بعد قتل الأردني "ناهض حتر" .. "الذئاب المنفردة" ورقة التنظيمات الإرهابية الأخيرة في الاغتيالات
تعتمد التنظيمات الإرهابية على استخدام "الذئاب المنفردة" في تصفية العديد من الشخصيات التي تحمل ثقلا سياسيًا، والتي يصعب تواجدها في أي مكان للنيل منها، كما تعد من بين أكثر التنظيمات التي تنشر الرعب بين أوساط الدول.
وجاء آخر استخدام لـ "الذئاب المنفردة"، أمس الأحد، في اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر، والذي اغتيل بـ 7 رصاصات بالقرب من قصر العدل في منطقه العبدلي أثناء توجهه لحضور جلسة لدى المحكمة.
و"الذئاب المنفردة" هم أشخاص يقومون بهجمات بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما، كما يطلق هذا الوصف أيضًا على هجمات فردية تنفذها مجموعات صغيرة من شخصين إلى خمسة كحد أقصى.
من القاتل؟
وأكد شهود عيان أن قاتل ناهض حتر، دخل الأردن يوم أمس قادماً من بلد مجاور، وهو ذو لحية طويلة، فيما أن البعض قال إن الفاعل أردني الجنسية، وهو من مواليد العام 1967 يدعى رياض عبد الله، فيما ذكرت وسائل إعلام أردنية، أن قاتل الكاتب الصحفي ناهض حتر من سكان منطقة الهاشمى الشمالى فى العاصمة عمان، وأن انتماءه للسلفية، حيث كان يعمل إماما لمسجد في منطقة ماركا في العاصمة عمان، إلا أن وزارة الأوقاف قررت فصله قبل عشرة أعوام، بسبب التطاول على مقامات عليا، مبينة أن القاتل عرف عنه التشدد في المنطقة التي يقطن بها ومسجل بحقه سابقة أمنية.
لماذا اغتيل "ناهض حتر"؟
كان الكاتب ناهض حتر متهما بالتطاول على الذات الإلهية، حيث نشر مادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمس الذات الإلهية، ومن ثم طلب حينها، رئيس الحكومة الأردنية، سرعة استدعاء الكاتب من خلال الحاكم الإداري واتخاذ المقتضى القانوني بحقه، مما أثار انتقادات واسعة.
اغتيالات سابقة
ولم يكن اغتيال ناهض حتر، أولى العمليات التي تقوم بها الذئاب المنفردة، وإنما سبق ذلك، محاولات أيضا في استهداف بعض الكتاب والأئمة، كان من بينها، محاولة اغتيال الدكتور، على جمعة، المفتي السابق للديار المصرية ، كما اغتيل الكاتب التونسي، شكري بلعيد العام الماضي.
مزيد من العمليات الإرهابية في العالم العربي
وفي سياق ما سبق أكد منير أديب، المتخصص في الحركات الجهادية، والإرهاب الدولي، أن اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر، تعد من البدايات المؤسفة في اغتيال العديد من المثقفين، والسياسيين ليس فحسب في الأردن، أو دولة بعينها، وإنما سيكون شاملا لجميع الدول العربية.
وأضاف في تصريحات خاصىة لـ "الفجر"، أن اغتيال الكاتب حتر، لا يحدث للمرة الأولى وإنما سبق أن طالت محاولة الاغتيال الدكتور علي جمعة، وطال الاغتيال الكاتب التونسي، شكري بلعيد، فضلا عن استهداف ضابط الأمن الوطني المصري، محمد مبروك، بما يؤكد أن الأمور تتصاعد في هذا الجانب.
وأوضح، خبير الحركات الجهادية، أنه برغم تصاعد عمليات الذئاب المنفردة، إلا أن الجهات الأمنية المصرية، لا تزال تقوم بضربات استباقية، على أعلى مستوى، فضلا عن الضربات المخابراتية، التي تعتمد على المعلومات الأمنية.
"الذئاب المنفردة" أكبر دليل على إفلاس التنظيمات الإرهابية
من ناحيته أكد إسلام الكتاتني، خبير الجماعات الجهادية، أن عمليات الذئاب المنفردة، تعد من أهم العمليات التي يعتمد عليها التنظيمات المتطرفة، حيث يقومون بها منذ فترات كثيرة، في العراق.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الأجهزة الأمنية عليها أن تعمل على ضرورة رفع حالة التأهب الأمني، وتظل دائما في يقظة تامة، حيث أن لجوء التنظيمات الإرهابية إلى هذه العمليات المنفردة، تؤكد على إفلاسها، وهزائمها المتكررة وبالتالي تحاول نشر الذعر بهذه العمليات المنفردة، إلا أنه لا مفر من هزيمتها في النهاية.