احتفالية شرم الشيخ تفتح النار على "النواب".. عضو بـ"الوطني": الشعب يتقشف و"عبدالعال" يحتفل بـ 50 مليون جنيه
زهران: احتفالية مستفزة للمصريين.. وستضع البرلمان والحكومة في مأزق
هريدي: استهزاء بالمصريين..وإسراف ليس له مبرر
حميدة: البرلمان تسبب في كوارث للمصريين
في ظل الأزمات الاقتصادية الطاحنة، والتي خلقت حالة من الغضب بين المواطنين، أعلن الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، عن قيام احتفالية بمناسبة مرور مائة وخمسين عامًا على بدء الحياة النيابية في مصر عام 1866، في التاسع من أكتوبر المقبل بقاعة المؤتمرات بشرم الشيخ بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى.
"السيسي" على رأس المدعوين
وكشف المستشار أحمد سعد الدين، أمين عام مجلس النواب، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيحضر الاحتفالية بالإضافة إلى أعضاء الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل ونواب البرلمان، فضلًا عن أنه سيتم توجيه الدعوة إلى جميع رؤساء البرلمانات العربية والإفريقية، بجانب عدد من رؤساء البرلمانات الدولية، في مقدمتهم رئيس البرلمان الروسي "الدوما"، ورئيسي البرلمان الصيني والياباني، ورئيس الكونغرس الأميركي، ورئيس البرلمان الفرنسي، بجانب عدد من رؤساء المنظمات الدولية مثل، الاتحاد البرلماني الدولي، والبرلمان العربي، والبرلمان الأوروبي، والبرلمان الإفريقي.
دعاية وترويج للسياحة
هذا وأكد أن البرلمان تعاقد مع الشركة الدولية للمؤتمرات، التي ستقوم بدورها بتنظيم الحفل، موضحين أنه سيشمل دعوة عدد من الشركات التي تعرض منتجاتها، في معارض مقامة على هامش الحفل كنوع من أنواع الترويج التجاري والسياحي، بجانب الاحتفال السياسي بالحدث نفسه.
رسائل الاحتفالية
فيما أفصح عدد من النواب عن الرسائل التي سيرسلها البرلمان من خلال هذه الاحتفالية، وكان من بينهم أسامة هيكل، رئيس ائتلاف "دعم مصر"، الذي أكد أن هذه الاحتفالية تعكس أن مصر دولة لها تاريخ طويل في العمل البرلماني، وأن هذا يبرهن أيضًا على أنه برغم كل الظروف الحالكة، إلا أنها قادرة على تنظيم هذا الحدث الضخم.
وذكر أن ضمن الرسائل أيضًا، التأكيد على أن مصر دولة قادرة على استعادة دورها الريادي بسرعة، وأن مدينة شرم الشيخ آمنة، برغم المؤامرة التي حاكها البعض لضرب السياحة في مصر، وأن التعاون بين الدولة من الممكن أن يقوم على أساس برلماني، ليس سياسياً واقتصادياً فقط.
ووصف برلمانيين سابقين الاحتفالية بـ"المستفزة"، خاصة وأنها تأتي بالتزامن مع اصدار مجلس النواب العديد من قوانين الضرائب التي أثارت غضب المصريين، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة.
استفزاز للمصريين
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والبرلماني السابق، أن هذه الاحتفالات تعد من الأمور المستفزة للمصريين، لافتًا إلى أنهم ينتظرون الكثير من البرلمان، إلا أن هذا لم يحدث.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذا يضع البرلمان والحكومة في مأزق كبير أمام الشعب، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي تطالب فيه الحكومة، جموع المواطنين بالتقشف، تناقض نفسها بهذه الاحتفالية التي يكون عنوانها البزخ والترف الشديد.
وبيّن أنه ليس ضد الاحتفال، ولكن ضد الأسلوب الذي ستأتي به الاحتفالية، هذا الأمر الذي سيؤثر بالطبع على الثقة بين الشعب والحكومة.
استهزاء بالمصريين
و أكد المحامي عمر هريدي، النائب السابق عن "الحزب الوطني"، أن البرلمان المصري، ما كان عليه أن يقيم هذه الاحتفالية التي تعد استهزاء بالشعب المصري، موضحًا أن البرلمان منذ أن جاء وهو منفصل تمامًا عن المواطنين المصريين، بل يمثل أعباء كثيرة على أفراد الشعب، بما فرضه من قوانين.
وشدد هريدي، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن هذا الإسراف ليس له مبرر على الإطلاق، متسائلًا: " كيف تطالب الحكومة والبرلمان الشعب بأن يتقشف وهم لا يبرهنون على ذلك من خلال أقوالهم وأفعالهم؟".
وكشف عن أن تكلفة مثل هذه الاحتفالية لا تكون أقل من 10 ملايين جنيه، معربًا عن حزنه إزاء هذا الأمر، مضيفا: "كان من الممكن أن يكون الاحتفال بسيطا، وتستخدم هذه الأموال في مساعدة الشباب بالوظائف".
تكلفة الاحتفالية 50 مليون جنيه
كما فتح رجب هلال حميدة، البرلماني السابق عن "الحزب الوطني"، النار على مجلس النواب، حيث أكد أن هذه الاحتفاليات تنم عن "جهل شديد"، وعدم فهم أعضاء مجلس النواب والجهات الداعية للاحتفال، لافتا إلى أن البرلمان لم يقدم أي شئ للشعب، بل سبب كوارث غير متناهية له بين غلاء المعيشة والتضييق.
وأفصح حميدة عن تكاليف الحفل، قائلًا: "احتفالية البرلمان ستتكلف حوالي 50 مليون جنيه، ولن تقل عن ذلك بأي حال من الأحوال.. حيث سيكون فيها تكريم للبعض، بالإضافة إلى تكاليف الطعام الفاخر".