الفايننشال تايمز: إيران توجه ضربة قوية للسعودية
انفردت صحيفة الفايننشال تايمز بنشر تقرير على صدر صفحتها الأولى تقول فيه إن إيران برفضها عرضا سعوديا بتحديد سقف الانتاج، وجهت ضربة قوية للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لكبح جماح الإنتاج النفطي لوقف التدهور المطرد في أسعار النفط الخام المتواصل منذ عامين.
وتقول الصحيفة نقلا عن بي بي سي عربي، إن هذا الرفض أدى إلى
انخفاض سعر خام برنت بأكثر من نسبة 3.5 في المئة.
وتنقل الصحيفة تصريحا لوزير النفط الإيراني بيجن زنكنه عشية
انعقاد الاجتماع الاستشاري لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في العاصمة الجزائرية،
قال فيه إن بلاده لن تخفض انتاجها من النفط أو تجمده، مشيرا إلى أنها ستواصل الانتاج
حتى تصل إلى أكثر من 4 ملايين برميل في اليوم.
وترى الصحيفة أن ذلك يسلط الضوء على التوتر المطرد بين أكبر
منتجين للنفط في المنطقة.
وقد أشارت السعودية إلى أنها ستدعم تخفيضا منسقا للانتاج
النفطي يصل إلى مليون برميل يوميا للتعامل مع مشكلة التخمة التي تعاني منها الأسواق
النفطية في العالم، مشترطة أن تجمد إيران انتاجها عند مستوى يقدره المحللون بـ 3.6
مليون برميل يوميا.
وتضيف الصحيفة أن عرض الرياض جاء وسط توقعات قاتمة لوضعها
المالي مع بلوغ نسبة العجز في الميزانية لديها إلى نحو 100 مليار دولار.
وقد أعلنت الحكومة السعودية جراء ذلك سلسلة إجراءات تقشفية،
من بينها قطع نسبة 20 في المئة من رواتب الوزراء فضلا عن مكافآت أعضاء مجلس الشورى
والإعانات المخصصة للسكن، ووضع حد أقصى للعطلات والخدمات الأخرى لموظفي القطاع العام.
وترى الصحيفة أن رغبة السعودية في تخفيض ضخ النفط تمثل تحولا
في سياستها منذ بدء تدهور أسعار النفط، حيث دفعت باتجاه زيادة الإنتاج وضخ النفط إلى
الاسواق للضغط على المنافسين الذين ينتجون النفط بكلف أعلى.
ويقول تقرير الصحيفة، إن إيران الخارجة من سنوات من العقوبات
الاقتصادية لم تبد اهتماما بوضع سقف للانتاج النفطي حتى تصل إلى مستويات الإنتاج التي
كانت عليها قبل العقوبات عليها والبالغة نحو 13 في المئة من مجمل انتاج الأوبك.
وهذا السقف يعني 4.2 مليون برميل يوميا أي بزيادة 600 ألف
برميل يوميا عن انتاجها الحالي، بحساب مستويات الانتاج الحالية في دول المنظمة النفطية.
يقول مسؤولون سعوديون إنهم يجرون محادثات مع كبار منتجي النفط
خارج الأوبك، وبضمنهم روسيا، وترى الصحيفة ان تصريحات وزير النفط الإيراني
قادت إلى انخفاض في أسعار النفط بحدة، إذ انخفض سعر نفط برنت بـ 1.68 دولارا ليصل إلى
47.67 للبرميل الواحد.
وتنقل الصحيفة عن خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، قوله
إنه لم يتوقع التوصل إلى اتفاق في هذه المحادثات، لكن "الفجوة بين بلدان الأوبك
أخذت تضيق" وإن النقاش تركز على مستويات الانتاج في إيران وليبيا ونيجيريا.
ويقول مسؤولون سعوديون إنهم يجرون محادثات مع كبار منتجي
النفط خارج الأوبك، وبضمنهم روسيا، ويأملون في وضع أسس لاتفاق في وقت لاحق من هذا العام.
وترى الصحيفة أن تصريحات الوزير الإيراني تشير إلى أنه من
الصعب التوصل إلى اتفاق ينهي وفرة النفط في الأسواق العالمية التي أدت انخفاض أسعار
النفط وبالتالي ايرادات الدول المنتجة له.
ويخلص تقرير الصحيفة إلى أن المحللين يقولون إن الموقف الإيراني
يعكس وجهة نظر إيران بأنها يمكن أن تتحمل أسعار النفط المنخفضة أكثر من المملكة السعودية.