دور اليهود في الارتقاء بإقتصاد مصر

منوعات

بوابة الفجر


لا يجاوز أحدٌ الحقيقة حين يقول إن اليهود كانوا يقفون وراء إنشاء العديد من البنوك، ومن أهم البنوك التي لعبوا دوراً في إنشائها البنك العقاري المصري الذي تأسس عام 1880 فقد اشترك في تأسيسه سوارس ورولو وقطاوي، وقد كان رأسمال البنك عند تأسيسه 40 مليون فرنك فرنسي، وصل إلى 8 ملايين جنيه عام 1942، وقد لعب هذا البنك دوراً مؤثراً في الاقتصاد الزراعي المصري، إذ إنه نتيجة القروض التي منحها للملاك الزراعيين أصبح يتحكم في أكثر من مليون فدان مصري، كما تأسس البنك الأهلي المصري عام 1898 بقيادة ميشيل سلفاجو وإرنست كاسيل ورافائيل سوارس، وكان رأسماله 3 ملايين جنيه إسترليني، وأسس جاك سوارس البنك التجاري المصري والذي عُرِفَ وقت تأسيسه عام 1905 باسم (بنك التسليف الفرنسي)، ثم تحول إلى شركة مساهمة مصرية باسم البنك التجاري المصري عام 1920 وكان رأسماله مليوناً و200 ألف جنيه إسترليني، كما تأسس بنك سوارس عام 1936 .

وساهم اليهود في ميلاد بورصة القاهرة ، ففي يوم الخميس الموافق 21 مايو أيار 1903 قامت اللجنة الخاصة برئاسة موريس قطاوي بك ( توفي عام 1924 ) باختيار المبنى القديم للبنك العثماني ( وهو الآن مبنى جروبي - فرع عدلي ) الكائن بشارع المغربي كمقر رسمي - ولكن بصفة مؤقتة للشركة المصرية للأعمال المصرفية والبورصة - المؤسسة حديثاً- شركة ذات مسؤولية محدودة.

وكان الأعضاء المؤسسون لبورصة القاهرة في عام 1903 هم : موريس قطاوي بك - الرئيس أربيب - كوكسن - جناروبولو أوزيول - ماكليفري - أدولف قطاوي  ) هذا بالإضافة إلى ممثل عن كل من بنك كريدي ليونيه، بنك مصر، البنك الإمبراطوري العثماني، البنك المصري البريطاني والبنك الأهلي المصري، وكان السكرتير العام للبورصة في عام 1903 يدعى بوتيني، ويكفي أن نشير إلى أن قائمة رؤساء بورصة القاهرة تضم كلاً من جوزيف حاييم بيريز ( 1925-1929 )، وإيلي نجار ( 1948 – 1947 ) وصامويل إميل ليفي ( 1948 – 1958 ).
  
غير أن قوائم الأغنياء في مطلع القرن العشرين شهدت أسماء مصرية مثل أحمد المنشاوي باشا، وهو من أعيان الغربية، والذي قُدِرَت ثروته بنحو مليوني جنيه ، وخُصِصَ جزءٌ منها لأعمال الخير، ويعد المنشاوي باشا والأمير عمر طوسون من أكثر المصريين في العصر الحديث إنفاقاً في المشروعات الخيرية، وحسبنا أن نعلم أن المنشاوى باشا أوقف نحو ألف فدان على أعمال الخير والإصلاح، ولا تزال آثار يديه شاهدة على ذلك.