ما لا تعرفه عن جماعة «حسم» الإرهابية.. فلول "الأجناد"
قال مصدر أمني مصري لصحيفة الحياة اللندنية، إن جماعة «حسم» الإرهابية التي تبنت قتل أمين في الشرطة في ضاحية السادس من أكتوبر المتاخمة للقاهرة قبل يومين تضم فلولاً من عناصر جماعة «أجناد مصر» التي تمكنت قوات الأمن من القضاء عليها العام الماضي بقتل قائدها همام عطية في حي فيصل الشعبي في الجيزة، وقتل قيادات فيها في أحياء شعبية مكتظة بالسكان في العاصمة أو متاخمة لها.
وأوضح المصدر أن الرصد الأمني لتلك المجموعة بعد تبنيها محاولة
اغتيال المفتي السابق الدكتور علي جمعة قبل أسابيع قرب منزله في حي السادس من أكتوبر،
أوضح تبنيها ذات أسلوب جماعة «أجناد مصر» التي لم يعد لها وجود بعد أن تمكنت قوات الأمن
من «تقطيع أوصالها»، لكن يبدو أن أعضاءها من أصحاب الفكر التكفيري كونوا «مجموعة إرهابية»
جديدة، لكن ذات إمكانيات محدودة، وسيتم محاصرتها في أقرب وقت.
وتقول الصحيفة خلال تقريرا لها: وتوارى العنف خارج شمال سيناء
إلى حد كبير مع مطلع العام الحالي، لكن في الأسابيع الأخيرة قُتل أمين في الشرطة قرب
القاهرة وتبنت «حسم» الهجوم، ونشرت صوراً لرصد الشرطي قبل قتله، وفشلت محاولة لاغتيال
الدكتور علي جمعة، وأصيب ضابط كبير وجنديان في تفجير عبوة ناسفة قرب مقر أمني في محافظة
دمياط شمال مصر.
وتنظيم «أجناد مصر» تبنى غالبية عمليات العنف التي جرت في
العاصمة وتخومها، قبل أن يتوارى، بعد ضربات أمنية موجعة. واعتمدت عناصره التخفي وسط
السكان في المناطق المكتظة، لكن أجهزة المعلومات تمكنت من رصد غالبية خلاياه، خلال
العام الماضي.
ورجح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم
تلك الفرضية. وقال: «أعتقد أن حسم مجموعة من بقايا المجموعات التكفيرية التي انتشرت
في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013. وكل هذه المجموعات لها روافد من حركة حازمون»، في إشارة
إلى «الشيخ السلفي السجين حازم صلاح أبو إسماعيل، وأنصار القيادي الجهادي رفاعي سرور
ونجله يحيى رفاعي سرور»، مضيفاً: «هناك حزام حول العاصمة يضم بين سكانه من يحملون الفكر
التكفيري، في مناطق متناثرة مثل ريف حلوان وأطراف حيي إمبابة والمطرية وأطراف مدينة
السادس من أكتوبر وجنوب الجيزة خصوصاً قرى كرداسة وناهيا والعياط والصف… تلك المناطق
تضم خلايا تحمل الفكر التكفيري قد تكون إحداها تمكنت من جلب أسلحة ونفذت بها تلك العمليات
التي يشير مستواها الضحل إلى عدم قدرتها على تشكيل تنظيم مؤثر».
وقال: «لا أستبعد إطلاقاً أن يكونوا من فلول أجناد مصر، وأؤكد
أن تلك المجموعات لها جذور قديمة، لكنهم لا يمثلون خطورة كبرى، إذ أنهم يكتفون برصد
هدف بسيط لفترة ويجهزوا لاغتياله ويفروا»، مضيفاً إن «المجموعات المنفصلة ستظل إمكانية
تكوينها بين الحين والآخر موجودة، لكن كل روافد تشكيل تنظيم إرهابي قد أغلقت في العامين
الماضيين. لم تعد هناك فرص للتدريب في ساحات القتال في سورية مثلاً أو ليبيا بعد السيطرة
على الحدود، وتم التضييق على مصادر تجنيد أنصار جدد لتلك الجماعات، ولم يعد الحصول
على السلاح أمراً يسيراً. إذن لا سهولة لا في التجنيد ولا التدريب ولا التسليح، وهذا
يُصعب عملية تكوين التنظيمات الإرهابية» لافتاً إلى أن «احتمالات تكوين تنظيمات إرهابية
حتى انحسرت إلى درجة كبيرة، لكن الخطورة في عدم طرح الفكر الديني الصحيح حتى يمكن محاصرة
حملة الفكر التكفيري في العقول. صحيح لا فكر منحرف يُعرض، لكن أيضاً لا فكر صحيح».