مفاجأة مدوية.. "الجارديان": مصر تتراجع عن رواية مقتل "ريجيني"
نشرت صحيفة الجارديان، مقال لروث مايكلسون من القاهرة وستيفاني كيرشغيسنر من روما بعنوان "القاهرة تتراجع بشأن من قتل ريجيني".
وتقول
الصحيفة إنه منذ ستة أشهر بدأ إبراهيم فاروق، وهو طالب يقود سيارة أجرة للحصول على
دخل إضافي، يومه بتوصيل أربعة رجال من منطقته إلى حي آخر في القاهرة.
وكان
أفراد المجموعة التي أوصلها، وهم ثلاثة رجال من أسرة واحدة وصديق لهم، من ذوي سجلات
الإجرام ولكنهم ليسوا مجرمين عتاة، أمضى أثنان منهما فترة عقوبة في السجن لسرقة محفظة،
وكان الثالث مدمنا للمخدرات.
وقال
أقارب الرجال للصحيفة إنهم كانوا في طريقهم إلى منطقة التجمع الخامس في القاهرة للعمل
في طلاء منزل، ولكنهم لم يصلوا إلى هناك قط، حيث قتلوا بوابل من رصاص الشرطة.
وتقول
الصحيفة إنه بعد ساعات من مقتلهم اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم كانوا ضمن تشكيل عصابي
يستهدف الأجانب. ووفقا للشرطة المصرية، فإن مداهمة منزلهم ربطت بينهم وبين جريمة نكراء:
التعذيب الوحشي ثم مقتل باحث وطالب دراسات عليا إيطالي يدعى جوليو ريجيني.
وتضيف
الصحيفة أنه كان قد عُثر على جثمان ريجيني، طالب الدكتوارة في جامعة كامبريدج الذي
كان يجري بحثا حساسا عن نقابات العمال في مصر قبل ذلك التاريخ بسبعة أسابيع ملقى على
جانب الطريق. وكان جثمان رجيني، الذي اختفى في ذكرى الانتفاضة المصرية يوم 25 يناير،
مشوها وتتضح عليه آثار التعذيب.
وتشير
الصحيفة إلى أنه عقب ذلك نشرت السلطات المصرية صور جواز سفر ريجيني وبطاقاته المصرفية
وقالت إنها عثرت عليها في منزل المتهمين القتلى.
وتقول
الصحيفة، إن السلطات الإيطالية، التي تسعى للوصول إلى الحقيقة بشأن مواطنها، هونت من
شأن مزاعم السلطات المصرية بشأن التشكيل العصابي، وقالت إن مقتل الخمسة جاء للتستر
على أن مقتل ريجيني جاء جراء التعذيب على يد سلطات الأمن المصرية.
إثر
عدم قناعة روما بالأمر، على حد قول الصحيفة، تراجعت السلطات المصرية عن رواية التشكيل
العصابي. وقالت أسر القتلى، الذين اتهمتهم السلطات المصرية بأنهم أعضاء العصابة التي
قتلت رجيني، للصحيفة إن الكثير من المتعلقات، التي صورتها الشرطة ونشرتها على أنها
متعلقات ريجيني، تعود ملكيتها للقتلى مثل حافظة نقود ونظارة شمس.
وتحدثت
الصحيفة إلى آية خالد، خطيبة إبراهيم فاروق سائق السيارة، التي قالت لها إنه لم يكن
عضوا في أي عصابة، وأنه قتل ظلما.
وتقول الصحيفة إن آية تأمل في مقاضاة الشرطة بشأن مقتل خطيبها، وتستدرك الصحيفة قائلة إنها حتى تقوم بذلك عليها أن تقف في وجه حبائل وآليات جهاز الدولة المصرية بأكمله.