في ذكرى وفاته.. "المشير عامر" والقشة التي قصمت صداقته بـ"عبدالناصر"
لعب المشير عبد الحكيم عامر دوراً هاماً في ثورة يوليو عام 1952، واشتهر بصداقته القوية للرئيس الراحل " جمال عبد الناصر" إلى أن تمكنّ البعض من تشويه تلك الصداقة.
تحل اليوم الأربعاء الذكرى الـ"49" على وفاة المشير "عبد الحكيم عامر"، والذي توفي عام 1967 ولا تزال أسباب وفاته غير معلومة ما بين أقاويل بأنه قُتل وأقاويل آخرى ترجح انتحاره.
وفي السطور التالية نرصد كيف تعرف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على المشير عبد الحكيم عامر ورد فعل "عبد الناصر"عندما علم بزواج "عامر" من الفنانة برلنتي عبد الحميد.
كيف تعرف الصديقان على بعضهما؟
كان اللقاء الأول بين "عبد الناصر" و "عامر" في مقر الكلية الحربية عام 1938، واقترب الاثنان خاصة أن جمعتهم هواية مشتركة وهي حب القراءة والمطالعة -كما جاء في كتاب المؤرخ السويسري جورج فوشيه "عبد الناصر وفريقه"- وبعد أن عرف عن عامر ولعه بقصص الرحلات والمغامرات اطلق عليه اسم روبنسون نسبة إلى مؤلفها ربنسون كرورزو، أما عبد الناصر فذاع عنه لقب الأومباشي جيمي.
وهكذا كانت مكتبة الكلية هي ملتقى تجمعهم الدائم ما إن يظهر "جيمي" يظهر معه "روبنسون" -كما كان الطلاب يسمونهم- لم يكن بينهم اختلاف أبدا إلا في أصولهم العائلية فبينما كان عامر ابن لثري من أثرياء الصعيد كان ناصر على عكسه طالب فقير لأسرة فقيرة يعمل عائلها –ابيه- موظفًا حكوميًا بهيئة البريد.
استمرت علاقتهما هكذا حتى تخرج الاثنان وكان ناصر قد سبق عامر بعام وعندما تخرج الأخير التقى به مرة أخرى في باتانيا -معسكر تدريب بالإسكندرية- في ليلة كانت هي نوبة السهر للمشير وحين مر به ناصر جمعهم نقاش عابر وجد الاثنان فيه تشابه كبير بين أفكارهم العسكرية.
مرت بضعة شهور انتقل بعدها عامر إلى السودان عام 1940 وهناك كان لقاؤه الثاني بناصر والبداية الحقيقة لصداقة عمر استمرت لربع قرن فيما بعد، وهناك لم يكن التدريب العسكري فقط هو ما يجمع بين الضابطين وإنما اعتراضهم على الأحوال التي يعملون بها.
اختلاف الشخصيات
عرف عن عامر سرعة غضبه وقراراته العنيفة وكان ناصر نقيضه في الهدوء والتروي في اتخاذ القرارات -كما وصفهم المؤرخون- وكان لتسرع المشير أثره في الخلاف الذي وقع بينه وبين الإدراة العسكرية في الخرطوم فطلب على الفور نقله منها إلى مكان آخر.
اكتشاف زواجه
عندما علِم جمال عبد الناصر بخبر زواج المشير عبد الحكيم عامر، سأل عبد الحكيم عن أخباره الشخصية، وأنكر عبد الحكيم وجود أية أخبار شخصية، فأعطى عبد الناصر لعبد الحكيم منشورًا كُتِب بخط اليد يتكلم عن زواج فنانة مشهورة قائلًا له.. كنت أتمنى أن يكون الخبر غير صحيح وما كنت أتصور أن أكون آخر من يعلم.
رد عبد الحكيم وقال: "كل الحكاية أنني استعملت حق لي في الزواج.. أنا راجل مسلم ودينى يسمح بذلك، والشرع يسمح بأكثر من واحدة".
وتابع: "أنا لم أقل لك حتى لا تزعل مني، وأنا تزوجتها ليس لجمالها ولكن لأنها أغنتني عن صداقة الرجال بصراحتها وخفة دمها".