سفير المملكة ببريطانيا يحتفي بالمبتعثين المميزين تزامناً مع "يوم الوطن"
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، أهمية اكتساب الطلاب المبتعثين المعرفة والعلم، وإبراز طاقات الشباب وقدراته الابتكارية لتحقيق خطة المستقبل في رؤية المملكة 2030، وعلى تشجيعهم على تحصيل العلم والجد للحصول على أعلى درجاته.
جاء ذلك في كلمته في حفل تكريم المتفوقين من الطلبة السعوديين في احتفال اليوم الوطني الذي أقامته سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة بمقرها في لندن؛ لتكريم مجموعة من الطلبة المبتعثين المتميزين الذين نالوا جوائز تقديرية أو قدّموا أعمالاً علمية مميزة في دراساتهم وأبحاثهم خلال مسيرتهم العلمية في المملكة المتحدة. بحسب صحيفة "سبق"
بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم؛ حيث أعرب سفير خادم الحرمين الشريفين عن سعادته الغامرة بهذا اللقاء الكريم؛ رافعاً باسمه واسمهم جميعاً وباسم جميع السعوديين في المملكة المتحدة، أسمى آيات التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أدام الله عزه، وولي عهده، وولي ولي عهده -حفظهم الله- وجميع أفراد الشعب السعودي الكريم باليوم الوطني المجيد؛ متمنياً لبلدنا الكريم بلاد الحرمين الشريفين قادة وشعباً المزيد من العطاء والتقدم والخير والأمن ولجميع العالم السلام والاستقرار.
وقال: "إن حب العلم والبذل في سبيل المعرفة هو أحد الأسس الفكرية التي قام عليها الإسلام الحنيف، ويتجلى ذلك كثيراً في آيات القرآن الكريم وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن مهمتكم الجليلة أبنائي الطلبة والطالبات تسير في هذا المضمار وتسلك هذا السبيل؛ فإن قيادتنا حرصت دائماً وأبداً على تشجيع أبنائنا على تحصيل العلم والجد للحصول على أعلى درجاته".
وأوضح: "إن المملكة يقودها الآن رجل استثنائي في تاريخ الوطن، يحمل هم الإنسان ويختزن رؤى وطموحات وفكر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- يقدم التضحيات ويبذل الجهد لجعل هذا الوطن مؤثراً فاعلاً ومشاركاً مساهماً في صياغة القرار الأممي".
وأضاف: "ولمتابعة المسيرة وضعت رؤية المملكة 2030 المستقبلية بهدف تحقيق اقتصاد مزدهر وتكوين فرص جديدة وتنافسية جاذبة مع مسؤولية وطنية قائمة. وهذه المحاور والأهداف لا يمكن تحقيقها بدون أمرين اثنين هما: اكتساب المعرفة والعلم، وإبراز طاقات الشباب وقدراته الابتكارية لتحقيق خطة المستقبل... وأنتم أبنائي وبناتي من طلبة العلم تقعون في قلب هذه الرؤية وهي تعتمد عليكم بعد الله تعالى".
وتابع: "لقد استثمر فيكم وطنكم وهو يعقد الأمل -بعد الله تعالى- على أن تكونوا رواداً في مجالاتكم العلمية ويتحقق من خلالكم إدراك التميز العلمي وتكوين المواطن الصالح الذي يحقق قِيَم المواطنة وواجباتها نحو الوطن في خدمته وفي تحقيق الأمن والسلم والخير للجميع".
وبيّن في كلمته: "لقد تعودت المملكة العربية السعودية على أن تكون سنداً وعوناً للدول العربية الإسلامية والصديقة في جميع أنحاء العالم. وقد وقفت مواقف عديدة مشرّفة من كثير من الأزمات العالمية، وتقدمت بدعمها المباشر للمشروعات الإنسانية والثقافية المنطلقة من هيئة الأمم المتحدة ومن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من المنظمات الدولية، ولا تزال تقوم بذلك بكل فخر واعتزاز؛ انطلاقاً من مرجعيتها الإسلامية للعالم الإسلامي ومن الرؤية الإنسانية التي تحب الخير للعالم كله وبلا تمييز".
ولفت بالقول: "ولكني يجب أن أذكّركم أبنائي الطلاب المتفوقين أن المملكة اليوم تواجه أيضاً تحديات فكرية وأمنية عديدة تتمثل في عدة أطراف وجهات؛ منها: قوى إقليمية وخارجية تدعم الرؤى الطائفية الضيقة، وتؤجج الصراعات بين الجماعات انطلاقاً من سراديب التاريخ المظلمة؛ ليتحقق لها تقسيم العباد والبلاد، ومنها مجموعات شاذة المنحى متطرفة التفكير الديني ومتخلفة التفكير الحضاري تسعى لتدمير الحضارة وانغلاق الفكر واستئصال الإنسان".
وواصل: "في مثل هذه الظروف يجب علينا أن نتذكر القيمة السامية للمواطنة الحقيقية وأنها هوية وانتماء وولاء. وتأكيد معاني الانتماء والمواطنة يأتي عبر ممارستهما سلوكاً وثقافة وقناعات والتزاماً وحرصاً على المنجز الوطني بكل أشكاله وتجلياته؛ سواء أكان من قِبَل المسؤول أم من قِبَل المواطن؟".
واستدرك: "لنكن رسل سلام ودعاة خير عن ديننا الحنيف وبلادنا الكريمة، ولنكن من معلّمي الناس الخير، ولنكن نموذجاً يُحتذى للأجيال القادمة ولغيرنا ممن يرانا مثالاً لتعاليم الإسلام ونموذجاً للمملكة العربية السعودية".
وختم بتقديم الشكر إلى مديري الجامعات البريطانية ومندوبيها وأساتذتها الذين حضروا المناسبة بدافع حب العلم والتشجيع عليه؛ قائلاً لهم: "شكراً جزيلاً من قلوبنا لدعمهم لأبنائنا، وإننا شركاء في هذا الإنجاز؛ لأننا جميعاً نسعى لخدمة الإنسانية وخدمة البشر. وثقوا تماماً أن هذا هو هدف الإسلام وهدف المملكة العربية السعودية"، كما قدّم التهنئة لأولياء الأمور الذين وقفوا خلف أبنائهم وبناتهم، وحثوهم على المثابرة في تحصيل العلم.
وختم سموه كلمته بتقديم التحية للمبتعثين والمبتعثات على ما حققوه من تميز وتفوق داعياً الله عز وجل لهم ولجميع زملائهم بالتوفيق.
وألقى القائم بأعمال الملحق الثقافي في لندن الدكتور فهد بن عبدالله النعيم، كلمة بهذه المناسبة، أشاد فيها بدعم الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز لأبنائه الطلاب لتحقيق التفوق والتميز العلمي، وقال: "يسعدني ويشرفني أن أتحدث إليكم فـي هذه المناسبة التي نسعد بها بتكريم السفير لقدوات متميزة من أبناء وطننا المبتعثين في المملكة المتحدة، ومشيداً بقوة التصميم والإرادة والبذل والصبر والمثابرة التي قام بها الطلبة، والسعي الدءوب إلى الاستزادة من اكتساب الكثير من المهارات والقدرات، مع التضحية بالكثير من متع النفس وراحتها".
وأوضح "النعيم": "لو استعرضنا مسيرة المحتفى بهم هذا اليوم؛ لعرفنا مقدار ما بذلوه من جهد وصبر ومصابرة، وترقية لأنفسهم لتتواكب مع ما حققوه؛ فسنجد في سِيَرهم تلقّيهم الكثير من الدورات العلمية المتخصصة، وحضور الكثير من ورش العمل، والكثير من الموتمرات والندوات، والمشاركة في العديد من اللجان، ومواصلة تحسين الإمكانيات والقدرات العلمية والمهارية والفكرية بما يتوافق مع الحياة العصرية، وما استجد فيها من وسائل وإمكانيات هائلة، كانت ولا شك أكبر داعم لهم في نجاحاتهم التي نحتفي بشيء منها في هذا المكان هذا اليوم".
وختم برفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده؛ لما يولونه لقطاع التعليم والمبتعثين من رعاية واهتمام، وبالشكر الجزيل للأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، الذي قدّم جهوداً بتوجيهه ورعايته ودعمه بما مكّن الملحقية الثقافية من أداء رسالتها فـي خدمة المبتعثين والمبتعثات. وداعياً المولى -عز وجل- أن يحفظ ولاة أمرنا، وأن يؤيدهم بتوفيقه ونصره، وأن يحفظ أمننا وإيماننا ووحدتنا، وأن يتقبل الشهداء ويشفي الجرحى.
عقب ذلك، ألقى طالب الدكتوراه في الصحة العامة بجامعة "هل" البريطانية عبدالله المليباري، كلمة الطلبة المتفوقين؛ رحّب فيها بسفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، وبالقائم بأعمال الملحق الثقافي الدكتور فهد بن عبدالله النعيم، وبالحضور من مسؤولين وطلاب؛ حيث قال: "أتشرف بأن أقف في هذا الموقف العظيم نيابة عن إخواني وأخواتي الطلبة المكرمين لهذا العام في ذكرى اليوم الوطني الـ86 للمملكة العربية السعودية، هذا اليوم الذي نُقِش في أذهاننا ووجداننا، وهو يوم التأسيس ويوم البطولات، يوم غَرَس في صدورنا صورة المؤسس جلالة المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- الذي وضع حجر الأساس لبناء وطن.. لتوحيد مملكتنا الغراء وجمع الكلمة وإرساء العدل وإحياء مبادئ الدين الحنيف".
وأضاف: "عاماً بعد عام تتابع مملكتنا مسيرة نهضتها على يد رجال خلّدهم التاريخ ملوك المملكة العربية السعودية، وهذه هي مملكتنا التي أثبتت للعالم أجمع إصرارها على النمو والتطور والرفعة؛ من خلال اهتمامها بالعلم والتعليم؛ فشيدت المعاهد والكليات والجامعات، وشجّعت أبناءها على العلم، ودعمت البحث العلمي، وكرّمت العلماء، ولم تكتفِ حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- بذلك؛ بل بذلت كل نفيس للرقيّ بأبنائها وبناتها على السواء. وأنه من هذا المبدأ أطلق الملك عبدالله طيّب الله ثراه "برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي"، والذي نجني ثماره اليوم آلافاً من الخريجين من هذا البرنامج الكبير، وقد عادوا لخدمة ديننا الحنيف ووطننا الغالي. ولا يزال شباب المملكة في الخارج ينهلون من العلوم والمعرفة بدعم مليكنا ملك الحزم والعزم، يحفظه الله ويرعاه".
وقال: "بهذه المناسبة الكريمة أرفع أسمى التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، وإلى ولي عهده الأمين، وولي ولي عهده، وإلى كل الأسرة المالكة الكريمة وإلى الشعب السعودي النبيل والمقيمين معنا على ثرى وطننا الطاهر المعطاء".
وختم كلمته بتقديم خالص الشكر والعرفان إلى سفير خادم الحرمين الشريفين بلندن على هذه الدعوة الكريمة، وعلى هذه البادرة الجميلة لتكريم أبناء وبنات الوطن في يوم الوطن، كما شكر كل مَن مد يد العون، وإلى سعادة القائم بأعمال الملحق الثقافي الدكتور فهد النعيم وكل منسوبي الملحقية الثقافية.
يشار إلى أن الحفل السنوي الخامس لتكريم الطلاب المبتعثين، تَزَامَنَ هذا العام مع حلول ذكرى اليوم الوطني للمملكة، وكرّم خلاله ٧٨ طالباً وطالبة من المتميزين والمتميزات.
وكان من بين الطلبة المكرمين في الحفل، طالبيْن من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهما: طامي المطيري حاصل على الدكتوراه وحاصل على ثلاث جوائز منها (جائزة التطوع، وجائزة تصميم شعار مجلة الملحقية، وجائزة لسيره على الكرسي المتحرك بين مدينتين حاملاً علم المملكة للتعريف بها)، إضافة للطالب بسام شهاب الذي قام بتأليف قصيدة نُشرت على مستوى بريطانيا؛ فيما قدّمت الحفل الدكتورة مها اليوسف مساعدة رئيس قسم شؤون السعوديين لشؤون السيدات السعوديات.
حضر الحفل رئيس قسم الشؤون السياسية بالسفارة الأمير سلطان بن فهد بن عبدالله بن عبدالرحمن، والأمير سلمان بن محمد بن نواف بن عبدالعزيز، والملحق الثقافي بالسفارة الدكتور فهد النعيم، ومديري الجامعات البريطانية، والمشرفين البريطانيين على الطلبة المتميزين، وعدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات ومنسوبي السفارة والملحقيات والمكاتب السعودية.