في يوم مولده .. القرضاوي .. "العجوز" الملهم للإخوان والمعادي للدولة
"شيخًا عجوزًا، بالكاد يقوى على الحراك؛ لكن رأيه مسموع داخل الوسط الإخواني، يعتبرونه أبا روحيا، ومفكرتهم التي لا تخطأ، إذا أمر يطاع، وإذا نهى يستجاب له". ويصفه البعض بأبرز المسؤولين عن تبني دولة قطر موقفا داعما للجماعة، إذ قضى جل عمره على أرضها.
القرضاوي
إنه يوسف عبد الله القرضاوي، توصيفه "أحد أبرز العلماء السنة في العصر الحديث، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر".
نشأته
ولد القرضاوي في مثل هذا اليوم منذ 90 عاما (9 سبتمبر 1926)، في قرية صفت تراب مركز المحلة الكبرى، محافظة الغربية، وأتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.
حياته التعليمية
التحق بالأزهر الشريف حتى تخرج من الثانوية وكان ترتيبه الثاني على مملكة مصر، حينما كانت تخضع للحكم الملكي ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالمية سنة 1953 وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون طالبًا.
حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر ، وعددهم خمسمائة.
أسرته
تزوج القرضاوي من امرأتين الأولى مصرية اسمها إسعاد عبد الجواد "أم محمد" في ديسمبر 1958م وأنجب منها أربع بنات، وثلاثة ذكور(إلهام وسهام وعلا وأسماء) (محمد وعبد الرحمن وأسامة)، والثانية جزائرية اسمها "أسماء" التقى بها في أواسط الثمانينيات حين كانت طالبة في جامعة جزائرية، والتي عملت كمنتجة تلفزيونية في برنامج "للنساء فقط" والذي كانت تبثه قناة الجزيرة القطرية.
علاقته بالإخوان
انتمى القرضاوي لجماعة الإخوان المسلمين وأصبح من قياداتها المعروفين ويعتبر الشيخ منظر الجماعة الأول، كما عرض عليه تولي منصب المرشد عدة مرات لكنه رفض ، وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كممثل للإخوان في قطر إلي أن استعفي من العمل التنظيمي في الإخوان.
وقام الدكتور القرضاوي بتأليف كتاب الإخوان المسلمون سبعون عاما في الدعوة والتربية، أبدي القرضاوي ترحيبه بتولي الإخوان حكم مصر ووصفها ب "الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة"، واعتبر مشروع الإمام حسن البنا هو "المشروع السني الذي يحتاج إلي تفعيل"، ووصف الإخوان المسلمين بأنهم "أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء".
اعتقاله
أدت مواقف القرضاوي المناهضة للحكومة المصرية وأنشطته ضمن جماعة الإخوان المسلمين إلى اعتقاله مرات كثيرة، بين عامي 1949 و1961.
علاقاته بقطر
انتقل القرضاوي إلى دولة قطر في عام 1961. وعلى الرغم من رحيله عن مصر، إلا أن تأثيره الديني على جماعة الإخوان المسلمين ظل مستمرا.
وقال القرضاوي إنه لن يترك قطر أبدا، وسيبقى في أرضها كي "يدفن فيها"، وإنه "يحبها وتحبه،" كما أكد أنه لا يعبر عن الموقف الرسمي القطري في مواقفه التي يدلي بها.
وأضاف في تصريحاته: "صار لي في قطر أكثر من ثلاثة وخمسين عاما، أخطب، وأحاضر، وأفتي، وأدرس، وأدعو، وأكتب، وأشارك في كل عمل نافع: في المعهد الديني، وفي جامعة قطر، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وفي وزارة التربية والتعليم، وفي وزارة الأوقاف، وفي سائر المجالات في المجتمع القطري، وأعبر عن موقف الإسلام كما أراه، بكل حرية".
عاصرت أربعة أمراء حكموا قطر، وكنت قريبا منهم جميعا، ولم أسمع من أي واحد منهم، طيلة حياتي كلمة واحدة، أشتم منها رائحة اللوم أو النقد.
وأردف قائلا: "أنا جزء من قطر، وقطر جزء مني، جئتها وأنا ابن خمسة وثلاثين عاما، والآن عمري تسعين، وسأبقى في قطر إلى أن أدفن في أرضها، إلا أن يشاء ربي شيئا، لكن البعض قد لا يفهمون هذا، فليريحوا أنفسهم".
فتاوى القرضاوي المثيرة للجدل
عرف "القرضاوي" بفتواه المثيرة للجدل في 2014، حتى أصدر الإنتربول مذكرة توقيف بحقه بتهم "الدعوة والتحريض على العنف، والدعوة والتشجيع على القتل، ومساعدة المسجونين على الهرب، والحرق، والتخريب، والسرقة".
فقد أفتى أن العمليات الانتحارية "أعمال بطولية" على الرغم من حصدها لأرواح المدنيين. وذكر أيضا في كتابه "فقه الجهاد" أن "قتال المعتدين" يعد "لزاما" على "جموع المسلمين".
ودعا القرضاوي في إحدى تصريحاته دعا إلى قتل معمّر القذافي. وفي فتوى أخرى عام 2002، قال القرضاوي إن من "يرتد" عن الدين الإسلامي "يستحق القتل". كما دعا الدول الإسلامية إلى امتلاك أسلحة نووية لإخافة الأعداء. وأباح القرضاوي أيضا للرجل ضرب زوجته .
