د.عبد الرازق محمد على يكتب: مؤتمر هنرى بنرمان ومعامل التأثير العربى
فى العام 1905 عقد ولمدة سنتين أهم مؤتمر فى التاريخ تأثيرا على الحضارة العربية والإسلامية على حدٍ سواء (من وجهة نظرى)، إنه المؤتمر الذى دعى إليه رئيس الوزراء البريطاني (هنري كامبل بنرمان) والذى خرج بتوصيات سرية عام 1907 , أهمها على الإطلاق هو ان العالم العربى يمثل الخطر الحضارى الوحيد ضد الحضارة الاوربية الحديثة ثم أتت نظرية صموئيل هنتنجتون الشهيرة لتقررها فى حتمية صدام الحضارات واصبح الحل للحيلولة دون قيام الحضارة العربية هو إبقاء الدول العربية فى حالة تخلف حضارى و تمزق سياسي وجغرافى حتى تتمكن الدول الاستعمارية من فرض نفوذها على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وتتقى بذلك الصدام المحتَمل مع الأمة العربية, وقد لعب الدين الإسلامي واللغة العربية مصدرين اساسيين لوحدة لشعوب العربية وقوة الحضارة الاسلامية وكان لابد وحتما من ضرب العرب فى وحدتهم وقوتهم الحضارية (اللغة والدين )..وبدون دخول فى التفاصيل مرورا بوعد بلفور وفرنسة العرب واتفاقية سايكس بيكو وإدخال المدارس الأجنبية وتهميش اللغة العربية والغاء الكتاتيب إلى إقامة اسراءيل و بزوغ الفكر المتطرف و الجماعات الإرهابية التكفيرية إلى ظهور داعش والحديث عن جغرافية الشرق الأوسط الجديدة , حقق مؤتمر( هنري بنرمان) نجاحاته الساحقة واحدة تلو الأخرى بعاملين رئيسيين :
1-إقامة المذاهب الطائفية .
2-تهميش اللغة العربية.
.وان كان القرآن الكريم هو مصدر التشريع الإسلامى واللغة العربية ملهمة الابداع الثقافى كونها اللغة الام , فإنى على يقين بأن السواد الأعظم من الأمة العربية لا يدركون معاني القران الكريم بل لا يفهمون الفاظه اصلا ,الأمر الذى أدى إلى استخدام (القرآن) سياسيا كوسيلة للتكفير والتفسيق والخروج عن الملة باللعب على وتر التخلف والجهل من أغلب العرب والمسلمين الذين صار عندهم خوائية لغة القرآن فأصبحوا فريسةً للانخداعِ باسم الدين..!!, بل تعدى الأمر إلى ما هو أبعد فحتى المثقفون والعلماء العرب صاروا محتاجين وبشدة للغات الأوربية (الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية) لأنه ببساطة لا تجد دوريات أو مجلات عربية متخصصة في المجالات العلمية والطبية بل وحتى الاقتصادية, وان وجد فهو أندر من الكبريت الأحمر بل ويفتقد إلى التقييم العالمى والفحوى الاقتصادية, ...بعبارة بسيطة أصبح العوام أرضا خصبة للتكفيريين وأصبح العلماء العرب تحت وطأة الثقافة الغربية الكاسحة ...وقد لاح فى الأفق بعد مائة عام بالتمام والكمال بصيص امل للحيلولة لما افرزه مؤتمر (هنري كامبل)..ولا أدري أهى المصادفة ام انها الأقدار لنهاية الهوان العريى..!!! , ففى العام 2007 فكر العبقرى محمود عبد العاطى او كما يسمونه (ابو حاسوب) رئيس قسم الرياضيات وتكنولوجيا المعلومات بمدينة زويل فى إقامة (حائط الصد) ضد مؤتمر هنري بنرمان كامبل.. (معامل التأثير العربى للأبحاث )..!! بذر الرجل نبات مشروعه فى البحرين وانبت ثمرته في القاهرة وشاركه الفكرة اخواننا فى السعودية والكويت وايده العلماء من المحيط إلى الخليج وباركت الجامعة العربية المشروع ..ومعامل التأثير العربى يرمى إلى إثبات المعلومات والأبحاث العلمية المنشورة في المجلات العلمية المعتمدة باللغة العربية فقط وإعطائها معاملا علميا عالميا يرمى إلى رفعة المجلات العلمية باللغة العربية بعيدا عن اللغات الأجنبية الأخرى وبالتالى يتم إثبات العربية كلغة تستخدم في الأبحاث والدراسات العلمية العالمية مثلها مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية بل و العبرية والاخيرة تقوم عليها عشرات المجلات العلمية والطبية وان كانت العبرية قد اندثرت لألف عام..!! الأمر الذى سوف يعود بالعالم العربى لاستخدام لغته الأم فى البحث العلمى مما ينمى العقل العربى ويثرى من المعرفة العربية ويسهل الألفاظ ويحدو بالعرب نحو وضعهم المثالى القديم كملوك وسادة للحضارات الإنسانية بدلاً من ذلك التخبط الذى يعيشه الكثير من العلماء العرب فلا هم أبدعوا بلغتهم الأم ولا هم فقهوا لغة وثقافة الأخرين. ..أرجو من الله العزيز القدير أن يكلل المجهود بالنجاح وان يتفاعل المجتمع العربى العلمى والثقافى مع المشروع .
تُرى هل تعود لنا الأمجاد ؟