تزامنا مع انتهاء دور الانعقاد الأول لـ"البرلمان".. سياسيون يقيمون أداء "النواب"

تقارير وحوارات

مجلس النواب
مجلس النواب



ينتهي  دور الانعقاد الأول لمجلس النواب،  اليوم، حيث كان قد بدأ المجلس انعقاده مطلع يناير من هذا العام، ومن المقرر أن تبدأ أعمال الدور الثاني في أكتوبر القادم.

ومع انتهاء دور الانعقاد الأول استطلعت "الفجر" آراء سياسيين وحزبيين حول تقييمهم لأداء البرلمان خلال الدور الأول للانعقاد، وكذلك معرفة تصورهم لما سيكون عليه دور الانعقاد الثاني.

مرحلة تدريب

بداية قال رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، إن البرلمان لم يؤدي دوره خلال فترة انعقاد الدور الأول.

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" أنه يمكن اعتبار فترة دور الانعقاد الأول مرحلة تدريب، مشيرًا إلى أن أعضاء النواب لم يدركوا حتى الآن دورهم الحقيقي داخل المجلس.

وأوضح "السعيد" أن رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال يتحمل جزء من مسؤولية عدم استطاعة البرلمان أداء دوره هذه الفترة، مضيفًا أن لديه عذر كونه يتحمل دور جديد عليه.

وأشار "السعيد" إلى أنه من الممكن أن يتحسّن أداء البرلمان خلال الدور الثاني لانعقاده، مع تغيير الأعضاء فكرتهم بأنهم ملكوا الدنيا ومن عليها بمجرد دخولهم المجلس، على حد وصفه.

وأكد "السعيد" أن المجلس لم ينجز مهمته الأساسية التى رسمها له الدستور وهي إنجاز 45 مشروع مطروحين عليه.

مخالفات دستورية

ومن جانبه قال ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن دور الانعقاد الأول ملء بالمخالفات الدستورية من عدم الإلتزام بالمواعيد الدستورية لبدئها وانتهائها وعدم استكمال الدور الأول، والذي يجب ألا يقل عن 9 أشهر.

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" أن المجلس لم ينفذ مبدأ التفرغ الدستوري، بالإضافة إلى عدم الانتهاء من قوانين الاستحقاق الدستوري مثل قانون بناء الكنائس وترميمها وقانون العدالة الإنتقالية.

وأشار "الشهابي" إلى أنه لم تحدث في البرلمانات السابقة أن يأخذ المجلس هذا الكم من الإجازات.

وأكد الشهابي، أن رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال لم يلتزم بالأعراف البرلمانية بل على العكس دأب أن يبدى رأيه الشخصي من خلال جلوسه على منصة المجلس، مضيفاً أن جلوسه على منصة البرلمان يعني تنظيم الجسات وليس إبداء الآراء الشخصية والتعامل مع النواب بشكل وصفه بأنه لم يحدث من قبل.

وأضاف أنه خلال فترة تواجده في مجلس النواب كان السبيل أمام الأعضاء للإعتراض هو الانسحاب من الجلسة ومن ثم محاولة إرضائهم من جديد وتقريب وجهات النظر، مشيرًا إلى أن هذا لم يحدث في البرلمان الحالي بل يتعامل رئيس المجلس مع الأعضاء كأنهم تلاميذ، على حد تعبيره.

وأكد الشهابي أن الدورة البرلمانية الحالية هي الدورة الوحيدة منذ عام 1923 التي يختفي منها المظاهر البرلمانية، مضيفًا أن في الطبيعي كان يتكلم زعماء الأغلبية ثم زعماء الأقلية والمعارضة وهو السائد في كل البرلمانات حتى في برلمان الإخوان.

وأبدى الشهابي عدم تفائله بأن يتلافي دور الانعقاد الثاني مثل هذه الأخطاء، قائلاً: "نفس الأخطاء هتكرر"، وتابع قائلاً : "النواب حديثى الخبرة حتى القدامي منهم".

وأوضح الشهابي أن عدم الخبرة تشمل رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال باعتباره حديث العهد بالعمل البرلماني، كما تطال الأمين العام المستشار أحمد سعد.

واختتم حديثه قائلاً: "مجلس النواب الحالي أضعف مجلس في تاريخ البرلمانات المصرية".

سلبيات

وفي سياق متصل، قال تامر الزيادي، خبير السياسات الاقتصادية، إن دور الإنعقاد الأول للبرلمان حمل في طياته بعض السلبيات ويأتى على رأسها عدم تنفيذ حكم عضوية الدكتور عمرو الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بالبرلمان.

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" أنه لا يتحدث عن أشخاص ولكن إذا كان المجلس لا يستطيع تطبيق القانون والإلتزام بأحكام القضاء أمام فرد فكيف سيقوم بتشريع القوانين لشعب بأكمله ؟

وأوضح "الزيادي" أن البرلمان مثقل بكثير من الأعباء ولم يكن متوقع منه أكثر من هذا في خلال دور الإنعقاد الأول، مشيراً إلى أن اللجنة التشريعية أساءت للبرلمان.

وأكد الزيادي أن دور مجلس النواب سيظهر خلال دور الانعقاد الثاني وخاصة أن الدورة الحالية لم تكن كافية، قائلاً: "الدور الأول كان نصف دور"، مشيراً إلى أن أعمال المجلس كان مقرر لها البدء في أكتوبر الماضي ولكنها بدأت في يناير.

وأشار إلى أن مطالبات الشارع كثيرة في ظل ما تمر به البلد من مشاكل اقتصادية، وأضاف الزيادي أن تقييم عمل البرلمان ورئيسه يمكن التحدث عنها بشكل كامل بعد دور الانعقاد الثاني .

لا تغيير

وبدوره قال عبد العزيز الحسيني، أمين تنظيم حزب الكرامة، إن تقييمه لفترة انعقاد الدور الأول "تقييم سلبي".

وأضاف في تصريح خاص لـ "الفجر" أن أعضاء البرلمان أتوا إلى المجلس عن طريق قدراتهم المالية، مشيرًا إلى أن الممثلين الحقيقيين للطبقة الفقيرة نسبتهم قليلة جدًا.

وأكد "الحسيني" أن البرلمان لا يخلو من المظاهر السلبية في الوقت الذي يتطلب منه مناقشة القضايا الرئيسية كارتفاع الأسعار والضرائب المفروضة على المواطنين وما يخلفه انخفاض الجنيه.

وعن أداء الدكتور عبد العال رئيس المجلس، أوضح الحسيني أنه من ضمن الأسباب التى أدت إلى عدم تحقيق دور الإنعقاد الأول المرجو منه ولكنه ليس السبب الوحيد بل تكمن المشكلة الأساسية في الأعضاء .

وأوضح الحسيني أن الأعضاء لن يتغيروا خلال فترة انعقاد الدور الثاني قائلاً:"هما مش هيتغيروا ".