خبراء يكشفون حقيقة "المؤامرة الإقتصادية" على مصر
الدسوقي: تأخر قانون الإستثمار وراء تدهور الاقتصاد المصري
خبير: انعدام الخبرة الإقتصادية تضع الإقتصاد المصري في إخفاق دائم
المؤامرة أصبحت كلمة ملازمة دائما للمشهد المصري، لا تنفك عنه على الإطلاق، فالكثير من السياسيين والمسئولين المصريين دائما ما يصرحون أن هناك مؤامرة على مصر، خاصة على الاقتصاد الذي أصبح في تدهور دائم، انطلاقا من المشهد الجمعي للدول العربية التي تخربت نتيجة الكثير من المؤامرات.
وفي السطور التالية ترصد "الفجر" بعضا من الأحاديث المختلفة التي جاءت على ألسنة مختلفة من المسئولين، خلال أسبوع، وحديثهم الدائم عن أن الاقتصاد المصري يتعرض لمؤامرة كبرى، وسؤال الخبراء عن حقيقة هذه المؤامرة.
النواب: "هناك مؤامرة على الاقتصاد"
حيث أكد النائب مصطفى الجندي، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أن الدول الغربية غاضبة من ثورة 30 يونيو، هو ما يجعلها تحارب مصر اقتصاديا، موضحا أن استقرار مصر وتقدمها سيجعل خريطة العالم تتغير، وهو ما لا تريده الدول الغربية.
وأوضح قائلا: "من لا يرى أن مصر تواجه مؤامرة سياسية واقتصادية كبيرة، في الداخل والخارج، فإنه يعد جزء من هذه المؤامرة، موضحا أن هناك دول تستهدف تحويلات المصريين بالخارج، ويقدمون تسهيلات للمصريين كي لا تصل هذه التحويلات إلى مصر.
كما أكد عدد من أعضاء مجلس النواب، على رأسهم السفير محمد العرابي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، والنائبة أنيسة حسونة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، على وجود محاولات خبيثة، تنتهجها دولاً غربية تستهدف الاقتصاد المصري، في محاولة لتركيع الإرادة السياسية بعد إعلان حربها على الإرهاب في الـ 30 من يونيو تأتى تلك المحاولات من خلال عدة بنوك دولية تضع شروطاً متعسفة عند تحويل الدولارات.
إعلاميون يتحدثون عن المؤامرة
ولم يتوقف الأمر على النواب وحدهم بل أكد أيضا الإعلامي خالد صلاح على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي " تويتر " عن تعرض مصر لأقذر حرب اقتصادية في التاريخ، لإسقاط الرئيس السيسى وتركيع مصر، لافتا إلى أن الأمر وصل إلى تحويلات المستثمرين الأجانب من الخارج معطلة عمداً.
ومن جانبه أكد الإعلامي مصطفى بكرى وعضو مجلس النواب، أن الأمريكان في الخمسينيات حاولوا إخضاع مصر، من خلال رفضهم تمويل السد العالي، إلا بشروط تهدف إلى تركيعها، عندما أرادت بناء اقتصاد قوي، قائلا وعندما أممت مصر قناة السويس لتمكين واحدة من أهم المؤسسات الإستراتجية، كان ردهم بالعدوان الثلاثي، أيضا مما يعزز مؤامرتهم على مصر في كل الفترات.
تعطيل قانون الاستثمار هو السبب في إخفاق الاقتصاد
وفي سياق ما سبق أكد الدكتور إيهاب الدسوقي، الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد المصري جميع أزماته الداخلية تأتي في إطار الفشل الذريع في السياسات التي تتخذ لضبط المشهد الاقتصادي.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الكثير يتحدث عن مؤامرة اقتصادية على مصر، في حين أن قانون الاستثمار لم يتم انجازه إلى الآن، قائلا هذا هو السبب الرئيس في تدهور الاقتصاد المصري، كونه لا يشجع على بيئة الاستثمار، وجذب المشروعات فضلا عن السياسة النقدية التي اتخذت ولم تكن حلا ناجعا للأزمة، مشددا على أهمية تنشيط الاقتصاد، وتحسين مناخ الاستثمار، ودفع حركة الإنتاج وزيادة الصادرات لتحسين وضع العملة بشكل جاد وفعلي.
الاقتصاد لا يتعرض لمؤامرة بل إخفاقات داخلية
ومن جانبه أكد الدكتور، احمد ادم، الخبير المصرفي والاقتصادي، أن الحديث عن المؤامرة أمرا مشينا، خاصة التحدث عن الاقتصاد المصري، موضحا أن هناك فشل كبير يتولاه المسئولون المصريون، في انعدام الخبرة الاقتصادية التي تجني على الاقتصاد المصري بالإخفاق الدائم.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الدولة مطلوب منها جذب الاستثمارات وهذا الأمر هو الأساس في تحريك الاقتصاد حيث افتتاح العديد من المشروعات الاستثمارية، التي تعمل على دفع حركة الإنتاج، إلا أن هناك كارثة كبيرة، تخص عدم الاهتمام بقانون الاستثمار الذي لا يزال إلى الآن، حبيس الأدراج، بما يؤثر كثيرا على البيئة الاستثمارية.
وشدد أن الإشكال الأساسي يأتي في عدم تغيير المسئولين، خاصة من يتولون إصلاح الاقتصاد، قائلا جميع هؤلاء ينتمون للنظام السابق الذي خرّب البلاد.
مبالغة
وفي مقال رأي، كتب عبد الله السناوي، مؤكدا أنه لا يعقل عند كل أزمة أو أمام أي إخفاق الاستغراق في "أحاديث المؤامرات"، التي تستهدف إسقاط الدولة دون استعداد جدي للاعتراف بالأسباب الحقيقية والعمل على تداركها.
وأوضح أن هناك منزلقان على طرفي نقيض في النظر إلى الدولة وتحدياتها ومستقبلها.الأول، نفى أي خطر يتهددها في تماسكها، وهذا غير صحيح، حيث هناك الإرهاب المتمركز وأزمتي المياه والغذاء، فيما أن هناك مبالغة في الخطر كحجة وحيدة لتبرير الانتهاكات في ملفي الحريات العامة وحقوق الإنسان ومصادرة التنوع الطبيعي في الأفكار والتصورات، فكل نقد مؤامرة، وكل اجتهاد طابور خامس، وكل اختلاف جيل رابع من الحروب.