نكشف اليد الخفية التي تقف وراء ضرب المصالحة الفلسطينية ورفض "أبومازن" للمبادرة العربية
في مفاجأة من العيار الثقيل وبدون سابق إنذار وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الجهود التي تقودها الدول العربية "مصر والسعودية والأردن والإمارات" لتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية بـ"التدخل فى القرار الفلسطينى".
تصريحات الرئيس الفلسطينى فتحت عليه النار واتهمته سلطات فلسطينية وخبراء في الشأن الفلسطيني برفض إبرام مصالحة داخلية بين أبناء حركة فتح تنطلق منها مصالحة فلسطينية شاملة بين أبناء حركتى فتح وحماس لإنهاء حالة التشرذم والتشتت الفلسطينى، وارتمائه في حضن "قطر وتركيا".
وقال أبو مازن في لقائه وفدا من ذوى الاحتياجات الخاصة من محافظات الضفة الغربية فى مقر الرئاسة فى رام الله، إن "علاقاتنا مع الجميع والعالم يجب أن تكون علاقات طيبة وجيدة، لكن لا أحد يملي علينا موقفاً".
ويتزامن حديث أبو مازن مع الحديث حول تحرك عربى لإبرام مصالحة بينه وبين عضو المجلس التشريعى محمد دحلان، وقبول اللجنة المركزية دراسة طلبات بعض المفصولين من الحركة فى السنوات الماضية.
تعليمات قطرية
في هذا الشأن يقول عضو المجلس الثورى لحركة فتح عدلى صادق إن "حديث أبو مازن الأخير يعود إلى ارتباط الرئيس أبو مازن بحبل سري مع قطر وأن التعليمات جاءته من قطر لكي لا تأخذ خارطة الطريق اتجاهها نحو تعديل الوضع الفلسطيني، موضحا أن خارطة الطريق العربية التى تقودها مصر وساندتها السعودية بكل ثقلها السياسي والروحي والإمارات التي تدعم شعب فلسطين وحركة فتح إضافة للأردن البلد التوأم لفلسطين، مشيدا بخارطة الطريق التى وضعتها تلك الدول لإنقاذ القضية الفلسطينية والتى عجز عنها الفلسطينيين، معربا عن حزنه وغضبه واستياءه الشديد من تصريحات أبو مازن.
وأكد أن تصريحات أبو مازن تدفع لصالح إبقاء الوضع الفلسطينى لحالة من الضعف ولمصلحة تجزئة المشروع الفلسطينى لمشروعات صغيرة وتأجيج الفتنة والبغضاء التى ذرعها "عباس" منذ رئاسته للسلطة، موضحا أن حديث الرئيس الفلسطينى مهاجمة أبو مازن لدول مصر والسعودية والأردن والإمارات يضر بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن أبو مازن لا يمثل إرادة الشعب الفلسطينى ولا توجد له أرضية فى الرأى العام تدعمه.
عرقلة جهود ترتيب البيت الفلسطيني
فيما أكد الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، محمد أبو مهادى، أن الرئيس محمود عباس أبو مازن يحاول عرقلة أى جهد عربى باتجاه ترتيب البيت الفلسطينى، مشيرا لمحاولات عدة لرأب الصدع بين الأشقاء فى حركة فتح ومن ثم مع حماس باتجاه إعادة ترتيب النظام السياسي وبلورة مشروع وطني وأضح وخطاب سياسي واضح يفهمه العالم ويعيد البريق لقضية الفلسطينية التي تعد قضية الأمة العربية وفى مقدمتها مصر.
وأشار إلى أن أبو مازن يواصل مغامراته لتفتيت الجبهة الداخلية الفلسطينية فبعهده جرت مصائب جمة بدأت بالانقسام الكارثي بين الضفة وقطاع غزة واستمرت لأكثر من10 سنوات فى ظل معاناة الشعب الفلسطيني جراء الانقسام، موضحًا أن خلال الحروب الثلاثة التي وقعت في قطاع غزة لم يستطع التحرك ساكنا ففى الوقت الذي تحركت فيه مصر لوقف الحرب على غزة قام أبو مازن بجولات بين تركيا وقطر.
تصريحات أسيء فهمها
على الجانب الآخر رأى أشرف أبو الهول، الخبير بالشأن الفلسطيني، أن "هذا الحديث غير حقيقي وأن أبو مازن لم يرفض المبادة العربية المعتمدة من جامعة الدول العربية بل وتعتبرها مرجعيتها".
وأشار أبو الهول، في تصريحات خاصة لـ"الفجر" إلى أن المبادرة المصرية ليست لها بنود وإنما مجرد دعوة والرئيس الفلسطيني يحترمها.
وتوقع أن السبب قد يكون الهجوم على "دحلان" أما علاقته بمصر فجيده وتصريحاته أسيء فهمها ويؤيد أي أي جهود للحل- حسب قوله.