تركيا ترفض دعوة مسؤولي الاتحاد الأوروبي الزائرين لإصلاح قانون الإرهاب

عربي ودولي

 الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي - أرشيفية

 لم يحرز مسؤولو الاتحاد الأوروبي وتركيا تقدما يذكر خلال محادثات في أنقرة اليوم الخميس، بعد رفض رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم مرة أخرى إصلاح قوانين البلاد لمكافحة الإرهاب في مقابل تحرير التأشيرات.

ونشب خلال بين بروكسل وأنقرة في الأشهر الأخيرة عقب وعد الاتحاد الأوروبي برفع تأشيرات الدخول للزوار الأتراك للتكتل بموجب اتفاق الهجرة الذي تم التوصل إليه في مارس الماضي.

وكانت قوانين مكافحة الإرهاب الكاسحة في تركيا عقبة كؤود في الصفقة، وقال الاتحاد الأوروبي إن أنقرة يجب أن تصلحها قبل أن تتمكن من منح المواطنين الأتراك حق الدخول بدون تأشيرة للتكتل.

وبعد اجتماع مع رئيس الوزراء التركي ، اليوم الخميس، قال رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز "نتيجة للخلافات بيننا، لم يحدث اي تحرك على هذه الجبهة".

واستشهد يلدريم بالوضع السياسي في تركيا بعد محاولة الانقلاب الدامية في 15يوليو الماضي - وعلى وجه التحديد معركة الحكومة ضد منظمات إرهابية متعددة - في رفض الدولة تحجيم قوانينها الخاصة بمكافحة الإرهاب.

وقال "بالنسبة لنا إنها مسألة حياة أو موت".

واتفق كل من يلدريم وشولتز على ضرورة إجراء المزيد من المحادثات حول هذه القضية.

وتواجد كل من شولتز ومفوض الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، ديميتريس افراموبولوس، في العاصمة التركية لعقد اجتماعات مع مسؤولين أتراك كبار، من بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان.

وانتقد مسؤولون أتراك نظراءهم الأوروبيين لعدم زيارة البلاد في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة، عندما سعى أفراد بالقوات المسلحة لقلب نظام الحكم، ما أدى لمقتل أكثر من 260 شخصا.

وأشاد المسؤولان الكبيران في الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق، بتركيا لمساعدتها في القضاء على أزمة الهجرة، وأدانا محاولة انقلاب تموز/يوليو الماضي، بعد شهور من العلاقات المتوترة بين الجانبين.

وقال افراموبولوس للصحفيين في أنقرة بعد محادثات مع وزير الشؤون الأوروبية عمر جيليك إن "الاتحاد الأوروبي هو الشريك الرئيسي لتركيا، وتركيا هي شريك أساسي للاتحاد الأوروبي ونحن جميعا ملتزمون بمواصلة تعزيز، وتعميق هذه الشراكة في جميع جوانبها".

كان شولتز كتب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد وصوله إلى أنقرة أنه سينقل "مباشرة رسالة تضامن ودعم للديمقراطية التركية".

وكان قد قال قبل زيارته لتركيا، مشيرا إلى ليلة محاولة الجيش الاستيلاء على السلطة "تهدف زيارتي إلى الإشادة بجميع المواطنين الأتراك الذين خرجوا بشجاعة إلى الشوارع للدفاع عن الديمقراطية في البلاد".

وسارع مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي إلى إدانة محاولة الانقلاب سريعا، ولكنهم أعربوا عن قلقهم إزاء الحملة اللاحقة التي أدت إلى اعتقال الآلاف من الناس في عملية تطهير للجيش والقطاع المدني الحكومي طالت قيادات رفيعة المستوى .

وأدت التطورات لتوتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا - المرشحة لعضوية الاتحاد منذ فترة طويلة والتي تلعب أيضا دورا رئيسيا في وقف تدفقات الهجرة إلى التكتل، بموجب اتفاق تم التوصل إليه في مارس الماضي.

وانتقد افراموبولوس، اليوم الخميس مرة أخرى محاولة الانقلاب، واصفا إياها بأنها "اعتداء على المجتمع التركي، وحريته وديمقراطيته".

ولعبت تركيا دورا مهما في قضايا إقليمية مثل الحرب في سورية المجاورة، التي جاء منها مئات الآلاف من اللاجئين الذين يسعون للوصول إلى دول الاتحاد.