على خطى "مجنونة يا قوطة".. أسعار الخضروات في إزدياد.. ومواطنون للحكومة: "قربنا نشحت"
المواطنون: أسعار الخضار أصبحت تشبه اللحوم ومحتاجين مرتبات 10 آلاف جنية "عشان نعيش"
البائعون: "بنرفع الأسعار زي ما اترفع علينا"
بالرغم من محاولة الدولة طمأنة المواطنين ضبط الأسعار عقب إقرار قانون القيمة المضافة، إلا أن الأسواق تشهد ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار وخاصة فيما يخص الخضروات مما تسبب في ركود حركة البيع والشراء داخلها، وعزوف المواطنين عن شراء حاجتهم الأساسية، لعدم قدرتهم على مواجهة هذا الارتفاع، في ظل تزايد أعباء المعيشة يومًا عن الأخر.
ويأتى ارتفاع الأسعار بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، هذه المناسبة التي يستعد لها المصريون بطقوس خاصة معظمها مرتبط بالمأكولات.
وللوقوف على أسباب ارتفاع أسعار قامت "الفجر" بجولة في الأسواق، لسماع أراء المواطنين وكيفية تعاملهم مع هذا الإرتفاع وهو ما نوضحه من خلال التقرير التالي.
الامتناع عن الشراء
وأثناء مقابلة مها عبد الراضي، ربة منزل وتتكون أسرتها من 8 أفراد، قالت: إن ارتفاع أسعار الخضروات تسبب في الإتجاة لمنع شرائها باستمرار على عكس ما كان متبع من شراء الخضروات كتعويض عن عدم توافر اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها، مضيفة:" بطلنا نشتري الخضار إلا كل فترة زي اللحمة لأن أسعارهم بقيت زي بعض".
وأضافت "عبد الراضي": "الأسعار الحالية جعلتنا نقسم الأكلة على الأسبوع، وإذا قومنا بإعداد وجبة كاملة نقوم بتكرارها عقب شهر أو أكثر لعدم قدرتنا على تكلفة تكوينها أكثر من مرة".
وتابعت: "مثلا وجبة الفاصوليا من أجل إعدادها تصل تكلفتها إلى حوالي 40 جنيهًا حيث وصل سعر الكيلو جرام من الفاصوليا ثلاثون جنيهًا، والطماطم 7 جنيهات، والزيت وصل إلى 15 جنيهًا، والبصل إلى 4 جنيهات، وإذا قومنا بإعداد واجبة متكاملة من الخضار واللحمة إذًن تكلفتها تصل إلى 150 جنيها، ، متسائلة : "هنجيب منين.. ولا ناكل طوب".
الحكومة فين؟!
وتساءلت نهى رضوان، مدرسة بإحدى المدارس الحكومية عن دور المسئولين في التصدى لإرتفاع الأسعار قائلة: "الحكومة فين؟".
وعلى الرغم من أن نهى رضوان تنتمي للطبقة المتوسطة إلى أنها ترى أنها لم تعد قادرة على التعامل مع غلاء الأسعار الذي يشمل جميع السلع ولم يقتصر على الخضروات فقط، معلقة :" لا الفقراء ولا الطبقة المتوسطة قادرة على غلاء الأسعار.. الحياة بقيت صعبة".
وناشدت "رضوان" الحكومة بضرورة التصدي لما وصفته بإستغلال التجار لعدم وجود رقابة في الأسواق وقيامهم برفع الأسعار، مستغلين قرب قدوم عيد الأضحى.
قربنا نشحت!
واشتكت إيمان أبو طالب، ربة منزل، من الغلاء قائلة: "زوجي بيشتغل باليومية بـ 50 جنيه هشتري بها أكلة خضار وتكلفني 20 جنيه ولا أعمل ايه وابني الصغير بيتعالج وليه حقن في الشهر بـ1700.. احنا حالنا بقى ضنك.. وقربنا نشحت ".
وتابعت: "قبل العيد كنا بننزل نشتري خضار عشان نعمل محشي في العيد وأهو بناكله من غير حاجة لحد ما يجلنا كيلو لحمة من الأضحية، دلوقتي حتى الخضار الحكومة استخسرته فينا.. ويارب بس ما يغلوش الفول لأن هو ده الوجبة الأساسية اللي بقيلنا".
راتب شهري 10 آلاف جنيه لمواجهة الغلاء
أما أحمد يوسف، موظف في أحد القطاعات الحكومية، يرى أنه يحتاج مرتب 10 آلاف جنية حتى يستطيع مواجهة غلاء الأسعار.
وأوضح"يوسف"، أن راتبه الشهري لم يتعدى 1500 جنيها في حين أن تكلفة واجبة واحدة من الخضروات والطيور باتت تصل إلى 100 جنيهًا.
وطالب" يوسف الحكومة"، بضرورة وضع توازن بين ارتفاع الأسعار وقيمة رواتب الموظفين التي لم تعد تكفي حاجتهم المعيشية.
اختفاء بيع خضروات العيد
وقالت حميدة محمدين، إحدى بائعات الخضروات بسوق الجيزة، إن المواطنين منذ أن ارتفعت الأسعار بدأوا يعزفون عن الشراء ما تسبب في خسارة فادحة لجميع التجار الصغار حتى باتو غير قادرين على شراء البضائع من التجار الكبار اللذين يستغلونهم بشتى الطرق.
وأضافت" محمدين"، ان عدم بيع الخضروات للمواطنين أجبرها على تخزينه في اجواء غير مؤهلة ما تسبب في تلفها وعدم صلاحيتها للبيع.
وتابعت: "الناس اللي كانو بيشتروا في العيد خلاص اختفوا والناس بقيت قاعدة في بيوتها شايلة الهم واهي بتقضيها بأي أكلة.. والعيد مابقاش للمصريين.. وبكرة هنلاقي نفسنا بندفن نفسنا بالحياة أو نشنق روحنا ونخلص".
وعن أسباب ارتفاع أسعارها قالت "محمدين" إن ارتفاع أسعار السلع الغذائية التى يستخدمونها بشكل يومي مثل السكر والشاي ، اضطرهم لرفع أسعار الخضروات لمواجهة هذا الجنون.