العرب يدعمون هيلارى كلينتون للوصول لـ«البيت الأبيض»

العدد الأسبوعي

هيلارى كلينتون -
هيلارى كلينتون - أرشيفية


■ السعودية تمول 20 % من الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطي.. والكويت منحت مؤسستها الخيرية 10 ملايين دولار


تخوض مرشحة الحزب الديمقراطى، هيلارى كلينتون، انتخابات الرئاسة الأمريكية وهى تحظى بدعم كثير من دول العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص والفضل فى ذلك يعود إلى مؤسسة كلينتون الخيرية، التى أسستها عائلة بيل كلينتون بعد انتهاء فترة ولاية الأخير الثانية كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

وتحولت مؤسسة كلينتون إلى منجم ذهب لآل كلينتون التى تضخمت ثروتهم لتتجاوز الـ100 مليون دولار، واستطاعت هيلارى من خلال هذه المؤسسة، توطيد علاقتها بزعماء وقادة العالم، وأثناء عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية توالت التبرعات من قبل الحكومات سواء الغربية أو العربية على المؤسسة لضمان الحفاظ على مصالح هذه الدول عن طريق هيلارى.

تنفى هيلارى هذه الاتهامات وتؤكد أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين المؤسسة وإدارة أوباما فى عام 2008، لضمان ألا تؤثر أنشطة المؤسسة على عمل هيلارى كوزيرة للخارجية، ولكن هذه المذكرة لا تنفى حقيقة أن تبرعات بعض الحكومات للمؤسسة انخفضت إلى أكثر من النصف بمجرد خروج هيلارى من الوزارة فى عام 2013.


1- مؤسسة كلينتون

فى إطار الصراع الانتخابى المحتدم، ألقى المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، أول حجرة صوب تلك العلاقة التى تربط بين مؤسسة كلينتون وبين الدول العربية وبالتحديد عندما أشار فى تغريدة له إلى أن المملكة العربية السعودية منحت المؤسسة ما يقرب من 25 مليوناً.

والجدير بالذكر أن ترامب نفسه لديه العديد من الاستثمارات العربية التى تأثرت بتصريحاته المعادية للمسلمين، وأثارت هذه التغريدة حالة كبيرة من الجدل إلى درجة أن التغريدة تم تداولها أكثر من 59 ألف مرة.

وبالرجوع إلى الموقع الخاص بمؤسسة كلينتون على شبكة الإنترنت تظهر أرقام تشير إلى أن المملكة العربية السعودية تبرعت من 10 إلى 25 مليون دولار إلى آل كلينتون منذ تأسيس المؤسسة فى 1997، والتى كانت تستهدف فى المقام الأول تأسيس مكتبة كلينتون الرئاسية، قبل أن تتحول إلى مؤسسة خيرية متعددة الأغراض بعد خروج بيل كلينتون من البيت الأبيض.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن السعودية منحت المؤسسة ما يعادل 10 ملايين دولار من أجل تأسيس المكتبة قبل أن تتولى التبرعات على المؤسسة لتصل إلى 25 مليون دولار، ومنذ 2014 بدأت التبرعات السعودية تنهال بقوة على المؤسسة.

ولا يقتصر الأمر على السعودية فقط بحسب تقرير صحفى لموقع ZeroHedge.com الذى ينتمى لتيار اليمين الأمريكى، فإن تبرعات الحكومات الغربية لمؤسسة كلينتون وصلت إلى 7.8 مليون دولار فى 2010، ووصلت تبرعات الحكومات فى الفترة ما بين 2011 إلى 2013 إلى ما يقرب من 10 ملايين دولار.

واعتبرت الصحافة الأمريكية تلك التبرعات السعودية لمؤسسة كلينتون موجهة مباشرة من أجل دعم هيلارى، فالسعودية على العكس من العديد من الدول توقفت عن تقديم تبرعات للمؤسسة أثناء اعتلاء هيلارى منصب وزيرة الخارجية الأمريكية، فى ذلك الوقت لم تكن هناك صلة مباشرة قانونية تربط هيلارى بالمؤسسة، ولكن فى 2014 أصبحت هيلارى عضواً فى مجلس إدارة المؤسسة، ومنذ ذلك التاريخ عادت التبرعات السعودية من جديد لتعرف طريقها فى الحسابات البنكية للمؤسسة.

ولا يقتصر الأمر على المملكة العربية السعودية، بحسب تقرير لموقع dailycaller.com فإن دول الخليج العربى منحت مؤسسة كلينتون ما يقرب من 100 مليون دولار، وأشار الموقع إلى أن 5 دول بالخليج العربى وهى السعودية، الإمارات، قطر، البحرين وعمان منحت المؤسسة 85 مليون دولار، وعلى سبيل المثال منحت عائلة الشيخ زايد، المؤسسة ما بين مليون إلى 5 ملايين دولار، وفقاً لموقع المؤسسة.

ومن غير المعلوم ما إذا كان لهذه الأموال تأثير مباشر على السياسة الأمريكية الخارجية، خاصة فى الوقت الذى شغلت فيه هيلارى منصب وزير الخارجية، ولكن بحسب الموقع فإن المباحث الفيدرالية الأمريكية، بدأت تحقيقا بشأن تهم فساد سياسى متعلق بهيلارى.

ولكن النفوذ العربى على آل كلينتون لا يتعلق فقط، بتقديم الدعم المالى لمؤسسة كلينتون، فهناك شراكات مالية جمعت زعماء وقادة العالم العربى بآل كلينتون، على سبيل المثال هناك شراكة مالية جمعت بين الشيخ راشد بن مكتوم بزوج هيلارى الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون، وهى الشراكة التى استمرت لأكثر من 5 سنوات، وحقق خلالها بيل كلينتون أرباحاً وصلت إلى 15 مليون دولار بحسب إقراره الضريبى، إلى جانب 20 مليون دولار لفض الشراكة بحسب تقرير للموقع الإخبارى الشهير الدايلى بيست.

ولاتزال علاقة صداقة قوية تجمع بين حاكم دبى وبين بيل كلينتون. ولا يقتصر الأمر على الشراكات مع كبار رجال الدول، فقد حصل بيل على 5.6 مليون دولار من إحدى الشركات الإماراتية فى مقابل عمله رئيسياً شرفياً لها.


2- الحملة الانتخابية

وبحسب موقع theintercept.com فإن التبرعات العربية ترتبط بشكل مباشر بدعم وتمويل الحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون، وإن كانت هذه التبرعات تتم عبر مؤسسة كلينتون الخيرية إلا أنها تستهدف فى المقام الأول تمويل الحملة الانتخابية لهيلارى. بحسب الموقع شهدت المؤسسة تدفقا للمال العربى منذ 2014 أى منذ إعلان هيلارى كلينتون عن ترشحها لانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وتنوعت مصادر التمويل ما بين رسمية وغير رسمية، وعلى سبيل المثال تبرعت مؤسسة تحمل اسم أصدقاء السعودية والتى ساهم فى تأسيسها أحد الأمراء السعوديين بمبالغ تتراوح بين مليون إلى 5 ملايين دولار للمؤسسة، وبحسب الموقع الإخبارى تبرعت الكويت بمبالغ ترواحت بين 5 إلى 10 ملايين دولار، وبحسب تقرير إخبارى فإن مجموعة التبرعات التى تقدمت بها مؤسسة أصدقاء السعودية ومؤسسة دبى، وصلت إلى ما يقرب من 30 مليون دولار.

فى هذا الإطار وبحسب تقرير لموقع ميدل إيست أى نيوز، فإن السعودية تمول ما يقرب من 20% من الحملة الانتخابية لهيلارى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وبشكل تفصيلى نشر موقع mcclatchydc.com حجم التبرعات العربية لمؤسسة كلينتون، حيث أشار الموقع إلى أن التبرعات العربية منحت المؤسسة ما بين 18 إلى 50 مليون دولار.

مثل هذه التبرعات المالية تتعرض لانتقادات من قبل الصحافة الأمريكية ولكنها تعكس توجهاً عربياً يسعى لتوسيع النفوذ العربى وضمان المصالح العربية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن فى نفس الوقت يلقى مثل هذا التمويل بظلال من الشك حول الديمقراطية الأمريكية وحجم الفساد المتوغل فى الإدارات الأمريكية المختلفة، فوزيرة الخارجية السابقة والمرشحة القوية للفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية تتلقى التبرعات عبر مؤسساتها الخيرية لخدمة مصالحها الشخصية وعلى نحو يتعارض بشكل صريح مع منصبها عندما كانت وزيرة خارجية.

وإذا كانت هيلارى حريصة على نفى أى صلة لها بالمؤسسة عندما كانت تشغل منصب وزير الخارجية، إلا أنها بمجرد ترشحها لانتخابات الرئاسة الأمريكية حرصت على أن تنضم لعضوية مجلس إدارة المؤسسة وكأنها تدعو كل من يريد تمويلها بشكل غير مباشر إلى ضخ الأموال لمؤسسة كلينتون الفرخة التى تبيض ذهبا لآل كلينتون.