هل تعلم أين يقع المسجد الأموي؟
هو جامع بني أميّة الكبير، وللاختصار تمّ التعارف عليه باسم الجامع الأموي، يعدّ هذا الجامع رابع أشهر مسجد بالعالم بعد الحرم المكيّ والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويعدّ هذا المسجد من المساجد الّتي أمر الوليد بن عبد الملك بتشييدها داخل دمشق، وهو أفخم وأكبر المساجد، ويعدّ من عجائب الإسلام السبعة.
يقع الجامع الأموي في دمشق بالبلدة القديمة بساحة الحميديّة وسط البلد، وبسبب هذا الموقع الجميل والحيوي زاد جذب جميع الأجناس والدخول إليه والتمتع بالنظر لجماليّته، ويعود بناء هذا المسجد لعام 705؛ حيث إنّه تمّ البدء ببنائه على يد أمهر المعماريين والمهندسين الّذين أمر الوليد بن عبد الملك بجلبهم من الهند وروسيا، والعديد من الأشخاص من اليونان لإظهار المسجد كلوحةٍ فنيّة نالت على إعجاب جميع المؤرّخين والأدباء على مرّ جميع الحضارات والعصور .
يمتاز جدار هذا المسجد بالفسيفساء الملوّنة من جميع الاتّجاهات والرّخام، وتمّ إنشاء الطابع السوري البسيط على هذا المسجد، وهو وجهة لجميع السياح العرب والأجانب؛ حيث إنّه نال المدح البليغ على مرّ العصور.
يتكوّن المسجد الأموي من ثلاث مآذن، وتعود إحدى هذه المآذن لزمن الوليد بن عبد الملك؛ حيث إنّها استخدمت منارةً لمدينة دمشق، ومنطقة للصلاة والمصلّين والتأمّل. يوجد داخل المسجد مدفن يوحنّا المعمدان، ويحتوي على الفتحة التي وضع فيها رأس الحسين حينما تمّ حمله إلى دمشق، وأيضاً يتواجد بجانب المسجد رفات صلاح الديّن الأيّوبي.
تمّ ترميم المسجد على مدى العديد من العصور على عدّة مراحل؛ حيث إنّه تم ترميمه ثلاث مرات بعد تعرّضه للاحتراق، وكانت المرّة الأولى التي يتعرّض فيها المسجد للاحتراق عام ( 1069)، والمرّة الثانية كانت عام ( 1400)، والمرّة الثالثة كانت عام ( 1994 )، وتمّ بعد هذا الوقت ترميمه حتّى الوقت الحالي.
يعود زمن الجامع الأموي لعام ( 1200) قبل الميلاد؛ حيث إنّ دمشق كانت عاصمةً لدولة أرام الدمشقيّة بالعصر الحديدي، وكان سكّان هذه المنطقة بذلك العصر وهم الأراميّون يعبدون آلهة حداد الأراني الّتي كانت تعتبر بمعتقداتهم آلهة المطر والرّعد والخصوبة؛ حيث إنّهم قاموا ببناء المعبد الخاص بهم في موقع الجامع الأموي المعاصر.
يمتاز الجامع الأموي بالمساحة الكبيرة الهائلة الداخليّة، ومن الجدير بالذكر أنّه يحتوي على قبّة مساحتها أكبر من مساحة المسجد، ممّا زادته جمالاً وروعة، وهي مصنوعة من النحاس الخالص، وتكون الأبواب على شكل نصف دائرة زادت من جمال الجامع الّذي حظي من العصور القديمة حتى وقتنا الحالي بالعديد من عبارات المدح والإعجاب والذّهول بسبب الإبداع في بنائه.