"صك الأضحية".. صدقة الأغنياء لإشباع بطون الفقراء

انتشرت فكرة "صك الأضحية" فى عيد الأضحى هذا العام، بعدما ثبت نجاحها فى الأعوام السابقة، وتبنت الفكرة عدد من الجمعيات الخيرية والبنوك منها: "جمعية الأورمان، بنك الطعام المصرى، وجمعية رسالة".

وتقوم هذه الجمعيات بتقديم خدمة الذبح والتضحية نيابة عن صاحب الصك، وفي صكوك الأضحية إما أن يغطي الصك تكلفة التضحية بخروف، أو أن يتشارك 7 أشخاص في التضحية بعجل، بحيث يمثل سعر الصك الواحد سُبع (1/7) العجل.

ويختلف سعر صك الأضحية من مكان لآخر ومن جمعية لأخري فكان سعرها في العام الماضي 850 جنيه ووصلت هذا العام إلى 1490 جنيه، بزيادة 75%.

أجاز الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - أن يقوم المسلم بوكالة غيره من الجمعيات الخيرية وغيرها فى ذبح الأضحية عن طريق "صك الأضحية" وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين على مدار العام لتلبية احتياجاتهم .

 

وقال مفتى الجمهورية فى بيان: "إن الجمعية الخيرية شخصية اعتبارية تقوم ببعض مهام الخير التي كان يقوم بها بيت المال، من إطعام الطعام، ورعاية الفقراء والمساكين، والشخصيةُ الاعتبارية لها أن تقبل وكالة الناس لها لشراء الأضاحي، ولها أن تقوم بذبحها في الوقت الشرعي لها بعد صلاة عيد الأضحى حتى قُبَيل مغرب اليوم الثالث من أيام التشريق، ثم يتم توزيعها على مدار السنة طبقًا لحاجة الفقراء ومصلحتهم.

 

وأعلن وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في وقت سابق البدء في تنفيذ صك الأضحية بقيمة 1200 جنيه للصك، بالتعاون مع وزارة التموين لتعظيم قيم التكافل والعمل التطوعى في المجتمع، وتخصيص حساب في بنوك مصر والقاهرة والأهلي لشراء هذه الصكوك والاستفادة من عائدها لشراء الأضاحي وذبحها وتوزيعها على الفقراء المستحقين، وفق قاعدة بيانات موثقة.

وقال جمعة إنَّه من المتوقع تجميع 100 ألف صك في المرحلة الأولى من المشروع وفق حسابات موثقة ودفاتر رسمية بأرقام مسلسلة لمنع أي تزوير والحصول على إذن، بالتوزيع من الوزارتين لضمان الحفاظ على أموال الصكوك.

 

وأضاف: "صك الأضحية عمل تطوعي منظم له أبعاد شرعية ووطنية بعيدًا عن أي استغلال حزبي أو ديني، وسنحقِّق من خلاله العدالة في التوزيع، ولتعظيم ثواب الصدقة فقد يكون في بعض المناطق مضحين أكثر من المستحقين مع مراعاة الجانب النفسي لصاحب الأضحية بتقديم أفضل خدمة، حيث أنَّ بعض الناس قد يضحي بالأفضل والآخر قد يضحي بالأقل جودة.

 

وأوضَّح أنَّه تمَّ الاتفاق بين الوزارتين أنَّ التوزيع للفقراء المستحقين جميعًا دون أي تفرقة بينهم، بعد أن تحقَّقت من المشروع قيم الوطنية واللحمة بعيدًا عن أي توجه ديني بعد إعلان الكنيسة الأنجلية شراء صكوك للأضحية.

 

من جهته أكد رشاد عبده، الخبير الإقتصادي أن فكرة "صكوك الأضحية" طيبة وقامت بها السعودية قديما كبديل للذبح؛ لأن أغلب السعوديين يضحون ولو أنهم أتبعوا طريقة الذبح سيؤدي ذلك إلي انتشار الأمراض والأوبئة ومن هنا استبدلوها بهذه الطريقة وانتقلت بعدها إلي مصر وكل بلدان العالم.

 

     

وأضاف عبده في تصريح خاص لـ "الفجر" قائلاً: "كانت الطريقة الأفضل هي جمع الصكوك وتوزيعها بطريقة عادلة وبعدها دفن جلودها أو التخلص منها تجنبا للأمراض".

 

وأكد عبده أن الفكرة قديمة وقام بها "بنك الطعام، جمعية الاورمان"، موضحًا أن الهدف منها هي سد احتياجات المواطن المفقير من اللحوم، وتوزيع الجلود على الدول الفقيرة مثل أفريقيا.

 

وقال المهندس بهاء الوسيمى رئيس قطاع التكافل الاجتماعى بمؤسسة مصر الخير أن صك الأضحية هو خدمة تقدمها مؤسسة مصر الخير تيسيرا على المتبرعين الذين يريدون القيام بشعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى المبارك، حيث تقوم مؤسسة مصر الخير بكامل الإجراءات اللازمة الخاصة باختيار الأضحية وتوزيعها على مستحقيها بالنسب الشرعية وفقاً لما تنص عليه الشريعة الإسلامية.

وأضاف الوسيمى في صريح صحفي، أن مؤسسة مصر الخير تنفذ هذه الحملة للعام الثانى على التوالى، حيث قامت بتنفيذها لأول مرة العام الماضي، وحققت فيها نجاحا باهرا دفعها للاستمرار فى تنفيذ الحملة، موضحا أن قيمة صك الأضحية من مؤسسة مصر الخير يبلغ 2195 جنيها، مشيراً إلى أن هذا السعر يتواكب مع أسعار السوق، وخاصة بعد ارتفاع أسعار اللحوم البلدية الحمراء، مضيفاً أن أى متبرع لو أراد القيام بنفسه بعملية الشراء والذبح أو من خلال الاشتراك مع آخرين ستتعدى قيمة السهم أكثر من ذلك.