أحمد فايق يكتب: أرقام فى أغسطس الأسود
الجيش فى مواجهة الخطر القادم من الغرب
ضبط ٥٧ مليون قرص ترامادول
اختبارات المخدرات تدين ٤٠% من سائقى النقل والميكروباص
30 سيارة دفع رباعى بدون أرقام
3500 كيلو «قات» يمنى.. و٨ هواتف ثريا
53 بندقية خرطوش و٤٩ خزنة بندقية خرطوش بالإضافة إلى بنادق ضغط الهواء والبنادق الآلية
هل جربت مرة أن تجد أحدهم يحاول دهسك بالسيارة أو التوك توك أو الميكروباص، وحينما تتفاداه بصعوبة وتعاتبه ينفجر فى وجهك كأنك المخطئ؟
هل جربت أن تجد أحدهم يحاول التضييق عليك فى الشارع لدرجة أن سيارتك قد تصطدم فى الرصيف؟
هل شعرت بالرعب حينما تشاهد أحدهم ناظرا إليك ببلادة متوقعا منه أن يهاجمك؟
هل تشعر أن هذا يزداد فى الشارع مؤخرا؟
هؤلاء جميعا يتعاطون الترامادول - وهو عقار مخدر يستخدم طبيا فى تسكين آلام مرضى السرطان والأمراض الخطيرة.
فى نفس الوقت الذى يزداد «الهرى» فيه على مواقع التواصل الاجتماعى هناك فئة أخرى من المصريين يتعاطون الترامادول بحثا عن زيادة مدة العملية الجنسية، أو الإحساس بالبلادة، أو حتى الانتقام الشخصى وممارسة البلطجة، لقد أصبح هناك عرف لدى بعض البلطجية وهو تناول أقراص الترامادول قبل ممارسة البلطجة حتى لا يشعرون بالألم، فى نفس الوقت الذى تزداد فيه نبرة الهرى والسخرية على السوشيال ميديا وتسفيه كل ماهر جاد هناك سيارات دفع رباعى بدون أرقام تحاول اختراق الحدود لتنفيذ عمليات إرهابية.
فى نفس الوقت الذى يسخر فيه شاب يشعر بالكسل من أن يحضر لنفسه كوب مياه من المطبخ من كل شىء حوله،هناك حرب حقيقية تخوضها مصر على الحدود فى الصحراء الغربية.
لقد فوجئ البعض من تصريحات وزير الدفاع الفرنسى الذى تحدث عن ٩ آلاف داعشى فى ليبيا يشعر بالخطر منهم على الحدود مع مصر وتونس، لم تكن مفاجأة بالنسبة للجيش المصرى منذ ثورة ٢٥ يناير حتى الآن.
هل تعلم أن القذافى حوّل ليبيا كلها إلى مخازن سلاح تحت الأرض، وكمية السلاح السرى فى ليبيا تفوق المعلن بمرتين، هل تعلم أن هذه المخازن أصبحت بين يدى الميليشيات التى تتصارع على الحكم بينهم ميليشيات داعش الحقيرة؟
لقد وصلت كمية أقراص الترامادول التى ضبطتها قوات حرس الحدود الى ٥٨ مليون قرص وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ مصر، ومن المعروف علميا أنه إذا نجحت قواتنا المسلحة فى ضبط كمية معينة فهذا يعنى أن هناك كمية أخرى كبيرة نجحت فى التسلل إلى مصر، لأنه لا يوجد نظام أمنى فى العالم مهما بلغت دقته يستطيع المنع بنسبة مائة فى المائة.
الحدود بين مصر وليبيا تمتد إلى ٢٠٠٠ كيلو متر مربع، ومحاولات الاختراق لا تتوقف، وهناك آلاف من جنودنا البواسل يحمون عرض مصر من هذه المحاولات الدنيئة للاختراق.
الأرقام تقول إنه فى شهر واحد فى السلوم تم ضبط ٣ سيارات دفع رباعى بدون لوحات معدنية، و٢٤٠ ألف قرص ترامادول، وتم إيقاف عملية هجرة غير شرعية لـ١٤٢ فردًا من جنسيات مختلفة، وتم ضبط ٢٦ جملاً يتم استخدامها فى تهريب المخدرات، و٥٣ بندقية خرطوش و٤٩ خزنة بندقية خرطوش و٣١٩ كيلو حشيش بالإضافة إلى بنادق ضغط الهواء والبنادق الآلية.
فى «حباطة» تم ضبط ٣٠٠ ألف قرص ترامادول، وتم ضبط ٣ ونصف طن قات يمنى وهو مخدر يمنى شهير لم يدخل مصر من قبل، الغريب أيضا إنه تم ضبط ٨ هواتف ثريا فى منطقة البحر الأعظم بالحدود الغربية وهى هواتف لا تمتلكها إلا الدول ومتصلة بالقمر الصناعى وموجودة لدى الحكومات وأجهزة المخابرات ورؤساء الدول والقيادات العسكرية، وتحتاج إلى تصريح خاص للدخول.
لقد بلغ عدد سيارات الدفع الرباعى بدون نمر المضبوطة فى السلوم وحبالكم والبحر الأعظم ورأس الحكمة والعلمين ٣٠ سيارة، وهى آلات قتل متحركة يستخدمها الإرهابيون سواء فى الصحراء الغربية أو فى سيناء، الأرقام تؤكد أننا فى كارثة، والقوات المسلحة تقوم بواجبها المهنى على أكمل وجه، فى الوقت الذى يمارس فيه البعض هواية الهرى وتوجيه الاتهامات وتسفيه الأدوار.
لقد أثبتت دراسة أمنية خطيرة أن نسبة تعاطى سائقى النقل والميكروباص على الطرق بلغت فى شهر أغسطس ٣٠ فى المائة، وهذا يتسبب فى زيادة حالات الحوادث والوفيات، الحرب على المخدرات أمن قومى ولم تعد فقط قوات الجيش تواجه تهريب السلاح والإرهاب فقط، فقد فشلوا فى اختراق وتدمير مصر بالسلاح ولم يعد أمامهم سوى استخدام المخدرات والشائعات والتسفيه.