"خبراء أمن" يطالبون بتجريم ظاهرة ترويج الخطف على مواقع التواصل الإجتماعي
يشهد الشارع المصري وقائع لتشكيلات عصابية تستهدف ضحاياها من أجل المال، أو بدافع الانتقام، وهناك حالات أخرى لا أساس لها من الصحة تسري في المجتمع كالنار في الهشيم خاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي.
فنجد مئات الصور تنتشر عن حوادث وهمية وحالات اغتصاب غير موجودة وليست سوي نتاج لعدم الرقابة على هذا الفضاء الواسع من العالم الافتراضي.
ومن أشهر تلك الحوادث التى وقعت الاسبوع الماضى، إختطاف فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً كانت عائدة من أحد الدروس بمنطقة العمرانية، تم اختطافها وتبين أن وراء الجريمة شابين اعترضا طريقها، وقام أحدهما بجذبها لسيارة أجرة بعد تخديرها ثم اخذها لمسكن أحدهما وتناوبا على اغتصابها.
وفي المقطم اراد المتهم الانتقام من خطيبته بعدما رفضت الرجوع إليه وقررت الزواج من آخر، حيث قام بخطفها قبل زواجها بساعات وتبين أن خطيبها السابق هو المتهم الرئيسي بالقضية، وأنه مقام بالتدبير لعملية الخطف بهدف الانتقام من الفتاة لموافقتها علي الزواج من رجل آخر، ورفضها الرجوع إليه، واعترف المتهم بأنه دبر عملية الخطف، انتقاما من المجني عليها، بعد أن وعدته بالزواج وتركته، للزواج بآخر.
واقعة أخري لم يصدق فيها الأب المسكين أنه سيلتقي بنجله مرة أخرى بعد خطفه، وكانت الصدمة مفجعة له عندما تلقى اتصالا هاتفيًا من مجهول يبلغه أنه قام بخطف نجله وهدده بقتله في حاله عدم دفع مليون ونصف جنيه كفدية لإعادته.
انطلق الأب مسرعًا للمقدم محمد الصغير رئيس مباحث كرداسة ودموعه تسبق كلماته وهو يبلغه عن اختطاف نجله وتلقيه اتصالاً هاتفيًا من مجهول طلب منه فدية مقابل إعادة نجله.
وشك الضباط في تصرفات أحد العاملين بشركة والده مما دعاهم لمراقبته فلاحظوا تردده على أحد الاشخاص بصفة مستمرة، وتم القاء القبض عليهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة وان العامل يعمل بالشركة منذ فترة طويلة ويعلم أن صاحب الشركة لديه ثروة طائلة وأراد التعاون مع صديقه لاختطاف الطفل من أمام منزله، وقاما باصطحاب الطفل من أمام المنزل داخل توك توك دون ان يراه أحد بحجة انه سيذهب معه لوالده وقام باحتجازه بمحافظة البحيرة لدى شقيقة صديقه.
وتروي إحدى الأسر، قصة اختطاف نجلتهم اثناء عودتها من الدرس فقد اعترضت طريقها سيدة منتقبة وسألتها عن التوقيت وبعد ذلك قامت بتخديرها ثم اختطفتها بمساعدة أحد الاشخاص، وطلبوا فدية 30 ألف جنيه، وبالفعل اضطر شقيقها الأكبر إلى التفاوض مع الجناة، واعطائهم المبلغ المطلوب من أجل أن تعود الفتاة سليمة.
الترويج للخطف عن طريق صفحات التواصل الإجتماعى
أكد اللواء الشافعي حسن أبو عامر مساعد وزير الداخلية بقطاع الشئون القانونية، أن ظاهرة اختفاء الفتايات، معظمها حالات فردية، وأن عملية ترويجها على صفحات التواصل الإجتماعي تساهم في انتشار تلك الوقائع في المجتمع بشكل أوسع ، لافتًا إلى أن معظم هذه الوقائع تكون مُفبركة ولا أساس لها من الصحة.
وطالب الشافعي بضرورة وجود قانون يُجرم ترويج الشائعات على مواقع التواصل الإجتماعي، لما يسببه من ضرر فعلى على الأسر التي تمسها تلك الشائعات.
وأكد على ضرورة تشديد العقوبة سواء المادية أو الجسدية ضد من يتسبب في ضرر مادي أو معنوي بسبب الأخبار الكاذبة، مشددًا على ضرورة مراقبة الأسرة للفتيات والأولاد خاصة في المراحل الأولي في سن المراهقة لأن غالبية العلاقات الاثمة تنشأ عن طريق تلك الصفحات، لافتًا إلى أن معظم الحالات التي كان ومازال يطلق عليها خطف البنات، تتم طواعية وبالاتفاق بين الطرفين.
ومن جانبه أكد اللواء ناصر العبد مساعد وزير الداخلية لشمال الصعيد، أنه فور الإبلاغ عن مثل تلك الحالات، يتم تشكيل فريق بحث للتحري عن الواقعة والتوصل لحقيقة البلاغ من خلال فحص علاقات وأصدقاء الفتاة المتغيبة لمعرفة مدى صلة أي منهم بالواقعة.
وأوضح أنه يتم فحص علاقة الفتاة بأسرتها والبيئة والمناخ الذي تعيش فيه الفتاة بالمنزل والذي قد يكون دافعا لتركها المنزل والهرب منه، بالاضافة إلى فحص خلافات اهليتها وخاصة الأب وهل هناك خلافات بينه وبين أحد سواء مالية أوشخصية قد تكون دافعا لخطف الفتاة لتهديد الأب.
وأشار العبد إلى أن الفحص يتضمن أيضا هاتف الفتاة للتوصل إلى مكالماتها الأخيرة ومدي علاقاتها بالآخرين، بالإضافة إلى خط سير الفتاة منذ خروجها وأوصافها وملابسها والمبالغ المالية التي بحوزتها للنشر عنها بكافة طرق النشر، كما يتم اخطار المستشفيات وأقسام الشرطة بأوصاف الفتاة لاحتمالية تعرضها لحادث سير أو القبض عليها في أي مخالفات.
محاضر إختطاف كاذبة
أكد مدير أمن المنوفية اللواء خالد أبوالفتوح، أنه لم يتم تسجيل بلاغ خطف واحد بالمنوفية لكن يوجد بلاغات تغيب وبعد يوم أو يومين ترجع الفتاة لأهلها، وتحرر بلاغات عودة.
ويتم اكتشاف أن الفتاة تغيبت بإرادتها دون علم أهلها لوجد خلافات أسرية أو للتنزه مع اصدقائها، فيعتقدون أنها اتخطفت، مشيرًأ إلى أن المتغيبات من شريحة عمرية حرجة من 15 إلي 20 سنة.
وأضاف أبو الفتوح أنه لابد من تحري الدقة والتأكد من صحة الخبر من مصادره قبل النشر لعدم حدوث بلبلة بالمجتمع بشائعات مغرضة وناشد المواطنين بعدم الانسياق وراء الاخبار التي تنشر علي وسائل التواصل الاجتماعي مثل «الفيس بوك» وغيره وبعض المواقع الاخبارية المغرضة التي تستهدف زعزعة أمن الوطن.