اعتصام في بن قردان بتونس
طالب محتجون في مدينة بن قردان التونسية اليوم الثلاثاء الجيش بوقف عمليات قتل المهربين في المنطقة العازلة بالجنوب والمحاذية للحدود الليبية.
وتشهد المدينة اليوم حالة من الهدوء الحذر غداة يوم كان مشحونا بالاحتجاجات وأعمال العنف بعد سقوط قتيل جديد من بين المهربين في الجهة.
وتعتصم عائلات قتل أبناؤها من نشطاء التهريب برصاص الجيش داخل خيام وسط المدينة تدعمهم عدد من منظمات المجتمع المدني بعد أن كانوا شاركوا أمس في مسيرة احتجاجا على وفاة شاب السبت الماضي.
وشابت الاحتجاجات أمس أعمال عنف وتخريب طالت عددا من الشركات في المنطقة ما أدى الى توقف نشاطها وتعطل حركة السير في المعبر الرئيسي بالجهة مع ليبيا.
وقال ناشط من المدينة يدعى عبد السلام الرقاد لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) "العائلات والمجتمع المدني تطالب بإيقاف عمليات القتل.
التجارة والتهريب هي مصادر رزق رئيسية في المدينة ومن الصعب التخلي عنها".
وأضاف الناشط "يتعين على الحكومة البحث عن وسائل أخرى بدل القتل".
ويتوقع أن يعلن الاتحاد الجهوي للشغل إضرابا عاما في المدنية في خطوة لامتصاص غضب عائلات ضحايا التهريب الذين سقطوا قتلى برصاص الجيش.
وتمثل أنشطة التهريب والتجارة الموازية منذ عقود الرئة الاقتصادية للمدينة المتاخمة للحدود لليبية ، لكنها تشهد هذا العام تضييقا كبيرا منذ إعلان الجيش منطقة عازلة في الصحراء الى جانب مد جدار ترابي بموازاة خندق مائي على طول جزء من الحدود.
والهدف من هذه الإجراءات بحسب الحكومة هي التصدي لأنشطة المهربين وتسلل العناصر المتشددة وتسريب أسلحة إلى داخل البلاد.
كانت المدينة نفسها شهدت محاولة اجتياح من قبل مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف "داعش" في مارس الماضي قبل أن يصدهم الجيش والأمن في معارك شوارع غير مسبوقة أدت الى مقتل أكثر من 40 مسلحا و 13 عسكريا وأمنيا وستة مدنيين.
ومنذ أحداث الثورة عام 2011 سقط ما لا يقل عن 50 عنصرا من الناشطين في التهريب برصاص الجيش، بحسب الناشط في المدينة عبد السلام.
وقالت وزارة الدفاع في أغسطس الماضي إن نشطاء في التهريب بدأوا بالتآمر مع مسلحين من ليبيا بهدف اختراق الحدود عنوة ما اضطر الوحدات العسكرية الى استخدام الذخيرة الحية لصدها.