في ذكرى ميلاده الـ 99 .. الشيخ الحصري "معلم القراء"
طويل القامة، ذو وجه هادئ، يستمد هدوءه من قلبه المتشح دائما بجلال القرءان وعظمته، به عينان يغلبهما الدموع بإستمرار، من كثرة الخشوع، الذي كان يسير دائما معه كالصاحب، لم يتشارك معه أحد في نبرة صوته، فهو المتفرد، وهو القارئ والمقرئ على حد سواء، إنه الشيخ محمود خليل الحصري، الذي تحل اليوم 17 سبتمبر ذكرى ميلاده.
نشأته
ولد الشيخ محمود خليل الحصرى فى 17 سبتمبر من عام 1917 بقرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية، وكان والده قبل ولادته قد انتقل من محافظة الفيوم إلى هذه القرية التى ولد فيها وأدخله والده الكُتاب وفى عمر 4 سنوات ليحفظ القرآن وأتم الحفظ وهو عمره 8 سنوات، حيث كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدى بطنطا يوميا ليحفظ القرآن، وفى الثانية عشرة انضم إلى المعهد الدينى فى طنطا ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك بالأزهر.
زواجه
تزوج الشيخ محمود خليل الحصري عام 1938م وكانت معظم مسئوليات التربية تقع على كاهل زوجته وورد فى روايات عنه "أنه كان يعطى لأبنائه لكل من حفظ سطراً من كتاب الله "قرش صاغ" بجانب مصروفه اليومى وإذا أراد زيادة يسأل ماذا تحفظ من القرآن فإن حفظ وتأكد هو من ذلك أعطاه.
التدرج الوظيفي
تدرج معلم القراء، في مناصب عديدة في حياته، حيث عين مفتشا للمقارئ المصرية عام 1957، ثم وكيلاً لها في العام التالي، وكان أول من ابتعث لزيارة المسلمين في الهند وباكستان وقراءة القرآن الكريم في المؤتمر الإسلامي الأول بالهند في حضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ولم يقتصر الحصري، على ترتيل القرآن فقط، بل أصدر عدة مؤلفات دينية خاصة به ومن بينها كتاب حكام قراءة القرآن الكريم والقراءات العشر من الشاطبية والدرة، ومعالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، ومع القرآن الكريم، و رحلاتي في الإسلام.
قراءة القرآن في الكونجرس
يعتبر الشيخ الحصري أول قارئ يقرأ القرآن فى البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكى، ويرتله بالأمم المتحدة، كما أنه أول من رتل القرآن فى القصر الملكى فى لندن .
تكريمه
حصل الشيخ الحصرى، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد العلم.
وفاته
كان حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد دينى ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة. أوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في كافة وجوه البر. توفى مساء يوم الإثنين 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.