مع اقتراب عيد الأضحى.. حضرت "شوادر الأغنام" وغاب المواطنين.. (تقرير بالصور)
تجار الأغنام: ارتفاع أسعار الأعلاف سبب غلاء الخراف
مواطنون: لابد من الرقابة على الأسواق
رئيس شعبة الجزارين: الأسعار ارتفعت بنسبة 20%
أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الأضحى المبارك، والذي يعد موسمًا ينتظره تجار الأغنام من كل عام واضعين عليه آمالأُ كبيرًا في بيع أكبر عدد من الأضاحي، حيث يشكل "العيد" الحلقة التى يستفيد منها بائعي الأغنام، إلا أن هذا الحال في هذا العام مختلف، لاسيما مع ارتفاع أسعار الأضاحي، ما ترتب عليه توقف حركة البيع والشراء الأمر الذر أصاب بعضهم بالصدمة بسبب عزوف المواطنين عن الشراء.
وشهدت أسعار الأضاحي ارتفاعا كبيرًا، كما شهدت أماكن بيعها إقبالا ضعيفًا من قبل المواطنين الذين طالبوا الجهات المعنية بضرورة وضع حد لهذا الارتفاع المضطرب بأسعار الأضاحي.
وتجولت "الفجر"، بين عدد من شوادر بيع الأضاحي (الخرفان) في منطقة السيدة زينب، ورصدت حركة البيع والشراء وكذلك الأسعار، كما كشفت الجولة عن غياب الرقابة.
ضعف حركة البيع
يقول تجار الأغنام إن عيد الأضحى يعد موسم الرواج لبيع "الأضاحي"، ولا يكون الإقبال الكبير على شراء خرفان العيد بمثابة المفاجأة، بل تعتبر عادة لدى الكثير من المواطنين ولا يمكن الاستغناء عنها في عيد الأضحى، لاسيما للطبقة البسيطة التي اعتادت على الأضحية بالخرفان، نظرًا لأن سعر "الخروف" في متناول الجميع عكس "العجول".
ووفقا لما قاله عبد الهادي مطاوع، أحد تجار الأغنام، بمنطقة "السيدة زينب"، فالعائد المادي الذي يعود على من يعمل في هذه التجارة يرتفع كثيراً في هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى بأيام قليلة، لذلك يستعد الجميع مبكراً لهذا الحدث، ولكن للأسف هذا العام تسبب ارتفاع أسعار "الأضحية" في ضعف حركة الشراء، لاسيما عقب ارتفاع "الأعلاف"، خاشيًا أن يتكبدوا خسائر فادحة بهذا الموسم.
وأضاف "مطاوع"، أن"الزبون لن يعدل عن الشراء، إنما سيحاول تقليل النفقات عن طريق الاستعانة بشركاء معه في نفس الأضحية لوكانت (عجل)، أما إذا كان بيشتري خروف 100 كيلو بينزل في الوزن لـ60 كيلو ".
وتعتبر "الأضحية" هي إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمين إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق، وأيضًا من شعائر الإسلام المشروعة التي أجمع عليها المسلمين، وقيل في سبب تسميتها نسبة لوقت الضحى لأنه هو الوقت المشروع لبداية الأضحية.
ارتفاع الأسعار
وعن أسعار الخرفان قال السيد حسين، أحد تجار المواشي، إن سعر خروف العيد يتراوح ما بين40 إلى 42 جنيهًا للكيلو جرام القائم (قبل الذبح)، مقابل 31 العام الماضي، وذلك يرجع إلى ارتفاع سعر (الأعلاف)، حيث وصل سعر الذرة إلى 4 جنيهات مقابل 175 قبل ذلك، وسعر الفول وصل إلى 6 جنيهات، مؤكدًا أن أسعار الأعلاف الحيوانية ارتفعت بنسبة 50% ولن تتوقف بعد بل ترتفع كل يوم عن الأخر.
وأشار "حسين"، إلى أن المواطن قبل العيد بشهر كان يشتري الماعز صغير مفضلًا تربيته، لكن حاليًا بات الزبون يأتي لشراء الخروف جاهز قبيل العيد بيوم، ومع ذلك الإقبال ضعيف أو شبه معدوم، مضيفًا أنه كتاجر كان يشتري أكثر من 500 ماعز ويقوم بتربيتهم للاستفادة من موسم العيد، لكن مع ارتفاع أسعار الأعلاف اكتفى بشراء 100 لعدم استطاعته على تربيتهم وتحمل تكاليف طعامهم، حيث تصل تكلفة اليوم الواحد إلى 600 جنيهًا فقط أعلاف: " من هيقدر يصرف 600 جنيه أكل بس وكمان مفيش بيع.. والحال واقف".
واستطرد حسين، أن أسعار الخراف تبدأ من 2000 إلى 4000جنيهًا وقابل للزيادة، بالإضافة إلى ارتفاع سعر العجول الذي وصل إلى 20ألف جنيه، لافتًا إلى أن المستهلك يفضل شراء خروف الوجه القبلي عن الأنواع الواردة من الوجه البحري وأن أفضل الأنواع هو الخروف "الدرناوي"، ويعتمد في تغذيته علي الشعير ويصل سعره إلي 45 جنيها الكيلو قائم.
خراب بيوت
" دي مش دخلة عيد.. دا خراب بيوت "، بهذه العبارات وصف أحمد عبد العليم، تاجر مواشي بمنطقة السيدة زينب، حال الإقبال على شراء الخرفان، ويضيف: "شوادر السيدة زينب بأكملها كانت في مثل هذا التوقيت من كل عام قبل عيد الأضحى لا يستطيع أحد الوقوف أمامها من كثرة المستهلكين، بالإضافة إلى أننا كنا بنخلص الخرفان اللي عندنا وبنجيب كميات تانية عليها وأهو فاضل أقل من 15 يوم والخرفان اللي عندنا زي ما هي، الناس بتيجي تسأل على السعر وتمشي من غير حتى ما يتفرجوا، لأن الحاجة كلها غالية ومحدش بييجي يشتري والجو تعبان".
ويتابع"عبد العليم"، أن كثير من التجار تركوا تجارتهم لأنها باتت لا تساوي التكاليف التي يتم صرفها على المواشي في التربية والتغذية، ولكن يتوقع أن ارتفاع أسعار المواشي هذا العام سيفتح المجال لانتعاش سوق الخرفان، فضلاً عن توقعه بارتفاع أسعار كيلو جرام لحم الضاني القائم إلى 50 جنيهًا قبل العيد بأيام.
تباين آراء المواطنين
من جانبه يقول إيهاب سويلم، مهندس بأحد القطاعات الخاصة، إنه اعتاد كل عام على ذبح الأضحية، ولكن هذا العام بعد ارتفاع أسعارها اضطر أن يلجأ لشراء اللحم قطاعي ليوزعها على الفقراء، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الأضحية يعود لعدم وجود رقابة حقيقية من قبل الجهات المعنية على أسواق المواشي وخاصة بموسم عيد الأضحى، ما يؤدي إلى التلاعب بالأسعار من قبيل التجار، معلقًا: "حتى السُنة اللي الواحد كان بيعملها ما ترحمتش من ارتفاع الأسعار.. بعد كده هنعمل ايه هناكل بعض".
والتقط مصطفى يوسف، موظف في إحدى المؤسسات الحكومية، أطراف الحديث منه، قائلاً: "الأسعار غالية بطريقة كبيرة، ولم يعد في إمكانيات غالبية المواطنين شراء الأضاحي، والسبب في تلك الأزمة هم التجار لأنهم استغلوا ارتفاع سعر الدولار كحجة حتى يرفعوا من أسعار اللحمة والأضاحي، لافتًا إلى أن حتى لو استقرت أسعارها كما كانت في الأعوام الماضية، في ظل عجز الموظف عن توفير المتطلبات الأساسية للأسرة صعب أن يشتري الأضحية، لاسيما ونحن على أعتاب دخول المدارس.
فيما طالبت بثينة حلمي، ربة منزل، المسئولين بالنزول إلى شوادر الأضاحي، ومراقبتها، متسائلة إلى متى ستظل الأسعار مرتفعة، والحكومة لن تشعر بالمواطن المغلوب على أمره؟، مؤكدة أن زوجها كان دائما يحافظ على شراء الأضحية قبل العيد بأسبوعين وتربيتها فوق سطح المنزل، لكنهم منذ ثلاثة سنوات انقطعوا عن هذه العادة لعدم استطاعتهم تلبية وتوفير احتياجاتهم، واكتفوا بشراء الطيور نظرًا لارتفاع أسعار الخراف واللحوم .
ارتفاع أسعار اللحوم بنسبة 20%
وقال محمد شرف، نائب رئيس شعبة الجزارين بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن أسعار اللحوم البلدية والمستوردة شهدت زيادات تراوحت بين 20 و30% خلال الشهرين الماضيين.
وأوضح"شرف"، أن سعر كيلو اللحم الكندوز "الأكثر طلبا" ارتفع من 90 جنيها إلى 100 جنيه، وارتفع سعر الضاني من 80 إلى 90 جنيه، وارتفع البتيلو من 140 إلى 150 جنيها وتزيد هذه الأسعار بقيمة تتراوح بين 3 إلى 5 جنيهات في المناطق الراقية.
وأضاف"شرف"، أنه تم طرح شوادر الأضاحي بأحياء القاهرة، إلا أن حركة البيع لم تبدأ حتى الآن نظرا لأن عيد الأضحى مازال متبقي عليه أسبوعين، والمعروف أن حركة الشراء والبيع تبدأ في الأسبوع الذي يسبق العيد مباشرة، لافتًا إلى أن سعر كيلو الأضحية يتراوح بين 39 و40 جنيها للعجول البقري، و40 و42 جنيها للخراف، بزيادة نحو 20% مقارنة بالعام الماضي، لكن هذه الأسعار سترتفع مع قدوم العيد.
وأرجع "شرف"، الزيادة إلى ارتفاع أسعار النقل والأعلاف تأثرًا بارتفاع الدولار، لاسيما أن الإنتاج المحلي لا يلبي سوى 35% من الاستهلاك، ويتم استيراد نحو 65% من اللحوم من الخارج.