غرائب وطقوس الحج الأصغر لدراويش "الصوفية والصعايدة" إلى جبل "حميثرة"
الحج الأصغر إلى ضريح الإمام "الشاذلي" البعض يصفنها على أنها بدعة تستهدف ضرب العقيدة الإسلامية من أساسها، بالرغم من مئات الآلاف من المُريدين الذين يأتون من كل مكان داخل المحروسة للصعود إلى جبل "حميثرة" بمنطقة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر.
من هو "الشاذلي" ؟
اسمه بالكامل هو أبوالحسن علي بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي المغربي، وتنسب له الطريقة الشاذلية ، سكن في محافظة الإسكندرية، ولد 571هجريا بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف في تونس، وسكن مدينة (شاذلة) التونسية ونسب إليها، وتوفي الشاذلي بوادي حميثرة بصحراء عيذاب عند توجهه إلى بيت الله الحرام في أوائل ذي القعدة 656هـجريا.
شعائر المولد
يبدأ أتباع الأمام أبوالحسن الشاذلي بشعائرهم، بالوقوف أعلى جبل حميثرة في يوم عرفات، من طلوع الشمس حتى الزوال، تزامنًا مع وقوف الحجاج على جبل عرفة وأداء مناسك الحج والطواف حول الضريح ويطلقون على شعائرهم "الحج الأصغر".
أعداد المُريدين
شهد الاحتفال هذا العام حضور قرابة 150 ألف شخص من الطرق الصوفية ومريديهم ومحبى "الشاذلي" من مختلف المحافظات وعدة دول عربية، منها:"المغرب وليبيا وتونس والسودان"، يعتبر الشيخ أبو العباس المرسي أبرز أتباع الشيخ، حيث يقول عنه أبو الحسن: «يا أبا العباس ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا، وأنا أنت»، ومن أشهر أتباعه في تونس السيدة المنوبية.
متى وكيف الاحتفال ؟
ويأتى الاحتفال بمولد سيدى أبو الحسن الشاذلى في ذلك التوقيت الأول من ذى الحجة من كل عام، فذكر التراث أن "الشاذلي" صعد إلى قمة جبل حميثرة للاختلاء والتعبّد خلال رحلته إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الجح، ولذلك يقضي زوار الشاذلي يومهم بعد صلاة الفجر في صعود الجبل، ثم يكوّنون حلقات الذكر الليلية في ضريح الشيخ للصلاة والدعاء، وبعدها ينحرون عدداً كبيراً من رؤوس الماشية.
ويحضر أتباعه كميات كبيرة من المشروبات والأطعمة والمواشى التى يقومون بذبحها فى أيام المولد، داخل ساحات كل طريقة هناك، حيث يوجد بمحيط الضريح ساحات أقامتها تلك الطرق الصوفية لاستقبال أبنائها في وقت المولد والزيارات للضريح.
حياة "الشاذلي"
تتلمذ أبوالحسن الشاذلي في صغره على يد الإمام عبد السلام بن مشيش، في المغرب، وكان له كل الأثر في حياته العلمية والصوفية. ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة، وهناك ارتقى منازل عالية كما في الفكر الصوفي ودرس بها على أبو سعيد الباجي ورحل بعد ذلك إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن علي، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفي الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته في مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية في العالم أجمع.