باحث أمريكي يكشف سر إعجاب المصريين بـ"ترامب" على حساب "كلينتون" بعد لقائهما السيسي
علق إريك تراجر، باحث معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، على لقاء كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب بالرئيس عبدالفتاح السيسي على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال تراجر، في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه بينما يأتي لقاء المستر ترامب متسقا مع إعجابه بالرجال الأقوياء ومن ثمّ فهو غير مدهش، فإن لقاء المسز كلينتون أدهش البعض في مصر، حيث انتشار نظريات المؤامرة يصورها كداعمة لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثمّ عدوة للحكومة الحالية.
ونوه تراجر عن أن "العديد من المصريين، بينهم مسؤولون كبار بالحكومة، يعتقدون أن القائد الإخواني محمد مرسي إنما فاز في انتخابات يونيو 2012 الرئاسية بفضل ضغط من جانب المسز كلينتون، وكما العديد من نظريات المؤامرة، فإن هذا الاعتقاد متجذر في تأويل ملتو لما قالته المسز كلينتون بالفعل إبان ذلك التوقيت".
وأضاف: "قبل أربعة أيام على إعلان نتائج الانتخابات المصرية، قالت كلينتون "من المفترض أن يوفِّ الجيش بتعهده للشعب المصري بتسليم السلطة للفائز القانوني".. (وفي الحوار ذاته، قالت كلينتون أيضا "نحن لا نعلم حتى الآن مَن سيُسّمَى فائزا)".
ورأى الكاتب أن وزيرة الخارجية آنذاك (كلينتون) أسهمت بشكل غير مقصود في دعم نظرية المؤامرة هذه بعد أسبوعين من تولي مرسي للسلطة، عندما زارت القاهرة.. وفي إحاطة صحفية، صرحت كلينتون قائلة إن "الولايات المتحدة تدعم الانتقال الكامل للحكم المدني، بكل ما يتضمنه ذلك من تفاصيل".
وأكد تراجر أن ذلك التصريح من جانب كلينتون قد تم تأويله في مصر بأنه دعم لجماعة الإخوان في صراعها بقوتها المتواضعة مع الجيش، ولم تكد تمضي ساعات على زيارتها للقاهرة، حتى صرح وزير الدفاع آنذاك، محمد حسين طنطاوي، قائلا إن "القوات المسلحة لن تسمح لأحد، لا سيما هؤلاء المدفوعين من الخارج، بإثنائها عن دورها بوصفها الحامي لمصر".. هذا التصريح تم ترجمته على نطاق واسع بأنه توبيخ لـكلينتون؛ كما قال طنطاوي إنه لن يسمح أبدا لـ "جماعة بعينها" – في إشارة للإخوان- بالسيطرة على البلد.
ورصد صاحب المقال استمرار قنوات إعلامية مصرية في الترويج لأن "هوما محمود عابدين" - وهي من كبار مستشاري هيلاري كلينتون - في الترويج لأنها عضو سري في جماعة الإخوان المسلمين، مستندين في ادعائهم على تعليقات من أمثال تشبيه كلينتون لـ"هوما عابدين" بأنها "ابنة ثانية" كدليل على أن كلينتون مقربة من الإخوان.
واقترحت بعض مصادر مصرية العام الماضي أن زوجة مرسي كانت تعهدت بالكشف عن "اتصالات سرية" بين زوجها والمسز كلينتون قد تكشف عن "علاقتهما الخاصة"، بحسب "تراجر".
ورأى تراجر أن نظريات المؤامرة هذه شوهت توّجه كلينتون إزاء الوضع السياسي الذي أعقب احتجاجات يناير 2011 في مصر حين أعلنت كلينتون جهارا تشككها مما يحدث واختلفت مع قرار الرئيس باراك أوباما احتضان متظاهري ميدان التحرير... وفي مذكراتها 2014، تحدثت كلينتون عن أولى انطباعاتها السلبية عن مرسي فيما تحدثت بشكل مغاير عن الجنرال طنطاوي.. وكتبت أن الرئيس السيسي "يبدو متبعا النموذج الكلاسيكي للرجال الأقوياء الشرق أوسطيين".
ولفت صاحب المقال إلى أن العديد من المصريين لا يعرفون الكثير عن وجهات نظر كلينتون، وأن ثمة اعتقادا شائعا بينهم أن كلينتون أقرت في مذكراتها أنها ساعدت في إيجاد تنظيم داعش، وقد ساعد اتهام دونالد ترامب لها وللرئيس أوباما بذلك في ترسيخ هذا الاعتقاد في مصر التي راج فيها تداول هذا الاتهام من جانب ترامب.
وأكد الكاتب أن نظريات المؤامرة هذه قد أثمرت عن تفضيل لـ ترامب بين المسئولين المصريين والنخبة، وعلى الرغم من أن العديدين يستنكرون تعليقاته بشأن المسلمين، إلا أن تلك التعليقات غالبا ما يُنظر إليها باعتبارها تصريحات انتخابية، فيما ينصبّ التركيز على تعهداته (ترامب) بالقضاء على داعش وعلى العمل مع القادة الأوتوقراطيين.
وقال تراجر إن أخبار مقابلة كلينتون والرئيس السيسي قد لاقت ترحيبا في مصر، بل وأثارت اقتراحات بأن الإخوان المسلمين بصدد محاولة الحيلولة دون حدوث حوار بينهما.
واختتم الكاتب قائلا إن "الأخبار والتطورات لا تُجدي نفعا مع نظريات المؤامرة (في مصر) وإن تلك النظريات المرتبطة بالمسز كلينتون ستبقى قائمة بعد لقائها الأسبوع الجاري مع الرئيس السيسي".