تفاصيل زيارة وفد القوي السياسية والحزبية الذي ترأسه الكتاتني إلى قطاع غزة

أخبار مصر


ساعات قليلة قضاها الوفد المصري التضامني برئاسة الدكتور محمد سعد الكتاتني مع الشعب الفلسطيني الصامد فى قطاع غزة فى مواجهة العدوان الصهيوني المستمر لكنها كانت كفيلة ليعرف أعضاء الوفد ما غاب عنهم سنوات عن أشقاءهم فى فلسطين وما يواجهونه بصمود من الة حرب صهيونية لا ترحم ولا تتوقف .

بدأت فكرة الوفد فى المؤتمر الصحفي الذي دعا اليه رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد سعد الكتاتني الجمعة الماضية وتوصل فيه ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية المشاركين الى تشكيل وفد تضامني من هذه القوى لزيارة قطاع غزة وارسال رسالة للعالم ان الشعب المصري بقواه المختلفة يدعم شعب فلسطين فى مواجهة الاعتداءات الصهيونية.

صباح الاثنين انطلق الوفد المكون من 50 شخصية تقريبا يمثلون عدد من القوى السياسية وأعضاء مجلس الشعب مثل حسين ابراهيم ومحمد عبدالعليم داود ومحمد العمدة وغيرهم وبعض الرموز الدعوية مثل الدكتور راغب السرجاني ود.صفوت حجازي والرياضيين مثل المهندس بهاء رحاب والكابتن حمادة المصري والاعلاميين .

وصل الوفد الى بوابة رفح المصرية فى الثانية عشر ظهرا تقريبا ثم دخل رفح الفلسطينية وكان فى استقبال الوفد ومرافقته من الجانب الفلسطيني حتى انتهاء الرحلة الوزير النشيط د.باسم نعيم والدكتور غازى حمد وكيل وزارة الخارجية فى حكومة حماس وعدد من الرموز الفلسطينية التي استقبلت الوفد استقبالا حارا فى معبر رفح .

انطلق الوفد من رفح الى مدينة غزة والتي تبعد 40 كيلومترا مرورا بخان يونس حيث كان لافتا للانتباه ان الفلسطينيين رغم القصف الصهيوني المتواصل يعيشون حياتهم بطريقة شبه عادية واصطف كثير من الاهالى بطريقة عفوية على الطريق يشيرون للوفد بإشارات الترحيب والنصر طوال طريق الرحلة اضافة الى مشاهد الدمار التي لحقت بعدد من المباني والمقار الحكومية جراء القصف الصهيوني.

وصل الوفد فى البداية الى مقر رئاسة الحكومة الذي قصفته قوات الاحتلال الصهيوني بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء المصري د.هشام قنديل وتحول المبنى الى حطام حيث كان فى استقبال الوفد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو الذي اكد لنا ان الشعب الفلسطيني سيظل صامدا وان الزيارات التضامنية تزيده صمودا وتؤكد ان الشعب الفلسطيني ليس وحده.

اما الدكتور سعد الكتاتني فقد قال للصحفيين لقد شاهدنا بأعيننا كيف قصف الاحتلال مبنى مجلس الوزراء بعد زيارة رئيس وزراء المصري هشام قنديل، وهي تمثل سياسة إسرائيلية ورسالة لمصر، مرفوضة منا جميعا، ومصممون على دعم إخواننا بغزة .

واضاف الكتاتني لقد جئنا اليكم اليوم لا لنعزى ولا لنواسى وانما جاء الشعب المصرى ممثلا فى احزابه السياسية وفى قوته الوطنية جئنا لنقول انا معكم فى صمودكم معكم فى جهادكم لنقول لكم أن الشعب المصرى لن يترككم وحدكم

وشدد الكتاتني على ان مصر بعد الثورة لم تعد كنز استراتيجي للعدو والان مصر كنز استراتيجي لاهل فلسطين ولااخواننا في غزة حتي يعود الحق للفلسطنيين وحتي اقامة دولتهم المستقلة علي كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف

المصري وأبو زهري

بعد ذلك انتقل الوفد المصري الى بيت عائلة الدلو التي استشهد منها 11 من ابناء اسررتها لتقديم واجب العزاء ومواساتهم فى الجريمة التي تعرضوا لها من قوات الاحتلال التي قصفت المنزل فهدمته على من فيه من نساء واطفال .

والقى الدكتور صفوت حجازي امين عام رابطة علماء اهل السنة وعضو الوفد كلمة أكد فيها ان الوفد جاء ليهنىء عائلة الدلو مؤكدا ان قتلانا في الجنة وقتلاهم في الحجيم وهتف الدكتور صفوت حجازي وردد خلفه الحضور بنرددها جيل ورء جيل بنعاديكي يا اسرائيل و شد حيلك يا هنية اوعي تسيب البندقية و لالا للصهيونية ويا فلسطيني يا حبيب دمر دمر اسرائيل ويا فلسطيني يا فلسطيني دمك دمي ودينك ديني.

وأضاف حجازي أن الوفد ممثل فيه كل اطياف الشعب المصري ومن كل احزابه وقواه.

وكما فوجىء الوفد بوجود الناطق باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو عند مبنى الحكومة المهدم فى استقبالهم فوجىء الوفد ايضا بعد الانتهاء من حضور سرادق عزاء عائلة الدلو بوجود الدكتور مشير المصري والدكتور سامي ابوزهري اللذين انطلقا مع الوفد الى مستشفى دار الشفاء حيث كان فى استقبال الوفد الدكتور احمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي اصطحب الدكتور الكتاتني الى غرفة العناية المركزة ليرى بنفسه مشاهد المصابين الفلسطينيين ومعظمهم من الاطفال وكبار السن حيث عقد الكتاتني وبحر مؤتمرا صحفيا مشتركا فى ساحة المستشفى حيث اكد الدكتور أحمد بحر انّ الاحتلال لا يراعي حقوق الإنسان، ولا يأبه بالقرارات والاتفاقات الدولية، موجها رسالته للأمة العربية والإسلامية أطفال فلسطين يستنصرونكم، لا تتركوا فلسطين والقدس وحدها، لا نريد شجبا واستنكارا بل نريد قرارات أكيدة وحقيقية .

وناشد بحر الأمة وقادتها أن يتخذوا قرارات سياسية شجاعة بكسر الحصار عن غزة وفتح معبر رفح للبضائع والأفراد، مطالبا بدعم المقاومة ماديا وعسكريا وسياسيا ومساندتها.

وقال: أمريكا تقف وراء إسرائيل وتدعمها وتدعي للعالم أنها تدافع عن نفسها، وهي في الحقيقة تقتل كل يوم العشرات من النساء والأطفال .

من جهته، أكدّ الدكتور مفيد المخللاتي وزير الصحة أنّ آلة الحرب الصهيونية المدعومة بالتكنولوجيا الأمريكية ما زالت تشن حربا متكاملة الأركان على غزة.

اما لاكتاتني فقد قال جئنا لنقول لاخواننا فى فلسطين وفى غزة اننا داعمون لكم سياسيا وبشتى انواع الدعم دوائنا دوائكم قوتنا-طعامنا- قوتكم نحن معكم ولن نترككم

وأضاف الكتاتني جئنا الى هنا فى قلب غزة لنوجه رسالة الى الكيان الصهيونى الى العدو الصهيونى ونقول له لم تعد مصر بعد الثورة كنز استراتيجيا لكم وانما مصر كانت وستظل كنزا استراتيجيا لإخواننا فى فلسطين كنزا استراتيجيا لاخواننا فى غزة كنزا استراتيجيا لكل مظلوم

ودعا الكتاتني العرب والمسلمين شعوبا وحكومات الى المسارعة بدعم غزة وقال رأينا على الطبيعة كيف كان الإجرام الذى يستهدف الأطفال ويستهدف النساء والعزل جئنا وشاهدنا وسمعنا الحال والطبيعة على الأرض وسط صمت عالمى مخزى ، الذين يدعون ويرفعون أصواتهم بحقوق الإنسان تخاذلوا

قائلا نريد ان نرى منكم –العرب-موقفا يرضى عنه الله ورسوله هذا الشعب الجريح المكلوم ينتظر نخوتكم ايها العرب ينتظر نخوتكم ايها المسلمون اين انتم

واضاف الكتاتني لقد شاهدنا باعيننا ما تدمى له قلوبنا ولكن ما شهدناه اليوم ما زادنا الا اصراراعلى ان نقول دائما ان خيار المقاومة هو خيارنا واننا مع اخواننا الفلسطينيين فى خندق واحد ولن نتركهم أبدا

المجلس التشريعي

انتقل الوفد المصري الى مقر المجلس التشريعي حيث كان بانتظارهم عدد من نواب المجس من التيارات والفصائل الفلسطينية المنتخبة واعتلى بحر والكتاتني المنصة حيث أكد بحر أن الشعب الفلسطيني يرحب بالوفد المصري مؤكدا ان الاحتلال يستهدف كسر ارادة الشعب الفلسطيني عبر قصف المؤسسات ولكنهم لن يفلحوا فى كسر ارادة الشعب الفلسطيني .

من جهته وجه الدكتور الكتاتني التحية لرئيس المجلس عزيز الدويك الذي قدم مثالا للصمود وللدكتور بحر ولكل نواب المجلس التشريعي من كل الفصائل مؤكدا ان وحدة الفصائل الفلسطينية ومن وراءها الدعم العربي هي السبيل لتحرير فلسطين .

واضاف الكتاتني ان القوى السياسية المصرية قد تختلف على شأن داخلي ولكنها تتفق على محورية القضية الفلسطينية مؤكدا ان زيارة الوفد هي احد توصيات اجتماع الاحزاب والقوى الوطنية المصرية فى مقر الحرية والعدالة ومشيرا الى ان احدا لم يتخلف عن الحضور الا بعذر .

قصف صهيوني

أثناء وجود الوفد المصري بالمجلس التشريعي الفلسطيني قامت القوات الصهيونية بقصف عمارة الشرق التي تضم مكاتب القنوات الفضائية العربية فى غزة وهي العمارة القريبة جدا من المجلس التشريعي وهو ما اعتبره بعض اعضاء الوفد انها رسالة صهيونية مزدوجة للاعلاميين لمنعهم من فضح جرائم الاحتلال ومن تهديد للوفد المصري , كان رد اعضاء الوفد سريعا حيث قام عدد من الاعلاميين اعضاء الوفد بالانتقال سريعا الى مقر القصف ومشاهدة ما حدث وتصويره حيث اكد شهود العيان ان النيران اشتعلت النيران في طوابق العمارة الاولى كما استشهد رامز نجيب حرب الذي تفحمت جثته جراء استهداف مكتبه بشكل مباشر وأصيب سبعة آخرين.

مشاهد حضارية فلسطينية

لم تخل رحلتنا من مشاهد حضارية فلسطينية تؤكد صمود الشعب وثباته وتمسكه بارضه فقد وجدنا الترحاب الشديد منذ اللحظات الاولى لوصولنا غزةرسميا وشعبيا , الامر الاخر هو انتظام الحياة بصورة شبه طبيعية رغم القصف الصهيوني المتواصل خاصة على مدينة غزة المكتظة بالسكان فالسيارات تسير فى الشوارع ويمكن ان ترى رجال المرور يمارسون عملهم لتنظيم المرور رغم القصف!

المشهد الاخر المهم ان الاماكن التي تتعرض لقصف خاصة الحكومية لا تترك مهملة بل يتم احاطتها بشريط وتوضع عليها حراسة من الشرطة كما رأينا عند مقر الحكومة الذي تعرض للهدم .

مشهد حضاري ايضا رأيناه وهو ان المقر الذي تم اسهدافه بجوار المجلس التشريعي لاحظنا وصول سيارات الاسعاف بسرعة كما ان الشرطة فرضت كردونا حول المكان كما وقف رجال شرطة قاموا بتحويل مسار السيارات لطريق اخر غير الذي تم قصف عمارة الشروق فيه .