قمة (G-20 هانغتشو – الصين 2016).. مستقبل العالم أمام تحدي الاقتصاد

السعودية

جانب من اللقاء -
جانب من اللقاء - ارشيفية


تتجه أنظار اقتصاديي العالم إلى مدينة "هانغتشو" حيث ستُفتتح أعمال قمة مجموعة الـ20 في مساء الـ3 من سبتمبر الحالي، وذلك بحسب ما أعلن جيانغ تسنغ وي، رئيس قمة الأعمال لمجموعة العشرين واللجنة الصينية لتنمية التجارة الدولية، لوكالة "شينخوا" الصينية.
 
"جيانغ" أعلن أن القمة سيحضرها أيضًا أكثر من 800 ممثل لقطاع الأعمال من 32 دولة ومنطقة و26 منظمة دولية. ومن بين الشركات المشاركة في القمة 140 شركة ضمن أقوى 500 شركة في العالم؛ إذ تُعدُّ مجموعة العشرين للأعمال منصة مهمة لمشاركة قطاع الأعمال في الحوكمة الاقتصادية العالمية، ودفع النمو الاقتصادي العالمي. بحسب صحيفة "سبق"
 
 القمة التي سيحضرها الرئيس الصيني شي جين بينع تستضيفها المدينة الساحرة في شرق البلاد "هانغتشو"، وستستمر أعمالها يومَيْ الرابع والخامس من الشهر الحالي؛ إذ سيجتمع زعماء دول مجموعة العشرين، وتستضيفها الصين التي هي أيضًا ضيفة الشرف.
 
أهم منتدى عالمي
 
مجموعة الـ20 نشأت في 2008م عقب "التسونامي المالي" الذي ضرب العالم في عام 2008، وفرض على الدول كافة تحديات اقتصادية ومالية. في ظل ذلك عقدت الدول المتقدمة والدول الناشئة أول قمة لمجموعة العشرين في العاصمة الأمريكية واشنطن عام 2008، وتأسست آلية مجموعة العشرين، وأصبحت قمة العشرين أهم منتدى عالمي للتعاون الاقتصادي العالمي.
 
وتمكنت هذه المجموعة من تعزيز التعاون والتناسق فيما بينها في مجال سياسات الاقتصاد الكلي، وتقليل المخاطر قصيرة الأجل التي سببتها الأزمة المالية، وشكلت قوة جماعية لتنمية الاقتصاد العالمي. وحققت المجموعة إنجازات ملموسة في الإدارة العالمية منذ الأزمة المالية، حتى أصبحت قمة مجموعة العشرين تمثل مستقبل العالم لمواجهة مهدداته.
 
 الاقتصاد الابتكاري
 
قمة الصين سبتمبر 2016 تمثل أهمية كبرى، وتواجه العديد من أهم الملفات التي تشغل اهتمام صانعي القرار في العالم.
 
الصين التي تولت رسميًّا رئاسة قمة مجموعة العشرين منذ الأول من ديسمبر 2015م سعت - كما قال رئيسها - إلى تأكيد بناء الاقتصاد الابتكاري والحيوي والمترابط والشامل، وهو الموضوع الرئيسي للقمة، بجانب أربعة موضوعات فرعية، هي: "إبداع نمط النمو الاقتصادي"، "رفع فعالية الإدارة العالمية للاقتصاد والمال"، "دفع التجارة والاستثمار العالمي" و"دفع التنمية الشاملة والمترابطة". وقد نالت هذه الرؤية توافقًا ودعمًا وتقديرًا عالميًّا.
 
 تأكيدًا لذلك يقول يي شياو تشون، نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية: "إن قمة مجموعة العشرين، التي ستُعقد مطلع الشهر المقبل في الصين، بمشاركة السعودية، ستلعب دورًا رائدًا في نمو التجارة العالمية على المدى الطويل، وسط تباطؤ النمو الاقتصادي والتجاري العالمي، في حالة توافق أعضاء العشرين حول موضوع (التجارة والاستثمار) خلال مناقشات القمة، وإقرار توصيات اجتماع وزراء تجارة مجموعة العشرين، كاتجاه للعمل المستقبلي".
 
الطريفي: عوامل نجاح القمة
 
وفي تعليق له لـ"وكالة أنباء شينخوا الصينية" يقول وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي: "إن قمة مجموعة العشرين المقبلة في الصين من المتوقع أن تكون قمة ناجحة نظرًا للعمل الجيد والكبير الذي أعدته الحكومة الصينية، من خلال التركيز على موضوعات مهمة، من بينها الابتكار في الصناعة والتطوير، وإعادة إنعاش الاقتصاد الدولي".
 
وأضاف د. الطريفي: "هناك 3 جلسات رئيسة، إلى جانب الجلسة الختامية، ستتعلق بالصعوبات التي تواجه العالم بأسره، ومن ضمنها البطالة والفقر ومكافحة الإرهاب. وهي موضوعات مهمة بالنسبة لكل من المملكة العربية السعودية والصين".
 
أهمية استثنائية
 
وتحديدًا يرى الخبراء أن هذه القمة تحظى بالأهمية الكبرى لسببَيْن: الأول هو أن موعد هذه القمة يصادف الفترة الحاسمة للتحوُّل من آلية الاستجابة للأزمات إلى آلية الإدارة الاقتصادية طويلة المدى. والثاني هو التباطؤ العام في نمو الاقتصاد العالمي. وتعلِّق دول العالم أملاً كبيرًا على الصين لقيادة مجموعة العشرين إلى طرح أفكار وبرامج جديدة، تسهم في زيادة نمو الاقتصاد العالمي لدفع التنمية المستدامة له.
 
أولوية التنمية
 
يقول لو كانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "أولوية هذه القمة هي قضية التنمية. مع دعم الحكومة الصينية، ستضع مجموعة العشرين خطة منهجية لأول مرة خلال هذه القمة لتنفيذ جدول أعمال التنمية المستدامة بحلول عام 2030".
 
القمة ضخمة؛ إذ سيشارك أكثر من 800 رجل أعمال من أنحاء العالم في أعمالها، وسيحضرها رؤساء شركات متعددة الجنسيات وشركات صغيرة ومتوسطة الصغر ورؤساء دول.
 
وهناك 6 موضوعات رئيسة لها، هي: تمويل النمو، التجارة والاستثمار، البنية الأساسية، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التوظيف ومكافحة الفساد.
 
 توسُّع في مشاركة الدول النامية
 
 من اللافت للنظر في هذه القمة ما يشير له مدير المعهد الصيني للدراسات الدولية، روان زونغ زي، بأن الحضور المكثف للدول النامية في قمة العشرين بهانغتشو سيكون حدثًا لافتًا؛ إذ يحضر القمة كل من الرئيس التشادي إدريس ديبي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الكازاخي نزاربييف، وزعيم لاوس بنيانغ، ورئيس السنغال مكي سال، ورئيس وزراء تايلاند برايوت، وضيوف آخرون. معتبرًا ذلك يأتي "لتعزيز مشاركة الدول النامية في أنشطة مجموعة العشرين، وتأسيس شراكة ناجحة بين الجانبَيْن".
 
 عن القمة
 
مجموعة العشرين يُطلَق عليها المصطلح الإنجليزي "G20 " ، أو "مجموعة العشرين"، وتضم 19 دولة، بجانب المفوضية الأوروبية، إضافة إلى وزراء مالية الدول المشاركة، ورؤساء البنوك المركزية لها، وكبار الاقتصاديين في العالم.
 
وتضم المجموعة في عضويتها كلاً من (بريطانيا وألمانيا وتركيا واليابان وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا وأستراليا والبرازيل والأرجنتين والهند والصين وإندونيسيا والمكسيك والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وكوريا الجنوبية وأمريكا)، بجانب المفوضية الأوروبية.
 
 ويتم تحديد دول قمة العشرين وفقًا للناتج الإجمالي المحلي لأول 31 دولة في العالم. وقد تكون هناك دول أعضاء إلا أنها غير مشاركة بالقمة بسبب ذلك.
 
وتضم لائحة استضافة القمة:
 
نوفمبر 2008: الولايات المتحدة، إبريل 2009: بريطانيا، سبتمبر2009: الولايات المتحدة، يونيو 2010: كندا، نوفمبر 2011: فرنسا، يونيو 2012: المكسيك، سبتمبر 2013: روسيا، سبتمبر 2014: أستراليا، نوفمبر 2015: تركيا وسبتمبر 2016: الصين.
 
قمة العشرين تمتلك أهمية عالمية كبيرة جدًّا؛ إذ يُنظَر لها على أنها تمثل ثلثي سكان العالم، وتُنتج نحو 85 % من الإنتاج العالمي، وتُسهم بما يقدر بـ85 % من تجارة العالم، وفي عضويتها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
 
جدير بالذكر أن وفد المملكة العربية السعودية سيرأسه في هذه القمة ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. ويُنتَظر أن تُفاجئ السعودية العالم بخطط إصلاحية طموحة ضمن رؤية 2030م.