ما بين وفاء "السادات" ورياضة "السيسي" .. نرصد طقوس رؤساء مصر في الإحتفال بعيد الأضحى
تختلف طقوس إحتفال الرؤساء بعيد الأضحى المبارك من وقت لآخر ومن بلد لآخرى، فكل رئيس يحتفل بالعيد على طريقته الخاصة.
ففي مصر نجد الملك فاروق كان يهتم بتوزيع العطايا وإقامة الحفلات للإحتفال بليلة العيد، يليه الرئيس الراحل محمد نجيب والذي تخيم عليه مظاهر الغموض، حتى يطل علينا الرئيس جمال عبد الناصر ببساطته في الإحتفال، ليليه السادات الذي أظهرت مظاهر إحتفاءه بالعيد لوفائه، إلى أن كشفت إحتفالات مبارك عن طريقته بالاحتفال بالعيد، وما فعله محمد مرسي في عام حكمه، ليأتي إلينا الرئيس عدلي منصور ومن بعده الرئيس السيسي؛ ليعيدوا إلينا مظاهر الإحتفال.
وفي السطور التالية نرصد مظاهر إحتفال رؤساء وملوك مصر بعيد الأضحى المبارك.
الملك فاروق.. بين حفلات الغناء الخيرية
كان للملك فاروق طقوس خاصة في الإحتفال بالأعياد، فكان يحتفل بإقامة الحفلات الخيرية الغنائية، والتي كانت أم كلثوم السيدة الأولى بها والتي اشتهرت بأغنية "ليلة العيد" التي مازالت حتى اليوم أهم مظاهر الإحتفال بالعيد.
محمد نجيب.. الغموض والغياب
كان الرئيس الراحل محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الإطاحة بالملك فاروق، ولم يستمر في سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية من 18 يونيو 1953 حتي 14 نوفمبر 1954، حيث عزله مجلس قيادة الثورة بسبب مطالبته بعودة الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية، ولم تستطع صفحات التاريخ أن تسطر بأوراقها طقوس الرئيس الراحل أثناء إحتفاله بعيد الأضحى المبارك، وساد الغموض على العادات التي كان يتبعها الراحل للإحتفال.
عبد الناصر.. صلاته ومعايدته
ولم تختلف طقوس عيد الأضحى عند الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عن عادات وتقاليد الشعب المصري البسيطة، فيتوضأ ويصلي الفجر، بعدها يتجه إلى مسجد الحسين لأداء صلاة العيد.
وبعد الصلاة يتوجه الرئيس ومرافقوه لزيارة ضريح مولانا الإمام الحسين، وقد كان الرئيس يقوم بإلقاء خطبه لعامة الشعب لمعايدتهم وسط المواطنين، ثم يتوجه لأسرته لقضاء بعد الوقت معهم، ثم يتوجه للأشقاء رؤساء الدول العربية لمعايدتهم.
السادات.. بين الصلاة وزيارة القبور
أما الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، فكان ملتزم بعادات وطقوس واحدة يقوم بتطبيقها كل عيد خلال فترة حكمه للبلاد، حيث كان يبدأ طقوسه بصلاة العيد التي كان يفضل إقامتها بمسجد الحسين في القاهرة، وكان يحرص على أداء صلاته بهذا المسجد حتى يشارك الشعب بفقرائه وطبقاته المتوسطة الموجودة بالمسجد.
وبعد أداء صلاة العيد اعتاد الرئيس السادات زيارة القبور، حيث كان يتوجه إلى ضريح الرئيس جمال عبد الناصر ووضع إكليلا من الزهور على قبره، ثم بعدها إلى ضريح والدته فى "ميت ابو الكوم" بمحافظة المنوفية، ولم تفترقا تلك العادتين عن الرئيس حتى وفاته.
مبارك.. بين التقليد والتغيير
وفي عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، نجد أن عيد الأضحى المبارك طقوسه تمر بمرحلتين، الأولى، تسير على نفس نهج من سبقوه، حيث أنه كان في بداية فترة حكمه كان حريص على أداء صلاة العيد في نفس المسجد الذي كان يصلي به السادات وعبد الناصر وهو مسجد الحسين ليبدأ أول لحظات بالعيد وسط المواطنين العاديين، ثم يتوجه بعد ذلك لإستقبال وإرسال التهنئة بمناسبة العيد.
ولكن مع مرور الوقت نظرا لطول فترة حكمه لمدة ثلاثون عاما، نجد أن تلك الطقوس تغيرت فبدلا من أن يبدأ صلاة العيد بمسجد الحسين وسط الفقراء، نجده يحل مكانها مسجد السلام بشرم الشيخ، التي كان حريصا في الفترة الأخيرة من حكمه بقضاء أجازة العيد بها.
مرسي.. خطاب المسجد وتحريم الفرحة
وعلى نهج مبارك سار بعده الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي حرم على المواطنين الاستمتاع بفرحة العيد، نظرا للموكب الذي كان يسير حول مرسي عقب دخوله وخروجه من المسجد، حيث كانت أفراد الشرطة تنتشر لتفتيش المصلين والمصليات، فيما قام مرسي بمخاطبة الناس بعد الصلاة داخل المسجد.
عدلي منصور.. والتشابة
أما الرئيس السابق عدلي منصور، لن تختلف طقوسه وتقاليده في عيد الأضحى عن باقي الرؤساء، حيث أنه أدي صلاة العيد بمسجد قيادة القوات الجوية بمصر الجديدة وذلك بصحبة الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في ذلك الوقت، ثم قام بعد ذلك بإرسال وتلقي رسائل التهنئة بالعيد.
عبد الفتاح السيسي .. بين التهاني والأجازة وركوب الدراجات
وعلى نهج السابقين سار الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث يبدأ عيد الأضحى بالصلاة في المسجد وسط حراسة مشددة، ثم يقوم بإرسال وتلقي رسائل التهنئة، وهذا يكون بأول يوم للعيد، لكننا نجده في ثاني وثالث يوم للعيد يختلس وقتا لنفسه ولعائلته للإحتفال معا.
وقد أعتاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على قضاء تلك العطلة في أحد شاليهات المعمورة بالإسكندرية، بجانب ممارسته لرياضته المفضلة عقب تلك العطلة وهي ركوب الدراجات ويكون ذلك وسط حراسات مشددة من رجال الجيش والشرطة.