وثائق سرية لـ CIA تنشر لأول مرة.. هجوم مصري جنب العالم حربا نووية
نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية CIA، أكثر من 28 ألف وثيقة بعد رفع السرية
عنها لمرور خمسة عقود عليها، وتتعلق بالملخصات الأمنية الخاصة بالرئيسين ريتشارد نيكسون
وجيرالد فورد بينما ما يتعلق بالتقييم الأمريكي لحرب عام 1973 بين سوريا ومصر وإسرائيل.
وكشفت الوثائق نقلا عن سي إن إن عربي، أن القوتين الأكبر
في العالم آنذاك، أمريكا والاتحاد السوفيتي، كادتا أن تصلان إلى مواجهة عسكرية تتضمن
استخدام أسلحة نووية، وذلك في الأيام الأخيرة من الحرب.
وتدل الوثائق على أنه في نهاية أكتوبر 1973 كانت أمريكا تخشى
أن يقوم الجيش السوفيتي بالتدخل عسكريا من أجل إنقاذ الجيش المصري الثالث المحاصر من
قبل الإسرائيليين قرب مدينة السويس. وقد قامت إدارة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون برفع
التأهب العسكري الأمريكي حول العالم بتوصية من وزير الخارجية الأسبق، هنري كيسنجر.
وارتفعت وضعية التأهب إلى مستوى "ديفكون III" وهي أعلى وضعية تعلنها أمريكا
آنذاك منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وجرى ذلك في توقيت كان فيه نيكسون يعاني
جراء فضيحة "ووتر غيت" وقد كان كيسنجر يخشى بحال تقاعس أمريكا عن الرد أن
يعتبر السوفيت ذلك إشارة ضعف.
وتدل الوثائق على الأسباب التي دفعت الأمريكيين إلى الرغبة
بالتحرك والتصعيد، وهي تتعلق برصد المخابرات الأمريكية لتحرك سفينة سوفيتية باتجاه
مصر وعلى متنها ما يُعتقد بأنها أسلحة نووية، كما رصدت واشنطن وجود سفينتي إنزال للجيش
السوفيتي قرب مصر.
في نهاية المطاف لم ينفذ الجيش السوفيتي الإنزال في مصر واختفى
أسطوله من قبالة الساحل المصري بعد الإنذار الأمريكي، ولم تتضح فعلا طبيعة الحمولة
على سفينة الشحن السوفيتية تلك لأن جزءا من الوثائق بقي سريا.
وتدل الملخصات الأمنية الأمريكية إلى أن أجهزة الاستخبارات
في واشنطن لم تتوقع قيام القوات المصرية والسورية بمهاجمة إسرائيل، إذ أن الملخّص الخاص
باليوم السابق للهجوم، أي الخامس من أكتوبر 1973، جاء فيه: "التدريبات العسكرية
التي تجريها مصر حاليا أكبر وأكثر واقعية من السابق، ولكن الإسرائيليين لا يشعرون بالتوتر"
وفقا للوثائق.