عواجيز الإخوان يلاعبون شباب الجماعة بـ "حرب التمويلات" .. وخبير: مصادر التمويل أساس الصراع
جبهة عزت تمنتنع عن تمويل أنصار الشباب.. المكتب الإداري لإخوان الإسكندرية: عقابا على قيامنا بإجراء انتخابات.. عضو إخواني: استمرار حرب التمويل يقسم الجماعة لفريقين
للشهر الثاني على التوالي أمتنعت جبهة محمود عزت، عن دعم المكاتب الإدارية التابعة لجبهة "محمد منتصر" قائد الجبهة الشبابية، في أسلوب أشبه بحرب التمويلات التي يخوضها العواجيز لتركيع الشباب.
وقال المكتب الإدارى المنتخب للإخوان بالإسكندرية: "امتناع إدارة الدكتور محمد عبد الرحمن –التابع لجبهة القائم بأعمال المرشد- ووسطائه عن تسليم الدعم المالى لمحافظة الإسكندرية عقابا لإخوان المحافظة على قيامهم بإجراء انتخابات قاعدية شاملة من الشعب، وحتى حصة المحافظة فى الشورى العام للجماعة".
وأضاف بيان المكتب الإداري: "لقد امتنع وسطاء تسليم الدعم المالى التابعين للدكتور محمد عبد الرحمن للشهر الثانى على التوالى عن تسليم الدعم إلى الإسكندرية، استمرارا فى عقاب الإخوان بالإسكندرية على قيامهم بإجراء انتخابات قاعدية شاملة.
مصادر تمويل الجماعة
وتتنوع مصادر تمويل الجماعة مابين "مصادر سرية لا يعلمها إلا القيادات"، ومصادر معلنة بقيادة "رجال الأعمال، ومليارديرات الجماعة، والشركات والمدارس الخاصة"، بالإضافة لـ "لجنة تسمي البر" من مصادر التمويل أيضًا داخل الجماعة وهي مسؤولة عن رعاية أسر المصابين والقتلى والفقراء من الإخوان، وهذه الأموال ترسل شهريا للمكاتب الإدارية للجماعة.
الأزمة تتجدد
أزمة التمويل هذه لم تكن الأولى فقد أصدر المكتب ذاته في أواخر يوليو الماضي بيانا مشابها وقال إن "جناح الجماعة الآخر «جناح محمود عزت»، منع عنهم التمويل والمعونات الشهرية التي تحصل عليها أسر المسجونين، ويتهمهم باستخدام هذه الأموال للتحكم في القواعد الإخوانية في الإسكندرية".
وقال البيان،: إن «المكتب المنتخب عمل منذ اللحظات الأولي على تشكيل لجنة من مجلس الشوري المنتخب لجمع الصف كما وضع رؤية منهجية للعمل الثوري بالمحافظة بناءً على رفع الواقع وتحديد الأولويات، وواجه المكتب منذ لحظاته الأولى محاولات كثيرة لجره للخلاف وإبعاده عن العمل على الأرض، وعلى الرغم من كل المحاولات والطرق التي انتهجها المكتب لتجنب ذلك، إلا أنه يصر البعض على جر المكتب المنتخب وجموع الإخوان بالمحافظة للخلاف وشغلهم عن مهمتهم الرئيسية».
وأضاف البيان: «تفاجأ المكتب الإداري بقيام وسطاء توصيل كفالات الشهداء والمعتقلين، الواقعين تحت إدارة الدكتور محمد عبد الرحمن (جناح محمود عزت) بحجب الدعم الشهري لمحافظة الإسكندرية، والذي يقوم الإخوان بدفعه من جيوبهم كإشتراكات وتبرعات لدعم اسر المعتقلين والشهداء والتشغيل الثوري، وقامت لجنة الدعم المالي بتوصيل المبلغ الشهري لأشخاص ليس لهم صفة بالمحافظة، ولم يشاركوا بالانتخابات ليقوموا بالتواصل مع بعض اسر الشهداء والمعتقلين ممن يؤيدون وجهة نظر الدكتور محمد عبد الرحمن في الخلاف الداخلي، ليقوم الدكتور محمد عبد الرحمن، بمعاقبة ٧٠٪ من إخوان الإسكندرية ومن في رقابهم من أسر شهداء ومعتقلين فقط لأن الإسكندرية رفضت الاستمرار في حالة الخلاف».
قيادات الإخوان تنفي قطع التمويل عن "جبهة منصر"
مازالت قيادات الإخوان التاريخية تُكذب "جبهة منصر"، وأكدوا أن البيان يبالغ في الأمر، وأنه لا حقيقة لوجود قطع للتمويل ولا توجد صراعات من الأساس، واصفين ذلك بتخاريف الصيف.
فى ذات السياق، شن الدفراوى ناصف ناصف، القيادى الإخوانى المحسوب على جبهة محمود عزت، المكتب الإدارى لإخوان اسكندرية، متهما بيانه بالكذب، وقال فى تصريح له: "أوضح لكم اليوم كذب وتدليس فريق الشقاق – فى إشارة إلى مكتب إخوان الاسكندرية- فهناك رجل تم استهدافه إعلاميا من قبل قنوات الجماعة، منذ أن خرج على الجزيرة لينفى ما أعلنه محمد منتصر، المتحدث الإعلامى، الذى تم تجميد عضويته، عندما أعلن أنه تم عمل انتخابات جديدة وأنه تم انتخاب أمين عام جديد للجماعة! وخرج الرجل لينفى هذا ويؤكد بأنه مازال الأمين العام للجماعة ومنذ تلك اللحظة انبرت تلك المكاتب لتشويه جبهة محمود عزت ومن يومها ينتظرون له كل ظهور بتصريح أو لقاء أو بيان لينالون منهم".
وأوضح أن هناك تعمد واضح فى النيل من جبهة محمود عزت وتشويهها والإصرار على اغتيالها معنويا، والأحدث فى هذه السلسلة غير النزيهة من الهجوم والتشويه هى الاتهامات التى يروجونها عن الجبهة.
عضو إخواني: استمرار حرب التمويل يقسم الجماعة لفريقين
سامر إسماعيل، المستقيل عن الجماعة مؤخرًا والمهتم بشأن الإسلام السياسي، قال إن قطع التمويل يعد وسيلة جديدة للضغط من أجل إحكام السيطرة الكاملة على الجماعة التي تسير حاليا في بعض المحافظات برأسين.
وأوضح إسماعيل في تصريح خاص لـ"الفجر" أن استمرار هذا الأسلوب قاصدًا "حرب التمويل" يعني أن تنقسم الجماعة بشكل رسمي إلى فريقين ما بين فريق عزت وفريق منتصر".
هشام النجار: الإخوان تشهد أزمة تمويل طاحنة
في هذا الإطار يقول هشام النجار، الخبير في شأن الإسلام السياسي، إن الطرف المسيطر على الجماعة -قاصد جبهة "محمود عزت"- يضغط في هذا الاتجاه لتعزيز موقفه، مشيرًا إلي أن شكاوي جماعة الإسكندرية ليست الأولى بل حدثت ممارسات مشابهة لأكثر من محافظة ووصل الأمر لـ"السودان" في إشارة للأزمة المشتعلة الآن بين القيادات والشباب في الدولة الشقيقة.
وأوضح النجار في تصريح صحفي، أن الأزمة المالية ومصادر التمويل كانت سببًا في خلق الصراع الدائر الآن بين أطرف الجماعة.
وأكد أن الجماعة تشهد أزمات مالية طاحنة منذ فترة نتيجة للضربات الاقتصادية التي تلقتها، وتجفيف مصادر أموالها في الداخل والخارج، موضحًا أن تضائل التمويل الداخلي المتمثل في "إغلاق الشركات- ووقف الاستثمارات- وغلق المدارس والمعاهد- التي تديرها الجماعة" مثلت ضربة قاسمة للجماعة.
وأشار النجار إلى أن تراجع مصادر التمويل الخارجية ترجع لأزمات ومستجدات إقليمية جدت على بعض الدولة الداعمة للتنظيم مثل "تركيا وقطر".
جذور الأزمة
وتشهد الجماعة انقسامًا منذ نهاية العام الماضي، بين جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، وجبهة أخرى يقودها القيادي جمال حشمت، بسبب المراجعة حول فصل العمل الدعوي عن السياسي، أدت إلى إجراء بعض المكاتب الإدارية للجماعة انتخابات لاختيار مجالس جديدة لإدارتها، خاصة وأن انتخابات الجماعة لاختيار مرشد ومجالس جديدة كان مقررًا إجراؤها في عام 2014.