من حريق "الشرقية" إلى "المنوفية".. خسائر بالجملة والفاعل "مجهول" (فيديو وصور)
"شكل على صورة بني آدم من غير رأس شافوه بيجري في وسط الأرض.. وناس تانية هنا في البلد أسرعوا ليلًا وراء شخص مجهول طلع فوق شجرة وفي الآخر جسده بيختفي فجأة"، كانت تلك أبرز أقوال أهالي قرية كفر الشيخ خليل بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، خلال جولة أجرتها "الفجر"، داخل القرية التي باءت حديث المحافظة بأكملها، إذ انتشرت بها حريق يلو الآخر، وبعضها أسباب مجهولة، وأقاويل دارت باشتباهات نحو أطفال لم يبلغوا الحلم بعد.
رصدت عدسة "الفجر" آراء عدد من أهالي القرية الصغيرة، والتي تبتعد عن مدينة شبين الكوم بنحو 4 كيلو مترات، ورصدنا شهادات وردود فعل الأهالي حول حقيقة حرق "الجان" للمواشى والمزروعات الخاصة بهم.
- شائعات تحوم حول وجود أشباح تسبب الحرائق
وقال "مسعد.م - سائق توك توك" إن سكان القرية أصابتهم حالة من الذعر الشديد خلال الأشهر القليلة الماضية، وزادت زروتها خلال أيام عيد الأضحى، بعدما نشبت عدد من الحرائق الغامضة بممتلكات الأهالي، مشيرًأ إلى أن مجموعة من شباب القرية لاحظوا قيام شخص بالإسراع جهة الحقول في الساعة 2 صباحًا بذات المرات، وسط ظلمة الليل، وفور لحاق الشباب به اضطر للصعود أعلى شجرة على إحدى الترع بالقرية، واقتربوا من الشجرة وأحاطوها جيدًا، وأضاءوا مصابيح الهواتف النقالة لتحديد مكان الشخص فوق الشجرة، ولكن المفاجأة كانت في عدم وجود ذلك الشخص، واختفاء آثاره تمامًا!
- خسائر الحريق تجاوزت 100 ألف جنيه.. واتهام طفل صغير بإشعال النيران
وأوضح الحاج "شعبان الشناوي - شقيق صاحب حظيرة مواشي" أنه تعرض للحرق وشاهد عيان على الواقعة، وأنه فوجئ بأحد المساجد تنادي أثناء آدائه لصلاة الجمعة، بوجود حريق هائل في أحد الحظائر بالقرب من بحر سيف أمام قرية كفر الشيخ خليل، وعلى الفور هرع مئات الأهالي إلى مكان الحادث، وأشعلوا ماكينات رفع المياه، وتمكنوا من إخماد النيران، ولكنها قد التهمت بالفعل الحظيرة، وتسببت في حرق 4 ماشية وكلب ضال كان متواجدًا أمام الحظيرة ، مشيرًا إلى أن الخسائر تفوق 100 ألف جنيه، حيث تساوي الماشية الواحدة ما يقارب 28 ألف جنيه، وهو ما يعد كارثة حلت عليه.
وأشار "الشناوي" إلى أن الحريق أفحم 4 ماشية دفعة واحدة بشكلٍ مخيف، وتمكنوا من ذبح واحدة قبل موتها، وتبقت واحدة عليها آثار لفحات النيران، بعدها أبلغ مركز شرطة شبين، والتي لم تتأخر في الحضور بـ 3 سيارات شرطة، وأبلغهم أنه يشتبه في طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، يشعل الحرائق في القرية، ولديه أكثر من سابقة في ذلك الصدد، ولم يبلغ عنها لكونها ولم تسفر عن خسائر، واعتبر الأمر "لهو أطفال".
- بطولة لافتة لنجل صاحب الحظيرة الصغير أثناء إنقاذه ماشية من الحريق
وقد تجلت بطولة كبيرة في نجل صاحب الحظيرة "محمود عبد الفتاح المنشاوي"، والذى يبلغ عمره 13 عامًا ، فبمجرد رؤيته النيران تلتهم حطب الحظيرة أصلًا، انقض على "منجل" واستخدمه في قطع حبال اثنين من الماشية، ولم يكن الطفل الصغير يبالي كثيرًا بالنيران التي تحاوطه من كافة أرجاء المكان، ولا بالأخشاب المحترقة التي تتهاوى إلى جانبه فقط، واهتم بإنقاذ روح إحدى المواشي، والتي كانت لا تستطيع فك قيدها والهروب بعيدًا عن مصيرها المحقق.
- الماشية تنطلق لمياه الترعة وتنجح في غمس جسدها وحدها لإطفاء النيران
كما جذب الأهالي الوافدين من كافة أرجاء القرية لإطفاء النيرات المشتعلة، حيث فوجئوا بتلك البهيمة تخرج هائمة على وجهها، وتسابق الزمن، لتلقي بنفسها داخل مياه الترعة المتاخمة للحظيرة، وكأنها تعلم جيدًا أنه لا سبيل في خلاصها من النار غير مياه تلك الترعة، وبالفعل نجحت في إطفاء النار، وظلت تطلق صوتها من وقع الآلم الموجع بجسدها.
- حوادث متتالية في فترة قصيرة وشائعة "الجان" غير حقيقية
وأضاف "عبد الفتاح الشناوي - صاحب الحظيرة"، أنه لا يتاجر بتلك الماشية لكنه يآنيها لزيادة دخله – وما أضعف دخل الفلاح – وتفاجأ بحجم الحريق الذي نشب بحظيرته، وما آل إليه من خسائر فادحة لماشيته، مشيرًا إلى أنها نفذت بفعل فاعل، وليس كما يروج البعض عن وجود جان أو أشباح، وكذلك إلى الطفل الغير "ابن جارهم" في اشعال النيران، وذلك بعد اختفاءه لقضاء حاجته داخل حقل الأذرة، وهو ما آثار شكوك نجله.
وأوضح فلاحو المنطقة، أن القرية شهدت مؤخرًا حوادث متشابهة لكنها لم تسفر عن وقوع خسائر بشرية أو حيوانية، لكنها التهمت أفدنة كاملة، فضلًا عن تقطيع خراطيم ماكينات المياه، وتلف المواتير المتكرر، وظلت تلك الوقائع مسار جدل واسع بين الأهالي، طالما أن الجاني حرُ طليق.
جدير بالذكر أن محافظة الشرقية، كانت قد تشهد عدة حرائق في عدد من القرى، والتي أسفرت عن خسائر بالملايين، نظرًا لانتشار النيران هنا وهناك دون معرفة أسباب نشوب النيران، في بداية العام الماضي، وتشهد قرى الشرقية حالة من الاستقرار والأمان حاليًأ.
