أوباما يتعهد بدعم أميركي كامل لميانمار: لا عذر للعنف ضد الأبرياء

عربي ودولي


قام الرئيس الاميركي باراك اوباما بزيارة تاريخية هي الاولى من نوعها لرئيس اميركي الى ميانمار امس وتعهد خلالها بأن بلاده ستقف دائما الى جانب ميانمار كما انها ستقدم لها كل الدعم الذي تحتاجه.

واستقبل عشرات الآلاف اوباما واصفين اياه بانه «اسطورة»، وهبطت الطائرة الرئاسية «اير فورس وان» صباحا في رانغون التي ازدانت باعلام اميركا التي كانت لفترة خلت تشكل العدو المطلق.

واحتشد طلاب ارتدوا الزي التقليدي البورمي على جانبي الطريق وحملوا الاعلام وردد بعضهم بفرح «اميركا».

وحمل البعض ايضا يافطات كتب عليها «اهلا اوباما» او حتى «الاسطورة، بطل عالمنا».

والتقى الرئيس الاميركي برئيس ميانمار ثين سين كما التقى بزعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي، حيث عقدا مؤتمرا صحافيا، قبل ان يلقي خطابا سيركز فيه على الاصلاح وحقوق الانسان في ميانمار.

وقال اوباما في كلمة القاها في جامعة رانغون امس، انه فخور بأن يكون اول رئيس للولايات المتحدة الاميركية يزور ميانمار، مشيرا الى انه جاء الى هذه الدولة لاهميتها، حيث انها تقع في ملتقى الطرق بين شرق وجنوب آسيا ولان تاريخها يعود الى آلاف السنين.

وأشار الى انه اختار جامعة رانغون لالقاء كلمته بها لاحترامه لها حيث ظهرت بها أول معارضة للحكم الاستعماري، كما انها هي المكان الذي عبرت فيه زعيمة المعارضة بالبلاد سو تشي عن رأيها من خلاله قبل ان تؤسس حركة مستقلة.

وأثني على الاصلاحات والتغييرات التي شهدتها ميانمار مؤخرا، حيث اصبح هناك حرية للنشطاء لزيارة اهالي السجناء السياسيين وحرية للرهبان البوذيين في التظاهر بشكل سلمي في شوارع المدن المختلفة وأيضا حرية للمدنيين في تشكيل فرق اغاثة لمساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية، ذلك بالاضافة الى سماع اصوات الطلبة الذين باتوا يطالبون بحقوقهم الاساسية.

وعن اونغ سان سو تشي زعيمة «الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية»، قال اوباما انها اثبتت انه لا يمكن ان يظل اي انسان سجينا مادام الامل ينبض بداخله».

لكنه دعا الى انهاء العنف الديني في غرب بورما معتبرا انه «ليس هناك عذر» للعنف ضد المدنيين.

وقال اوباما «لفترة طويلة واجه شعب هذا البلد بما في ذلك اثنية الراخين، فقرا مدقعا واضطهادا، لكن لا عذر للعنف ضد الابرياء»، مشيرا الى اقلية الروهينجيا المسلمة التي تعتبرها الامم المتحدة اكثر الاقليات اضطهادا في العالم.

وقال اوباما ان «الروهينجيا يحملون معهم الشعور نفسه بالكرامة الذي لدي ولديكم».

واضاف ان «المصالحة الوطنية ستستغرق بعض الوقت لكن بالنسبة لانسانيتنا المشتركة ومستقبل هذا البلد حان الوقت لوقف التحريض والعنف»، مرحبا «بوعود الحكومة بتسوية هذه القضايا المتعلقة بالعدالة والمسؤولية والمواطنة».

وكان بيان صادر من اللجنة الاعلامية في الحكومة الميانمارية تعهد بأنها ستعزز التعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في ايصال المساعدات الانسانية والطبية وتأكيد الامن الاجتماعي للسجناء والموقوفين في السجون الميانمارية.

وأضاف البيان ان الحكومة ستستمر في اجراء محادثات من اجل فتح مكتب لمفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان في ميانمار، مفيدا بأن الحكومة عينت موظف اتصال في مكتب رئيس الحكومة للتعامل مع هذه القضية.

وأفاد البيان بأن الحكومة ستعمل مع المجتمع الدولي للحصول على مساعدات انسانية للسكان في ولاية اراكان، مضيفا انها ستبحث في تحديد السبب الجذري للصراعات في الاقليم.

وغادر اوباما ميانمار الى العاصمة الكمبودية حيث من المقرر ان يلتقي زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ويشارك في قمة «شرق آسيا» اليوم التي من المتوقع ان تبحث النزاعات الحدودية في بحر الصين الجنوبي.

وتضم رابطة «آسيان» عشر دول، هي كمبوديا وفيتنام وتايلند ولاوس وميانمار واندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وبروناي.