فخ "قطري تركي" جديد لإحراج السيسي.. والأداة "أبو مازن"
وجهت إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، العديد من الإتهامات بسبب هجومه الأخير على القاهرة بشأن المبادرة الرباعية التي تبنتها كلاً من «مصر، السعودية، الامارات، الأردن» للمصالحة «الفلسطينية- الفلسطينية» قبل إتمام عملية السلام الشامل.
ورد أبو مازن على المبادرة التي تبنّتها مصر بعد ترحيب عربي ودولي وخاصة من جانب السعودية والأردن والإمارات وفرنسا وأمريكا، بتصريح يهاجم من خلاله القاهرة، حيث وصف الجهود المصرية للمصالحة بـ"التدخل فى القرار الفلسطينى والاستهانة باستقلالية القرار"، مما فتح عليه نيران الهجوم عليه متهمينه بأنه ينفذ أوامر تركيا وقطر.
سر المساعِ القطرية التركية لإفشال المبادرة المصرية
وهو الأمر الذي تسبب في الإشارة بأصابع الاتهام نحو تركيا وقطر وتحركاتهما الخفية لحث الرئيس الفلسطيني على اتخاذ موقف معادي للمبادرة، بحسب ما صرح فلسطينيون، ووصف العلاقة بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأبو مازن بـ"المشبوهة".
هذا بالإضافة إلى مساع قطر لوقف أي عملية مصالحة تتبناها مصر، بعد فشل الأولى في رعاية بعض الحوارات السابقة للمصالحة الفلسطينية، والتي باءت جميعها بالفشل، وخوفًا من أن تحظى المبادرة المصرية نجاحًا خاصة بعد دعم عدد من الدول لها والتي جاءت على رأسها أمريكا.
ويجدر الإشارة إلى أنه في فبراير 2012 جرى توقيع اتفاق بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين، بحضور أمير قطر في العاصمة القطرية الدوحة، ووقعه محمود عباس أبو مازن نيابةً عن حركة فتح، وخالد مشعل نيابةً عن حماس؛ وذلك بهدف تسريع وتيرة المصالحة الوطنية بين الفصيلين الأكبر في فلسطين.
وقد نص الاتفاق على 4 نقاط أساسية هي التأكيد على استمرار خطوات تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بشكل متزامن مع الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية من كفاءات مستقلة برئاسة أبو مازن، والتأكيد على عمل اللجان التي كان قد تم تشكيلها، والتأكيد على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً في القاهرة.
لم تختلف الأهداف التركية ومساعيها نحو إفشال المبادرة المصرية كثيرًا عن قطر، فهي أيضًا كان لها العديد من المحاولات لإتمام مصالحة فلسطينية ولكنها فشلت كذلك.
أما عن العلاقة بين أبو مازن وأردوغان، فمن أبرز المواقف التي بيّنت وطادة العلاقات بين الطرفين، إعلان الأول ترحيبه بالاتفاق التركي الإسرائيلي الذي رفضه الكثيرون، حيث قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في تصريحات صحفية إن الرئيس محمود عباس أكد لنظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال هاتفي جرى بينهما يخبره بوضعه في صورة الاتفاق التركي الإسرائيلي الخاص بتطبيع العلاقات، مؤكدا دعمه لجهود المصالحة الفلسطينية.
إحراج مصر مقابل إرضاء تركيا وقطر
وحول ذلك يصف المحلل السياسي، هاني الجمل، العلاقات بين أبو مازن وكلا من «قطر وتركيا» بالطيبة، مشيراً إلى أنها ظهرت بوضوح في الدور الذي تلعبه قطر في حل القضية الفلسطينية.
وأضاف الجمل في تصريح لـ"الفجر"، أنه بالنسبة لتركيا فتظهر قوة العلاقات أثناء محاولتها لفك حصار غزة، وظهرت تلك المحاولة خلال حادث سفينة «المرمرة التركية» التي حاولت فك حصار غزة والتي تسببت في فقدان تركيا العشرات من جنودها، وحمّلت إسرائيل دفع فدية لتركيا.
وأكد أن سبب رفض أبو مازن المبادرة العربية الرباعية من «مصر، السعودية، الأردن، الإمارات» هو إرضاءً لتركيا وقطر اللذان يتوليان تمويل فلسطين بعد وقف تمويل كلاً من مصر والأردن تلك الفترة لهم، قائلاً: «رفض أبو مازن لمبادارت كبرى الدول العربية كمصر والسعودية لإحراجهم إرضاءً لتركيا وقطر لعدم وقف تمويلاتهم للفلسطنيين».