د. علي اسماعيل يكتب: حتى لا نبكي كثيرًا
إن الأمم والشعوب صانعة الحضارات تتعلم من تجارب الأمم والشعوب الأخري عبر التاريخ وتستفيد من دراسات التاريخ وتعيد صناعة نفسها وتتغلب علي صعابها وتنجح في معالجة أزماتها فتخرج منها قوية فالكير هو الذي ينقي الحديد ويعيد تشكيلة فكم مرت علي بعض الدول تجارب مريرة وقاسية عاصفة تكاد ان تنهيها.
ولنتعلم من ذاكرة الأيام ماحدث للعالم في الحرب العالمية الأولي والثانية وما حدث لدولتي اليابان وألمانيا ونواتج تلك الحروب علي العالم ومخرجات القوي بعدها فظهرت قوي جديدة تحكمت في العالم وغابت الشمس عن الامبراطورية البريطانية بظهور الولايات المتحدة الامريكية احدي المستعمرات الانجليزية ومنفي المتمردين والمسجونين المحكوم عليهم بعقوبات طويلة المدة لتصبح تلك الدولة الحديثة التي ولدت من رحم بريطانيا أعظم دولة في العصر الحديث والمعاصر مالكة الاساطيل العسكرية التي تمسح محيطات وبحار العالم رمزا للقوة والسيطرة والتحكم والنفوذ وتحول الدولار الامريكي الي صاحب السطوة والقوة الذي يدير العالم كالشمس في المجموعة الشمسية وباقي الدول الكبري هي كواكب المجموعة والكل في الفلك يسبحون بحمدها.
تحركت مراكزها الاستراتيجية وأجهزتها الاستخباراتية في تحديد خريطة العالم وأليات إدارته وتشغيله بالمفهوم الأمريكي وبما يحقق مصالحها واستمرار نفوذها وفرض سيطرتها بعد الحرب الباردة وتفتيت وتكسير الاتحاد السوفيتي ومجموعة الدول الموالية له لدول متصارعة وجذب بعضها الي المعسكر الغربي مثل أوكرانيا وبولندا وانتشرت بها موجات ربيع الشرق الجديد وظهرت الثورة البرتقالية المضادة للشيوعية في هذة الدول التي تولت الحكم وغيرت الانظمة في العديد منها.
ومن هذه المقدمة نري القوة الامريكية التي بسطت نفوذها في محاصرة روسيا واستقطاب جزء من مناطق سيطرة المد الشيوعي ودعمت تنظيم القاعدة بافعانستان في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي والتي انتهت بحرب اهلية وسيطر التطرف الديني ولم يقم لها قائمة حتي الان وأصبحت مركزأ للعمليات الامريكية لحلف الناتو لمكافحة الإرهاب في هذة المنطقة والتواجد الجديد لها كمنطقة نفوذ وسيطرة جديدة .
وانتقلت لسيناريو الشرق الأوسط الكبير والفوضي الخلاقة وبدأت بحرب العراق التي آلت بتفتت وهدم الدولة العراقية وسيطرة التيار الشيعي المصنوع والمستورد علي مقاليد السلطة وهدم الدولة القوية ونهب ثرواتها واحتلال أراضيها بجزء من تنظيم داعش ذو الصناعة الامريكية.
ووضعت خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي قد تتحول فيه دول لمجموعة دويلات أوتتلاشي دول من علي الخريطة فهاهي سوريا واليمن وليبيا كم قتيل مات وكم جريح ومصاب ومشوه موجود وكم ارملة فقدت عائلها وأبناءها وكم امراة وفتاه انتهك عرضها وبيعت في سوق النخاسة اوتجارة اعضاء البشر وكم من أسرة شردت وكم من بلدة دمرت وتحول ابناءها للاجئين في مخيمات فتحها الغرب لهم وكم وكم.
ألم نري ونشاهد المشهد بأعيننا أم غاب المشهد من الذاكرة انهم لايريدون خيرا بهذة الامة وابناءها انها الحرب الممنهجة والآلية الفنية المدروسة والتي يجري تنفيذها فهم قد خططوا ونفذوا مشروع شرق أوسط جديد وتم التنفيذ الفعلي بثورات الخريف العربي والتي انتهت بحروب اهلية بايد ابناء هذة البلدان بدعوي التحرر من الاستبداد والانظمة الفاسدة والمتسلطة والفكر الديني والمذهبي والعقيدة وبدء نافخي الكير من مثقافيها والنخبة والطابور الخامس الذي تم صناعته في المدارس الغربية ودرسوا بمدارسهم وحملوا جنسياتهم وعاشوا علي ارضهم يحلمون بهدم بلدانهم الام حقدا وغلا عليها فهم يريدون هدم المعبد لانهم فشلوا في الحصول علي تحقيق احلامهم في السيطرة علي السلطة اوالحكم او النفود لانهاء مصالحهم فشكلوا جبهات بالخارج علي ارض تلك الدول التي فتحت ابوابها لتدعمهم وتحولوا لنشطاء وثوريون من يدعمهم ؟؟؟ ومن يمدهم بالمال ؟؟؟ ومن يروج لهم ويساعدهم لتحقيق غايتهم بهدم أوطانهم ؟؟؟؟، تحت مسميات دوليه لجمعيات حقوق الانسان والجمعيات الاهلية والمشروعات التنموية المقدمة من المنظمات الدولية وغيرها من المراكز الاجتماعية والسياسية والبحثية التي تم نشرها بهذه الدول.
لنتأمل الواقع المرير الذي يحيط بنا ومن حولنا فالدول الشقيقة التي كانت مصدرا هاما داعما لاقتصادنا بتشغيل المصريين تم تدميرها وتخريبها كالعراق وليبيا والاخري ذات التحالف الاستراتيجي والعسكري تم تفتيتها كسوريا واليمن والدول الخليجية الداعمة لاستقرار الدولة المصرية والمحافظة علي قوتها تم ضرب اسعار بترولها واصبحت تعاني عجزا بمواردها وتأثرت بها خطط التنمية.
ماذا يريدون لمصر؟؟
لقد فشل مخطط الربيع العربي المزعوم الذي كانوا يحلمون بشرق اوسط جديد لتتمكن سيطرتهم عليه بقوة لتنفيذ ما يريدونه للمنطقة وشعوبها والسيطرة عليهم ولقد حافظ الجيش المصري علي الدولة المصرية والهوية المصرية وضاع حلم مخطط الانقسام والحرب الاهلية بعد 30 يونيو2013 وتم تنفيذ السيناريو الأكثر تأثيرا علي المواطنين والدولة بالحرب الاقتصادية وتجفيف منابع الموارد من العملة الصعبة وبدأت حرب الدولار بضرب السياحة وحادث الطائرة الروسية وبعض الخونة والمأجورين واعوانهم الذين ينبحون في القنوات الفضائية لمهاجمة الدولة وتكسيرها وتشويها امام العالم ويفرحون ويتشدقون بحناجرهم في وسائل الاعلام المسموعه والمرئية لكل كلمة تنشر ضد الدولة المصرية.
كيف يفرحون ويهللون علي آي ضرر يحدث لبلدانهم !!!! ولكن حقا انها ليست اوطانهم فالوطن غالي ونفيس للحر والشريف انهم مرتزقه وعبيد المال والسلطة متطوعي الخيانة المجانية من اجل اقامة اوجنسية في دولة غربية هل نتصور أن من يعولون لهدم مصر ويعيشون خارج ارضها ولا يحسون بدفء شمسها اوحنين ثراها وشربة ماء من نيلها تروي عطش الظمآن بحبها, ويفرح لفرحها ويحزن لحزنها وهمومها.
فهل هؤلاء أبناء مصر؟؟؟ اعتقد لا والف لا، إنهم مقدمة المغول والتتار صناعة الصهيوانجلوامريكية بلد المنشأ الدول الغربية.
لاشك أننا نتعرض لمشاكل وازمات تحتاج منا جميعا الصبر و العمل الجاد والاخلاص المستمر للخروج من تلك الازمة والتخطيط الجيد والبناء بمجموعة علماء متخصصين موهبين ومخلصين لوطنهم غير محملين بجنسيات وإنتماءت اخري ليسوا هواه اومتدربين لحل مشاكل مصر وان نتعلم من تجارب الاخرين وكيفية الصبر علي المحن ولا ننخدع بالاعلام الكاذب والحوارات المصنوعة والمدفوعة وان ننتبه للحرب الجارية إنها قاسية وضروس ولن تهديء ادواتها إلا بهدم الدولة المصرية كما يريدون كحلم المستعمر القديم والمستحدث من خلال ابواق الطابور الخامس وأعوانه للضغط علي الغلابة والبسطاء والشباب وتشجيعهم علي التمرد و الثورة ضد النظام وتصويرهم للوضع الجديد بأن تصبح الحياه والمستقبل افضل لهم واكثر وردية.
لم يعلموا أن هذا الشعب ربما يكونوا اذكي منهم كثيرا لقد شاهد ماذا فعلت الثورة والثورات للدول العربية وما حدث هو نتاج الثورة التي ذهبت بالاخضر واليابس في البلاد المجاورة وفي مصرمن استهلاك الاحتياطي النفدي ووقف معدلات النمو نتيجة تعطل عجلة الانتاج وغلق المصانع والاضرابات العمالية والتي افقدت كثير منهم لفرص العمل التي كانت تحقق لهم استقرارا اجتماعيا . ولكنهم يلعبون علي مشاعر الشباب وحماسهم ولوتأمل الشباب الي ما حوله والواقع بدلا من الاحلام الخيالية المصورة فسيعلم علم اليقين انة سيضحك قليلا لايام معدودة لانه سيعيش الفوضي وعدم المسئوليه تحت زعم التحرر والتغيير ويجد نفسه قد تورط في هدم المنزل الذي يعيش فية ويسترة ويأوية ولا يجد بعد ذلك سوي مخيم للاجئين اويكون مشوها اوعاجز عن الحركة والعمل نتيجة اصابتة لتهوره واندفاعة وراء مزاعم كاذبة ليبقي متحسرا باقي عمرة فسيبكي علي ما صناعة في هدم وطنه وفقد اهلة واحبته وصحبته.
إننا نعاني والدولة قائمة وقوية وتحاول ان تبني وتنمي وتقترض لتدفع الأجور والمرتبات والمعاشات للمستحقين من أباءنا وأجددنا المسننين فهل نري المشهد ونتصور الواقع الجديد والدولة غير قائمة مثل باقي جيراننا في العراق وسوريا وليبيا واليمن.
هل نقبل علي أنفسنا أن نعيش في مخيمات الاجئين او تباع نساءنا، فلم يستطع ان يتحمل الشعب غياب الامن اسبوعا في وقت ثورة يناير وانتشرت البلطجة والسطو علي المنازل والشقق وكنا نسمع الاستغاثات عبر التليفزيون وطلب النجدة من القوات المسلحة من انتشار البلطجية والمجرمين هل نريد ان نكرر سيناريوا المشهد القديم ؟؟؟.
إن المشاكل التي نتعرض لها سوف تحل ونتخطي الأزمات بالعمل الجاد والمخلص وسوف تعود السياحة وتتحرك عجلة الانتاج وتؤتي المشاريع الجديدة ثمارها ونشعرجميعا بثمار التنمية ونتغلب علي مشاكلنا الاقتصادية ببناء دولة قوية يزداد فيها الانتاج ويقل بها الاستهلاك ونصدر فائضا من منتجا مصريا ينافس مثيلة من اي دولة يحمل شعار صنع بمصر فيفتخر المصري بجنسيته وعروبته ونقف بقوة ونصمد امام الدولار وسطوته الذي اصبح احد الاسلحة الفتاكة لقوة الهيمنة الامريكية فعلينا ان نستيقظ مبكرا ولانترك اعداء الوطن ينجحون في تنفيذ مخططات الفوضي في وطننا فغدا سوف تشرق الشمس ونمتلك الارادة علي البناء والعمل والاخلاص للوطن ونضع نصب اعيننا امثلة لدول أعادت بناء نفسها واصبحت من الثمانية الكبار وقد دمرتها الحرب كألمانيا واليابان ونحن من صنع التاريخ والحضارة والعالم القديم يشهد علينا ودول أخري دمرت وهدمت نفسها وخربت بيوتها بايدي أهلها... حفظ الله مصر حفظ الله مصر من الفاسدين والخونة والمتأمرين.