الأمم المتحدة تكشف لأول مرة عن إسعاف جنود موالين لمشار
كشفت الأمم المتحدة،
أمس الأربعاء، لأول مرة، انخراطها في نقل أعضاء مصابين من أفراد المعارضة المسلحة في
جنوب السودان، الموالية لنائب الرئيس السابق، ريك مشار، إلى مستشفيات بالكونغو الديمقراطية.
وقال استيفان دوغريك،
المتحدث باسم الأمين لعام للأمم المتحدة، إن "الجنود المصابين قاموا بتسليم أسلحتهم
(لم يكشف لمن) ونقلتهم طائرات بعثة الأمم المتحدة في الكونغو إلى عدد من المستشفيات
بالبلاد".
وأضاف المتحدث،
في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، "لم يكن عدد الجنود المصابين كبيرًا
(لم يحدد عددهم بدقة)، وقامت البعثة الأممية بنقلهم انطلاقا من معايير إنسانية بحتة".
ولم يوضح دوغريك،
تاريخ العملية بشكل محدد، لكنه أشار إلى أنها جرت خلال عملية هروب، مشار، من العاصمة
جوبا في أغسطس الماضي.
وردًا على أسئلة
الصحفيين بشأن إصابات الجنود قال المتحدث الرسمي "كانت إصاباتهم متعددة، من بينها
حالات ناجمة عن عدم القدرة على الوصول إلى الطعام لفترات طويلة".
وأضاف: "أؤكد
أن البعثة الأممية قامت بنقلهم، بناء على معايير إنسانية، وأؤكد أيضا أن عملية النقل
تمت داخل حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية".
وتابع المسؤول
الأممي: "اعتقد أن ريك مشار لجأ إلى الكونغو حفاظا على سلامته الشخصية"،
ردًا على سؤال بهذا الخصوص.
وفي 18 أغسطس الماضي
أعلن فرحان حق، نائب دوغريك، عن وجود مشار بالكونغو، موضحًا أن البعثة الأممية أخرجته
ومعه وزوجته و10 آخرين (لم يكشف هوياتهم) من منطقة ما على الحدود المشتركة مع جنوب
السودان، ونقلته بعدها السلطات الكونغولية إلى جهة آمنة وقدمت له كافة المستلزمات الطبية
الممكنة.
وحول قرار مجلس
الأمن الدولي الصادر في يوليو الماضي بخصوص تشكيل قوة حماية أممية قوامها 4 آلاف عسكري،
لحماية المدنيين في جنوب السودان، قال دوغريك للصحفيين "نأمل أن يتم إنشاء تلك
القوة بأسرع ما يمكن؛ لأن الوضع في جنوب السودان في غاية الحساسية".
وفي 8 أغسطس،
اعتمد مجلس الأمن، قرارًا بخصوص تشكيل القوة المذكورة، يتم إلحاقها بأفراد البعثة الأممية
في البلاد المعروفة اختصارًا باسم "يونميس"، وذلك بموافقة 11 دولة، وامتناع
مصر، والصين، وروسيا، وفنزويلا عن التصويت.
ويوم الجمعة الماضي،
زار وفد من مجلس الأمن الدولي، جنوب السودان، للاطلاع على موقف حكومة جوبا، فيما يتعلق
بنشر القوات الإقليمية.
وأعلنت الحكومة،
في بيان مشترك مع الوفد، الأحد الماضي بجوبا، "موافقتها المبدئية" على نشر
القوات وطالبت بالتفاوض مع البعثة حول مهام القوات والتفويض الممنوح لها ومدة بقائها
في جنوب السودان.
وأمس الأول الثلاثاء،
طالبت المعارضة المسلحة، بقيادة ريك مشار، في بيان وصل الأناضول نسخة منه، الأمم المتحدة
ومجلس الأمن، بضرورة إشراكها في أي مفاوضات مزمعة مع الحكومة بشأن نشر قوات الحماية
الإقليمية.
وفي ديسمبر2013،
اندلعت مواجهات عسكرية بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، قبل أن توقع أطراف النزاع
اتفاق سلام في أغسطس 2015، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28
أبريل/نيسان الماضي.
ورغم ذلك، شهدت
جوبا في 8 يوليو الماضي مواجهات عنيفة بين القوات التابعة لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت،
والقوات المنضوية تحت قيادة نائبه السابق، ريك مشار.