خبراء سياسيون: ظهور "نجلي مبارك" المُتكرر يتسبب في مُعاقبتهم سياسيًا.. و"عز" تعلم الدرس
- عمار علي حسن: الدولة تلاحقهما قضائياً بعد كل ظهور لتحذيرهما من العودة للسياسة
- رفعت السعيد: من حقهما الظهور بموجب القانون والحريات
برتبط ظهور "جمال وعلاء" نجلي الرئيس الأسبق
حسني مبارك بالعديد من الشكوك، والتى جاء آخرها عندما ظهر نجلي مبارك في مدينة الشيخ
زايد، ونشرت صفحة "أنا أسف ياريس" على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي
"فيسبوك" صورتهما، قائلة إن المواطنين يتسابقون لالتقاط الصور التذكارية
معهم.
ويأتى ظهور "جمال وعلاء" بعد إحالتهم إلى
الجنايات، بالإضافة إلى الرئيس الأسبق مبارك في قضية الكسب غير المشروع، ويواجه نجليه
اتهامات بالتربح والحصول على أموال طائلة دون وجه حق، وعمولات فى بعض الصفقات، ما أدى
إلى تضخم ثروتيهما، فضلاً عن الممتلكات العقارية التى تمثلت فى العديد من القصور، والفيللات،
والشاليهات، والشقق الفاخرة الموجودة فى عدة مناطق.
وترصد "الفجر" آراء خبراء السياسة وعلم النفس
والاجتماع في الغرض من اختيار نجلي مبارك هذا التوقيت للظهور، وسط دائرة جديدة من الاتهامات
ضدهم.
- تحذير من العودة للحياة السياسية
يقول عمار علي حسن، الباحث السياسي، إن السلطة الحالية
مع كل ظهور لمبارك وعائلته أو أي فرد من نظامه المخلوع، تعاقبهم عن طريق فتح قضاياهم
القديمة وإعادة محاكمتهم من جديد، مضيفًا: "النظام الحالي يريد أن ينفرد بالحكم
وحده، فيعاقب ويهدد كل من يحاول الرجوع سياسياً من نظام المخلوع أو ثوار يناير والقوة
المدنية، فهو لا يريد بديلا له حتى وإن كان البديل ردئ وضعيف كجمال مبارك".
وأكد حسن، في حديثه لـ"الفجر"، أن دليل مُعاقبة
النظام لكل من تسوّل له نفسه من نظام المخلوع للعودة سياسيًا، يظهر في مواقف ظهور مبارك
ونجليه التي يعقبها مُلاحقتهم الجنائية وفتح قضايا لهم من جديد، وأيضاً ملاحقة أحمد
عز التي جعلته في نهاية المطاف يؤكد عدم رغبته للرجوع للسياسة مرة أخرى.
وأوضح حسن أن الدولة تغيّرت سياساتها كثيراً مع مبارك
ونظامه، ففي البداية كانت تلاحقهم قضائياً وجنائياً بعد كل ظهور لهم لتهدئة الوضع العام،
ولعدم إثارة حفيظة الثوار والشعب الذي قام بخلع نظامهم الفاسد في ثورة يناير، ولكن
اليوم يلاحقونهم جنائياً وقضائياً لمعاقبتهم وتحذيرهم من العودة للحياة السياسية مرة
أخرى، وتعتبر ملاحقة مبارك ونجليه بقضية الكسب غير المشروع رداً على ظهور جمال مبارك
المتكرر، وتداول أخبار حول عودته للحياة السياسية مرة أخرى.
- حدود القانون والحريات
وأكد الدكتور
رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع، أن تكرار ظهور نجلي الرئيس الأسبق
في المناسبات العامة لا يمكن لأحد أن يمنعه، مضيفًا أنه لابد من الالتزام بحدود القانون
والحريات الشخصية والديمقراطية، مؤكداً أنه لا يدافع عن نجلي مبارك، مشيراً إلى أن
نجلي مبارك الآن لايحاكموا ولكن مُفرج عنهما.
وتابع "السعيد" - لـ "الفجر"
- قائلا: "الإلتزام بالقانون هدفه حماية أنفسنا وليس حماية أشخاص بعينها".
- تهدئة الرأي العام
قالت سامية قدري، أستاذة علم النفس السياسي، إن الدولة مع كل ظهور لمبارك ونجليه تلجأ لملاحقتهم قضائياً وجنائياً في محاولة لتهدئة الرأي العام، مضيفة أن النظام الحالي يسعى للتبرء من نظام مبارك الذي يحاول العودة للسياسة مرة أخرى، حتى لا يثير غضب الشعب المصري، وحتى لا تلاحق الدولة الاتهامات بالتواطؤ مع النظام السابق.