هل توقف المواجهة الأمنية "غول" مراكز الدروس الخصوصية؟

تقارير وحوارات

مراكز الدروس الخصوصية
مراكز الدروس الخصوصية - أرشيفية



عادت المدارس ليعود معها زحام التلاميذ في مراحلهم التعليمية المختلفة حول مراكز الدروس الخصوصية، للتسجيل بها واضعين آمالهم عليها في مساعدتهم على النجاح وتخطي عامهم الدراسي الذي بات يوصف بـ "عنق الزجاجة"، في ظل غياب دور المدرسة التي اعتادوا أن يتغيبوا عنها، مستعوضين هذا الغياب بتلك المراكز التي قررت الدولة مواجهتها.


حملات أمنية ضد المراكز
وكان دكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، أطلق مبادرة باسم "محافظة خالية من الدروس الخصوصية"، مشددًا على ضرورة التنسيق مع الجانب الأمني لإغلاقها، وتأكيده على أن الدروس الخصوصية تعد من أهم المشكلات التي تعانى منها الأسر المصرية.

وهو ما قامت على إثره العديد من الحملات الأمنية المكثفة ضد هذه المراكز في العديد من المحافظات، وكان من بينها "المنيا، قنا" كفر الشيخ" بخلاف القاهرة والعديد من المحافظات الأخرى، مما أسفرعن احتجاز عدد من المدرسين والإفراج عنهم مقابل غرامة مالية والتنبيه على البعض الآخر.

وتباينت آراء الخبراء حول هذا الأسلوب لوقف "غول" الدروس الخصوصية، مؤكدين أن الطلاب سيمتنعون عنها في حالة واحدة وهي استعادة المدرسة لدورها الحقيقي.   
 
 
"سبوبة" المُدرسين
 
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور محمد عبد العاطي، الأستاذ بكلية التربية جامعة الأزهر، أن قرار غلق مراكز الدروس الخصوصية، يعد من الأمور الغير واقعية على الإطلاق، لافتًا إلى أن الأساس هو استعادة دور المدرسة الحقيقي، وبالتالي يتم التفكير بعد ذلك في غلق هذه المراكز.


وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن غلق مراكز الدروس الخصوصية لا يساهم على الإطلاق في الحد منها أو منعها، حيث أنها تعد للكثير من المُدرسين "سبوبة"، وبالتالي لا يمكن أن يتخلوا عنها.

   

"بيزنس المدرسين" وسط غياب دور المدرسة 
وقال الدكتور محمد عبد الظاهر، أستاذ المناهج بكلية تربية جامعة طنطا، إن قرار منع الدروس الخصوصية أصبح أمرًا مشينًا، كونه لا يحل مشكلة إغراق الطلاب في الدروس الخصوصية، ولجؤهم لها باستمرار.
 
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الدروس الخصوصية لم تعد كما كانت في السابق، حيث باتت "بيزنس" كبير للغاية، يتولاه الكثير من المدرسين، في ظل غياب دور المدرسة الحقيقي، منوهًا إلى أن هذا هو السبب في توسع تلك المراكز وإتاحة فرص أمامها للقيام باستغلال الطلاب بمقابل مرتفع.
 
وأوضح  أن تلك المشكلة ستظل كما هي، ولن يكون هناك أية ايجابيات تتعلق بقرار إنشاء مراكز تعليمية تابعة للحكومة، أو منع هذه الدروس مرجعا السبب إلى استمرار تردي رواتب المعلمين الذين يضغطون على الطلاب من أجل الخضوع للدروس، وعدم تواجد دور للمدرسة يعمل على استقطاب هؤلاء الطلاب مرة أخرى.