فلسطينيون: بيريز صانع سلام "فاشل" أطال أمد الاحتلال
وقع شيمون بيريز اتفاق السلام الشهير مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في حديقة البيت الأبيض عام 1993. وبعد مرور ما يقرب من ربع قرن من الزمان، فإن إرثه مع جيرانه في حالة يرثى لها.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بسام الصالحي، إن "بيريز كان واحداً من السياسيين الإسرائيليين الأكثر خطورة".
وتابع الصالحي: "إنه استخدم الدبلوماسية للتغطية على سياسات إسرائيل التوسعية من خلال الإبقاء على الاحتلال والاستيطان".
وبعد اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1995 على يد متطرف يهودي، تعرض اتفاق السلام للخطر، وشغل بيريز وقتها منصب رئيس الوزراء. ويرى الصالحي أن الفرصة سنحت له لتعزيز اتفاق السلام.
الهيمنة الإسرائيلية
وقال الصالحي: "بيريز اختار بدلاً من ذلك الذهاب إلى الحرب في لبنان وارتكاب جرائم حرب والحفاظ على الوضع الراهن للاحتلال"، مضيفاً من وجهة نظره، أن رؤية بيريز كانت "سلام قائم على الحفاظ على الهيمنة الإسرائيلية".
وأشار هاني المصري وهو سياسي فلسطيني ومدافع عن السلام، إلى أن بيريز كان شخصية كاريزمية وقادرة على جذب إعجاب القادة السياسيين الغربيين، رغم انهيار عملية السلام.
وقال المصري: "بيريز كان رجلاً يسحر العالم بكلماته الجذابة، ولكنه على أرض الواقع كان ينفذ السياسات اليمينية الإسرائيلية ودعم استمرار الاحتلال، وكان يضع العراقيل في طريق السلام".
وتلطخ إرث بيريز في ذاكرة الفلسطينيين كونه أحد مؤسسي البرنامج النووي الإسرائيلي، بالإضافة إلى أنه كان قائداً للبلاد خلال الحرب في لبنان.
وعلاوة على ذلك، اختار بيريز، عام 2005، الانضمام إلى الحكومة وحزب رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون، الرجل الذي يحمله الفلسطينيون المسؤولية عن مقتل المئات في مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين عام 1982.
وقال المصري إن الفلسطينيين يريدون "رجلاً مستعد لصنع السلام، وليس رجلاً يخدع العالم".