"هانغتشو" الصينية.. "مدينة الابتكار" تدخل التاريخ باستضافة قمة العشرين
تدخل مدينة "هانغتشو" الصينية التاريخ من أوسع أبوابه، عندما تحتضن أعمال قمة العشرين الاقتصادية، بدءاً من الثالث من سبتمبر الحالي بحضور قادة وممثلي 25 دولة من دول العالم.
الصينيون يصفون "هانغتشو" التي يقطنها أكثر من 10 ملايين نسمة، بأنها "جنة على الأرض"، إذ يرون أنها تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والحيوية الحديثة، وهو الأمر الذي يرفع سقف توقعات الصينيين قبل غيرهم، من هذه القمة التي تقام في بلادهم للمرة الأولى، منذ تأسيس مجموعة قمة العشرين عام 1999م. وفق صحيفة "سبق"
وتعد "هانغتشو" مدينة قديمة، تتميز بمعالمها التاريخية وبتراثها الثقافي، فضلاً عن تنوعها البيئي من جبال وخضرة ومياه، وهو ما جعلها وجهة سياحية للمشاهير، كما أنها واحدة من بين أهم ثلاثة مراكز للابتكار في الصين، إلى جانب كل من بكين وشنجن، وتظهر آخر المؤشرات أن "هانغتشو" هي المدينة الأسرع نمواً في مجال الابتكار.
وتقع "هانغتشو" على سلسلة من الجبال الخلابة، وهذا منحها رونقاً لا جدال فيه، كما أن تاريخها الممتد للعصر الحجري، جعلها تتمتع بالكثير من الآثار التاريخية والثقافية، ومنها "البحيرة الغربية، ومعبد يو فاي، مدينة المعابد، معبد ينغين، والشارع القديم". وتقع في أقصى الجنوب الصيني على نهر تشيانتانغ. وتعد "هانغتشو" من المدن الرئيسية في دلتا شانغ يانغ، وهي ذات مناخ شبه استوائي، وتمرّ عليها الفصول الأربعة، وتتكون المدينة من 6 مناطق وحيين و5 بلديات تغطي 16596 كيلومتراً مربعاً.
إجراءات صارمة
أبدت "هانغتشو" حرصاً كبيراً على إنجاح قمة العشرين، حيث اتخذت حزمة من الإجراءات لأجل مرور الحدث الدولي في أفضل حال، ومن أهم الإجراءات، إغلاق بعض المصانع حيث تضم المدينة مقر شركة "علي بابا" الصينية العملاقة، وصناعات أخرى عالية التلوث مثل الصلب والمنسوجات، كما قامت بتدريس اللغة الإنجليزية لكبار السن فيها، فضلا عن تقديم تأشيرات سفر بقيمة 1.5 مليار دولار؛ لإقناع البعض بمغادرة المدينة وقت استضافة القمة، حيث تسعى "هانغتشو" لترك انطباع جيد عنها لدى قادة أكبر اقتصادات العالم. كما حظرت سلطات "هانغتشو" تحليق الطائرات بدون طيار، كما فرضت قيوداً على النزلاء الذين يمكن أن تستقبلهم الفنادق، إضافة إلى قرابة 700 مشروع لتجديد الطرق السريعة ومحطات المياه.
التاريخ القديم
وتغوص "هانغتشو" في الحضارة الصينية القديمة، حيث سكنها الإنسان منذ 4700 سنة، وأول من سكنها قبيلة تدعى "ليانغتشو" وكانت المدينة عاصمة مملكة "وو"، وأيضاً مملكة "يي"، كما كانت أيضاً عاصمة لدولة سلالة سونج الجنوبية وأول من أعلنها مقاطعة هو الإمبراطور جينج. وتأسست المدينة قبل نحو 2200 سنة خلال أسرة تشين. والمدينة بها عدد غير قليل من المسلمين، لذا يوجد فيها مسجد قديم يعود لأكثر من ألف سنة، تقام به الصلوات وصلاة العيد والجمعة.
سحر الطبيعة
وتشتهر "هانغتشو" بأنها مدينة سياحية مهمة، إذ بها أجمل مدن الصين؛ نظراً لجمال وسحر الطبيعة وجمال البحيرات فيها. وتحتضن المدينة "البحيرة الغربية" التي تمتد على مساحة 566 كيلومتراً مربعاً، وتمثل مَعلماً لا يفارق يوميات المدينة وذاكرتها. وتشتهر البحيرة بجمالها، وتحيط بها الحدائق البستانية وأزهار اللوتس والغابات الخضراء اليانعة ذات الرائحة العطرة، وتمثل هذه البحيرة روح مدينة "هانغتشو" وسر جمالها، فإذا أشرقت الشمس بدت صافية رقراقة تحيطها الخضرة النضرة، وإذا تلبدت السماء بالغيوم، بدت البحيرة وادعة هادئة.
وقد أنعم الله على هذه المدينة بالطقس الدافئ وأشعة الشمس المعتدلة في جميع أوقات العام. وتستمر الأنشطة السياحية عادة على مدار السنة، ومع ذلك، فإن موسم الخريف الذي يمتد من شهر أكتوبر حتى شهر ديسمبر هو الوقت المثالي لزيارة هذه المدينة. تتميز هذه الفترة بجو جافّ ومشمس ومثالي للتجول وزيارة أماكن الجذب السياحي. كما يُنصح عموماً بعدم زيارة هذه المدينة في أيام العطلات الوطنية.
رحلات التسوق
وتبدو رحلات التسوق في "هانغتشو" أكثر متعة للسياح، الذين يجدون فيها سلعاً كثيرة خاصة بها، يمكن شراؤها، مثل أقمشة ديجينشينغ المُطرزة، ومراوح "وانع سينغ جي"، ومظلات "وست لا سيلك"، وعيدان لتناول الطعام الصيني"، وشاي هانغتشو لونغينغ، وحرير هانغتشو، وشاي هانغتشو الأقحواني.
ومن أشهر أماكن التسوّق في "هانغتشو" قرية ميغياوو، وشارع شينخوا فيتشرد سيلك، وإم.إي.إكس.سي مول، ومتجر إن تايم المتعدد الأقسام، ومول هانغتشو تاور للتسوّق، وميدان تشينغخه.