"السيسي وأردوغان".. 3 لقاءات تجمع بين الغريمين
منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، شهدت العلاقات بين القاهرة وأنقرة حالة من الفتور والتوتر بلغت ذروتها في نوفمبر 2013، عندما طردت السلطات المصرية السفير التركي وخفضت مستوى العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال واتخذت أنقرة نفس الخطوات.
واليوم وغدًا يشهدا لقاءً جديدًا بين الرئيسين المصري والتركي في القمة المرتقبة لمجموعة العشرين التي تستضيفها مدينة هانقشو الصينية، والتي تشارك فيها مصر كعضو مراقب بناءً على دعوة من الصين التي تتولى رئاسة المجموعة هذا العام.
ترصد "الفجر" عدد اللقاءات التي جمعت بين الرئيسين، وهي معددودة على أصبع الكف الواحدة نظرًا للخلافات السياسية بين البلدين منذ الإطاحة بحكم جماعة الإخوان.
اللقاء الأول .. في الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك
في سبتمبر 2014، جمعت المناقشات العامة للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الرئيسين المصري والتركي، وألقى السيسي كلمته أمام قادة العالم ثم خرج دون أن ينتظر لسماع كلمة نظيره التركي الذي شن هجومًا عنيفًا على ما جرى في 30 يونيو 2013، معتبرا إياه انقلابا على الشرعية وسط صمت دولي.
وردًا على كلمة أردوغان، قالت القاهرة إن وزير الخارجية المصري سامح شكري ألغى المقابلة التي كان قد طلبها وزير خارجية تركيا مولود جاويش معه على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة.
بدوره أدلى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بتصريحات قوية نفى فيها مزاعم المسؤولين المصريين بأن أنقرة طلبت من القاهرة عقد لقاء ثنائي في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.
السيسي وأردوغان في السعودية
في الوقت الذي التقى فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض الأحد 1 مارس 2015 لعقد مباحثات مطولة معه حول عدد من القضايا الإقليمية عقب تولي الملك سلمان سدة الحكم في المملكة.
تزامن تواجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المملكة في زيارة تستمر 3 أيام . وهو ما فسره كثيرون وقتها أن الملك السعودي جمع بين الرئيسين في لقاء غير معلن لبحث شأن المصالحة، إلا أن اللقاء على ما يبدو كان غير مثمرًا ولم يكشف كواليسه إلى الآن.
السعودية والمحاولة الثانية
وفي أبريل الماضي، كانت "القمة الإسلامية" بتركيا أحد مداخل المملكة العربية السعودية من أجل التعجيل بمصالحة بين الطرفين وتحدث إعلاميون مصريون عن احتمالية وجود مصالحة مصرية تركية يتم الإعداد لها في الرياض، وهو ما تم استنباطه من تطابق موعدي زيارتي السيسي وأردوغان إلى السعودية في ديسمبر الماضي، وهو ما رجحه حديث سامح شكري، وزير الخارجية المصري، بقوله "نأمل أن تعود العلاقات المصرية - التركية إلي سابق عهدها".
إلا أن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح حيث لم يذهب السيسي للقمة الإسلامية وسافر شكري الذي تجاهل الرئيس التركي ورفض ذكر اسمه في ختام كلمته بالجلسة افتتاحية للدور الـ13 لقمة منظمة التعاون الإسلامي، وهو ما أثبت عدم وجود أي تقدم بين الجانبين.
أردوغان يكابر
وفي مايو الماضي، جدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان رفضه الجلوس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، على طاولة واحدة، قائلا: "لا يمكن أن أجلس مع شخص كالسيسي على طاولة واحدة، ولقد سبق وأن حاولوا في الأمم المتحدة إجلاسنا على طاولة واحدة خلال مأدبة عشاء، لكنني لم أشارك، ولو فعلوا نفس الشيء اليوم لن أجلس معه".
القمة العشرين
واليوم يلتقي الخصيمان وجهًا لوجه داخل قاعة واحدة في مدينة هانغتشو الصينية خلال يومي 4 و5 سبتمبر الجاري، لأول مرة منذ ثورة 30 يونيو والانقلاب الفاشل في تركيا، أثناء مشاركتهما في قمة العشرين.
و"مجموعة العشرين"، منتدى تأسس في 1999 بسبب الأزمات المالية في تسعينات القرن الماضي، ويمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم.