الصابون المضاد للبكتيريا غير فعال وخطر
فرضت حكومة الولايات المتحدة
الأمريكية حظر جديد على الصابون المضاد للبكتيريا، ويعد هذا الحظر اعترافا بأن
هذا الصابون ليس فقط غير فعال، وانما هو أيضا خطر.
الخوف هو أداة تسويقية
فعالة. يكفي أن يشاع بين الناس أن رائحة الفم السيئة قد تؤدي إلى مرض، فيباع طن من
غسول الفم. وعلى نفس المنوال انتشر الصابون المضاد للبكتيريا كرد فعل للخوف الذي
انتشر على نطاق واسع من البكتيريا المسببة للأمراض، الكامنة على الأسطح في بيوتنا.
فارتفعت مبيعات الصابون المضاد للبكتيريا خلال انتشار مرض الأانفلونزا H1N1، وبقيت قوية منذ ذلك الحين. كما سوقت العلامات التجارية مضادات الجراثيم.
كان الباحثون يحاولون
إقناع المستهلكين لسنوات بأن الصابون والماء فقط غير كافيين ولا يقومان بوظيفة المنتجات
المضادة للبكتيريا للحماية من الأمراض.
إلا أنه قد ثبت أن
بعض المواد الكيميائية في الصابون المضاد للبكتيريا له آثار سيئة. فهي تساهم في نمو
البكتيريا المقاومة للعقاقير، وتؤدي إلى بعض المشكلات الصحية عن طريق تدمير البكتيريا
المفيدة التي تعيش على أجسادنا، كما أن لديها القدرة على تعطيل الهرمونات. وبعد أن
تتدفق في المصارف، فإنها تتسبب في أضرار بيئية للحيوانات والنباتات.
أصدرت إدارة الغذاء
والدواء الأمريكية المصممة لحماية الشعب الأمريكي قرارا بمنع هذه المواد الكيميائية،
وأنه لن يتم السماح للشركات بتسويق أي غسول مضاد للجراثيم التي تحتوي على واحد أو أكثر
من المكونات النشطة المحددة، وتم اعطاء فرصة لها لإعادة صياغة منتجاتها دون تلك المواد
الكيميائية.
قال الدكتور جانيت
وودكوك، مدير مركز إدارة الأغذية والعقاقير لمكافحة المخدرات: "أن المستهلكون
قد يظنون أن الصابون المضاد للبكتيريا أكثر فعالية في منع انتشار الجراثيم، ولكن ليس
لدينا أي دليل علمي على أنه أفضل من الصابون العادي والماء. الواقع أنه تشير بعض البيانات
إلى أن المكونات المضادة للبكتيريا قد تضر أكثر مما تنفع على المدى الطويل."
اعلنت إدارة الأغذية
والعقاقير قائمة المكونات المحظورة والتي تضم مادتين هي الأكثر استخداما في الصابون
المضاد للبكتيريا وهما (التريكلوسان وتريكلوكربان). الدراسات التي أجريت على حيوانات
المختبر تبين أن هذه المادة الكيميائية يمكن أن تحدث خللا في هرمونات الجسم، مما يؤدي
إلى جميع أنواع الأمراض والتي من بينها العقم واختلال في وظيفة القلب. بالإضافة إلى
ذلك، هذه المواد حين تصل إلى الصرف الصحي قد يعاد استخدامها ضمن السماد، وهذا يعني
أنه يعود في شكل الغذاء من خلال المحاصيل.
ولعل أكثر ما يثير القلق هو أن الإفراط في استخدام هذه المواد الكيميائية يمكن أن تثير نشاط البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. اثبتت الدراسات المختبرية إمكانية أن يساهم التريكلوسان في نشاط البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. والتي لها تأثير كبير على فعالية بعض العلاجات الطبية، مثل المضادات الحيوية.
موضوع مترجم