العربيه :ثلاثة دروس نتعلمها من الربيع العربي
جيمي باودن
أحد الدروس المستقاة من حملة الربيع العربي للتغيير هو أنها طالت دولاً لديها بعض الإصلاح السياسي، وأخرى ليس لديها أي إصلاح.
خلال الأيام الأولى للمظاهرات في البحرين لم يطالب المتظاهرون بتغيير شامل واسع النطاق. بل طالبوا بتطبيق الإصلاحات التي أعلن عنها جلالة الملك حمد بن خليفة لكنها تعرقلت.
والدرس الثاني هو أن غياب الحوار والتواصل من قبل المتظاهرين والحكومة على حد سواء يمكن أن يؤدي لزعزعة كبيرة للاستقرار. وقعت أخطاء دون شك من كلا الجانبين، بما في ذلك رفض المعارضة المرخصة قبول دعوة من صاحب السمو الملكي ولي عهد البحرين في شهر فبراير (شباط) للدخول في حوار وطني.
لكن الدرس الثالث هو أن القمع والاضطهاد لن يؤدي سوى لتفاقم الفرقة في المجتمع: فبينما أن لكل حكومة الحق بالحفاظ على سيادة القانون والأمن، فإن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية أدت لتراجع كبير وخطير عن عملية الإصلاح التي أطلقتها. فتعليق الأحزاب السياسية والتحقيق معها، واعتقال سياسيين بارزين معتدلين، وإساءة معاملة المعتقلين، وكذلك اعتقال أعضاء الهيئة الطبية تعتبر كلها إجراءات سلبية.
كما قال رئيس الوزراء البريطاني، فإن السبيل لمواجهة الاضطرابات الناجمة عن حملة الربيع العربي للتغيير يكون عبر الإصلاح، لا القمع والاضطهاد. وهذا ما يحول دون وجود فرص لتدَخّل قوى خارجية تستغل مظالم وهموم جزء من الشعب. وبالتالي نرحب برفع حكومة البحرين الآن لحالة السلامة الوطنية وإطلاقها للحوار الوطني في 2 يوليو (تموز).
نأمل أن تهيئ الحكومة الظروف المناسبة لكي ينجح هذا الحوار ويؤدي لإصلاح سياسي ملموس يلبي التطلعات المشروعة للشعب البحريني، ويخفف من حالة التوتر ما بين الطائفتين في البحرين. كلا هذين الأمرين ضروريان لتحقيق الاستقرار والأمن والرخاء على الأمد الطويل، وهو ما نأمله جميعنا للبحرين.