًا كبيراً له بعد أن وصلت مشاهداته إلى سبعة ملايين مشاهدة، بينما كان فيديو كليب "شهر العبادة" كان نقلة نوعية .
وواصل قائلاً: بعد تحقيق مكاسب ونجاحات للمؤسسة استأجرت مكاناً آخر أكبر وأستوديو خاصاً في عام 2014 التي دشنا فيها المؤسسة بهوية جديدة واستراتيجية وعملاء جدد وشاركنا في ملتقى ألوان وأخذنا المركز الأول في التفاعل واستضفنا 13 مشهوراً وطبعنا أكثر من سبعة آلاف صورة في جناح المؤسسة!.
وفي رده على سؤال عن إمكانية تبني إنشاء أكاديمية لتنمية مواهب الشباب بأنه يُؤْمِن بالتخصص والتركيز في عمله موضحًا عدم ممانعته في المساهمة في تقديم خبراته وتجاربه للشباب .
كما تطرق إلى تعرضه للنصب والاحتيال من قبل أحد الأشخاص لمدة 6 أشهر بعد أن حرر له شيكات بدون رصيد بـ 10 آلاف ريال!
وقال المخرج العنقري: "اكتشف أنني كنت أتعامل مع شخص مريض نفسيًا ويتناول أدوية نفسية" وقدم نفسه لي على أنه إعلامي ومشهور حيث طلب مني أن أصوره مع معالم الرياض وكان في كل مرة يظهر بمظهر مختلف وجاءني في إحدى اللقاءات ممتطياً سيارة أخيه الليكزس بعد أن سرقها منه!!
ونصح المخرج العنقري شباب "لقاء الخميس" ألا يفكروا في المادة وإنما في العلاقات الاجتماعية والإنسانية والبحث عن صناعة أسمائكم" وزاد: لا تكبلكم المعوقات أو نقد الناس مهما كان جارحاً ومؤلماً للنفس"، منوهاً بأن حرصه على استثمار الوقت كان السر في استمراره ونجاحه ولفت العنقري بأن قدوته وملهمه في موهبته المصور حسين دغريري.
فيما علق أمين عام لقاء الخميس منصور البطي بأن "المخرج" العنقري" مثال مشرف للشباب السعودي ويرفع الرأس، ونحن كمنصة تستهدف مالك وأمثاله".
وأكد المخرج مالك العنقري لـ"سبق" أن مشاركته في تحكيم مسابقة حواركم للأفلام الشبابية القصيرة والتي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بمشاركة 124 فيلماً شبابيًا قصيراً بأنها كانت تجربة جديدة، مشيرًا إلى أنه سينظم المركز فعالية أضخم وأكبر لهذه المسابقة مع بداية العام الهجري، منوهاً أن مستقبل الشباب السعودي في صناعة السينما إخراجًا وإنتاجًا سيكون ممتازًا ومميزًا.
مضيفاً: "لدي أفلام تحتاج جهد أكبر والآن لدينا مشروع إنتاج فيلم لوزارة التجارة يوضح بيئة العمل فيها" وقال: "أنصح الشباب بالاتجاه والدخول في مجالات الأعمال الحرة وإشباع رغباتهم وميولهم فيها".
كما استضافت أمسية "لقاء الخميس" للناجحين الأخصائي ممدوح الشلاحي من عيادة مكافحة التدخين الذي وجه من خلال كلمته دعوة للشباب بالتكرم بزيارة عيادات مكافحة التدخين المنتشرة في كافة المستشفيات والمراكز الصحية والتي تستخدم أساليب نفسية راقية بعيدًا عن التحذيرات المعتادة من أمراض السرطان.
وأبان أن حملة #هدفنا_تقول_بطلت تتواجد في الملاعب والمباريات الرياضية، وستتوجه إلى الجامعات ومدارس البنين والبنات خلال العام الدراسي .
وكشف "الشلاحي" لـ"سبق" عن سبب تواجده في أمسية "لقاء الخميس"، أنه يقوم بمبادرة وعمل تطوعي شخصي لتوزيع بروشوات الحملة للتوعية بالتدخين على الشباب ومرتادي المقاهي والمطاعم والمجمعات التجارية والأماكن العامة، لافتًا أنه وجد استجابة كبيرة من الشباب .
وأشار إلى أن وزارة الصحة وفرت وجندت كافة الطاقم والخدمات الطبية والعلاجية من بروشورات واستنادات علاجات وإعلانات لوحات وحملات وأدوية.