في ذكرى عيده .. نرصد حكايات الفلاح مع الرؤساء من نصرة "عبد الناصر" لخداع مبارك وإهتمام "السيسي"‏

تقارير وحوارات

فلاح يعمل بالأرض
فلاح يعمل بالأرض



كانوا كالعبيد يعاملون  بمنتهى الإهانة إلا أن جاءت ثورة 23 يوليو 1952 وأعادت لهم هيبتهم المسلوبة ليتخذوا من 9 سبتمبر عيداً ‏لهم، نظراً للنصرة التي حُققت لهم في مثل هذا اليوم، هم «فلاحين مصر».‏
الفلاح في مصر قبل ثورة يوليو كان لا يحق له إمتلاك أراضي زراعية،  فيعمل بالأجرة عند ملاك الأراضي من البشوات والأعيان ‏في عهد الحكم الملكي لمصر، ومع تحول الحكم لمدني بعد ثورة يوليو استطاع الفلاح استرداد كرامته وأرضه من جديد.‏
وفي عيد الفلاح نعرض من خلال السطور التالية حكايات الفلاح المصري مع الرؤساء منذ ثورة يوليو حتى اليوم.‏


محمد نجيب
العلاقة المقطوعة..الوصف الأمثل لعلاقة الرئيس محمد نجيب أول رئيس حكم مصر بعد ثورة 23 يوليو بالفلاحين، حيث أن إعفاءه من ‏منصبه الرئاسي لم يتيح له استكمال ما بدأه ونواه لاستعادة كرامة الفلاح المصري.‏
فبعد شهور من تولي نجيب السلطة حرص على التقرب من الفلاحين، وإلتقط معهم العديد من الصور، كما حرص على منحهم العديد ‏من حقوقهم التي سُلبت منهم، وأصدر قانون "الإصلاح الزراعي" في 9 سبتمبر 1952، ولكن إعفاءه من منصبه تسبب في عدم تطبيق ‏القانون.‏


جمال عبد الناصر
ناصر الفلاحين....هكذا وصف الفلاحين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فضلاً عن علاقته الجيدة بهم والتي بدأت بتطبيق قانون ‏‏"الإصلاح الزراعي" الذي ينص على تحديد الملكية الزراعية وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين، لتصل ‏ملكية كبار الملاك حسب التعديلات التي أطرئت على القانون لـ50 فدان.‏
كما أنشأ عبد الناصر جمعيات الإصلاح الزراعي لتتولى استلام الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التي حددها القانون لهم وتوزيع ‏باقي المساحة على الفلاحين المأجورين بنفس الأرض، ليتحول الفلاح من أجير لمالك، وبتلك القرارات الرئاسية التي اتخذها عبد ‏الناصر أطلق عليه الفلاحين لقب "ناصرهم" حيث أنه أعاد لهم كرامتهم ورد لهم أرضهم وأرض أجدادهم التي حرموا من إمتلاكها ‏آلاف السنين.‏


‏محمد أنور السادات‏
وعن علاقة الرئيس الراحل السادات مع الفلاح المصري، فنجده كان دائما يفتخر بكونه فلاح، وفي مخزون صوره التاريخية نجد ‏مئات الصور التي إلتقطها مع الفلاحين وهو جالس على الارض بين أبناء قريته "ميت ابو الكوم".‏
كما أن السادات استكمل مسيرة عبد الناصر لنصرة الفلاحين وقام بإدخال بالعديد من التعديلات على قانون الإصلاح الزراعي لصالح ‏الفلاحين، وصغار الملاك، كما عمل السادات على التوسع في استصلاح الأراضي الصحراوية عقب الانتصار في حرب أكتوبر، ‏وأدخل وسائل الإنتاج الحديثة في الزراعة.‏


محمد حسني مبارك
وأطلق الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تعديلات على القوانين الزراعية في عهده لصالح الفلاحين، حيث حوّل ملكية الأرض للفلاح ‏إلى ملكية قانونية كاملة، وذلك التعديل أتاح للفلاح حرية التصرف بأرضه يبيع ويشتري كما يحلو له.‏
ولكن بخلاف نجيب وعبد الناصر والسادات كانت علاقة مبارك والفلاحين علاقة مفتورة موسمية، فمبارك كان يعزل نفسه عن ‏الفلاحين، ويقتصر تعاملاته معهم في المناسبات الرسمية، ويذكر التاريخ لمبارك مقابلته الوحيدة لأحد الفلاحين عام 2005 عندما قرر ‏الترشح لفترة رئاسية سادسة، حيث ألتقطت له عدسات المصورين صوراً وهو يحتسي الشاي مع أحد عائلات المزارعين في أحد ‏الحقول، وأُشيع وقتها بأن مبارك استعان بكومبارس من فلاحين أمن الدولة.‏


‏"محمد مرسي"‏
ورغم أنه لم يمكث سوى عام واحد في الحكم، إلا أن الرئيس الاسبق محمد مرسي كان أكثر الرؤساء حرصا على الظهور وكأنه المدافع ‏الأول عن الفلاحين، وعلى طريقة «مبارك» روّجت بعض الشائعات أن مرسي استعان بفلاحين من «جماعة الإخوان»، في زيارته ‏لإحدى مزارع مدينة برج العرب بالإسكندرية.‏
ولم يكن مرسي حريصاً على الظهور فقط، لكنه حرص على إطلاق الوعود، فأصدر الكثير من الوعود والقرارت التي كانت مجرد ‏وعود في الهواء حيث أنه لم يطبق منها أي شئ.‏


عبد الفتاح السيسي
وعندما تتردد علاقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفلاحين، تُعاد إلى الأذهان صورة الرئيس وهو ببيت أحد الفلاحين أثناء تدشين ‏مشروع الـ1.5 فدان بالفرافرة، كما أن السيسي حرص على إصدار قوانين لنصرة الفلاحين، فقام بإصدار عدة قوانين لصالحه، فأصدر ‏قانون بإنشاء صندوق للتكافل الزراعي، وقانون ينظم التأمين الصحي للعاملين بالزراعة وللفلاح، وقام بمد فترة سداد الديون المستحقة ‏على الفلاحين إلى بنك التنمية والائتمان الزراعي لمدة عام، وعمل على إصدار قانون معاشات للفلاح.‏