"محمد".. جزار "دليفري" يذبح أضحية العيد في ساعة والتسعيرة 1200 جنيه
يتجول في الشوارع بملابس ملطخة بالدماء، يحيط رقبته حبل ضخم الحجم "سَلَبة" وبيده اليمنى ساطور، ويلتف وسطه حزام "جراب" معلق به السكاكين بأحجامها المختلفة، صورة اعتادها المصريين في الأفلام السينمائية ولكنها تتجسد على أرض الواقع خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
لم يكن البطل المشار إليه هو "بوحة" صاحب أشهر شخية سينمائية جسدت الجزار الدليفري، ولكنه "محمد الكيلاني" ذلك الشاب الثلاثيني، الملقب بـ"الجزار الدليڤيري"، الذي وبالرغم من نحافة جسده إلا أنه يمتلك من القوة البنيانية قدراً كبيراً تمنحه قدرة ذبح عجل كبير كما لو كان يذبح فرخة.
وروى "الكيلاني" لـ"الفجر": "أنا جزار عادي وبقى عندي إسم شهرة بسبب إني بقوم بذبح الخراف والعجول في البيوت في كل عيد أضحى، ذبح أضاحي العيد أمر ليس سهل ويحتاج لكثير من الخبرة، فمهنتنا لها أصول وليس كل جزار محترف، فالحرافية أمر يصعب الكثير الوصول له".
وتابع: "الأدوات اللي المفروض تكون موجودة مع أي جزار جوّال على البيوت لذبح أضاحي العيد، كزلك وهو سكين حاد طويل وضخم، موس حلاقة يستخدم لسلخ الماعز، وخنصر لسلخ الخراف والعجول، بنصر لتشفية العظام من اللحم، وساطور يستخدم للتشفية والتقطيع وتكسير العظم، وخطاف وبلانك لتعليق الذبيحة الماعز عليه، أو بكرة حديد إذا كانت الذبيحة عجل، وسلبة التي عبارة عن حبل ضخم الحجم لربط الصحية قبل الذبح، وقُرمة لتقطيع لحم الضحية عليها".
وحول سعر ذبح العجول يقول الكيلاني إنه وصل في هذا العيد لـ700 جنية للعجل الصغير، و1200 للكبير، والماعز بـ150 جنيهاً، والخروف الكبير بـ400 جنية والصغير بـ200، مشيراً إلى أن تلك الأسعار ليست موحدة ولكن لكل عائلة طريقتها في الدفع فمنهم من يدفع أعلى من تلك الأسعار، ولكن لا يقل السعر عن ذلك.
وعن مدة ذبح العجل أو الخروف يقول: "بالنسبالي أنا بنتهي من ذبح الخروف خلال ساعة، والعجل ساعتين بالكتير، ولكن العجل يحتاج معي مساعدين للتحكم فيه"، مؤكدًا أن الذبح يحتاج ثقة بالنفس وقوة بدنية وخبرة.
ووصف عملية الذبح قائلًا: "عند ذبحي لماعز أو خروف، أقود الأضحية إلى مكان الذبح ثم أسقيها ماء إن كانت تحتاج وبعد ذلك أضجعها على الأرض على جنبها الأيمن وأثبتها بوضع أقدامها العلوية تحت ركبتي الشمال، والسفلية تحت ركبتي اليمين، ثم أقوم بالذبح بيدي اليمنى، فأقطع الحلقوم والشريانين المسئولين عن نقل الدم، ثم أترك الضحية تنتفض بساقيها على الأرض حتى تسحب روحها تماماً ثم أقوم بالسلخ".
وتابع: "السلخ يكون بموس حلاقة بفصل الجلد عن الأضحية، ثم أقوم بالتشفية وهي عملية تقطيع الضحية، والتي تبدأ في الماعز والخراف بقطع مؤخرتها "اللّية" ثم شق اللحم من الرجل الخلفية اليمني إلى الرجل الخلفية اليسرى وبعدها أقوم باستخراج الأمعاء والمعدة ثم الكبد، وأزيل المرارة ثم أنفخ الأضحية وأضرب عليها ببطن السكين لإخراج الدم منها، وبعدها أبدأ تقطيعها بالسطور".
وبالنسبة للعجول يقول "الكيلاني": "ذبح العجول أصعب من الخرفان، فعند ذبحها أحتاج شخصين أو ثلاثة لتثبيت العجل حتى أقوم بذبحه، فنقوم بتكتيف ساقه الأمامية ببعضهما ثم تقيد الخلفية ويشد الحبل بقوة إلى أن يسقط العجل على جنبه الأيمن، ثم يُثبت شخص رقبته، ويُثبت الآخر مؤخرته، وإثنين أو واحد يثبتان وسطه، ثم أبدأ بعد ذلك بذبحه وفصل رأسه عن جسده".
وتابع: "بعد فصل رأس العجل عن جسده، أقوم بوضعه على الارض ظهره ونثبته بحجارة أو خشب، لتبدأ عملية السلخ بالبنصر، ثم أقوم بالتشفية، والتقطيع، وأول جزء يقطع في العجل هو الذيل".