على طريقة سيب وأنا أسيب.. فتيات يطالبن الشباب التنازل عن "العذرية" مقابل الزواج بدون شبكة
حواء المستقبل: تفكير ينم على الانفلات الأخلاقي
جبهة نساء مصر: خلط الفتيات بين الشبكة والعذرية ثقافة غربية
مركز النديم: التطور التكنولوجي السريع أحد أسباب تضليل الفتيات
تزامنًا مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد حاليًا وانتشار دعوات تطالب فيها الفتيات بالتنازل عن "الشبكة" لإتمام الزواج بأقل تكاليف، ظهرت فجأة دعوات مقابلة لها تدعو الرجال التنازل عن غشاء البكارة مقابل تنازل الفتيات عن الشبكة، هو ما أثار جدل وغضب واستياء البعض جراء هذه الدعوات والتي اعتبروها خادشة للحياء، بل انفلات أخلاقي.
ودشنت المدونة "غدير أحمد"، دعوة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تدعو خلالها إلى حملة علانية لتُشيع الفحشاء بين بنات مجتمعنا وتحضهن على "فض غشاء بكارتهن قبل الزواج"، وهو ما وصفته بأنه محاولة لكسر ما تربوا عليه كفتيات من حرمة عن أجسامهن.
ورصدت"الفجر"، الجدل حول هذه الحملة خلال السطور التالية.
انفلات أخلاقي
من جانبها أعربت داليا منسي، مدير مشروعات جمعية حواء المستقبل، عن استيائها من الحملة، قائلة: "ما يحدث هو انفلات أخلاقي، وضعف في الوازع الديني، وما هم إلا مجموعة فتيات مستهترين وهدفهم الشهرة فقط لا غير"، مؤكدة أن الشبكة بمثابة هدية من العريس وليست ثمن للعفة.
وأضافت" منسي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن المرأة ليست مادة تباع و تشترى كما يحدث بالمجتمعات الأخرى، وحفاظها على "غشاء البكارة" قدسية لابد أن تحترم وفقًا للدين والعادات والتقاليد، متساءلة كيف لفتيات يفكرن بهذه الطريقة وهم في الغد سيكونو أمهات تربي أجيال تبني المستقبل؟، مشيرة إلى أن بهذا التفكير نستطيع أن نقول أن مصر في خطر.
وتابعت"منسي"، أن نسبة العنوسة ارتفعت في هذه الآونة ومع ذلك لن تفكر الفتيات بمثل هذه الطريقة بل فكرنا بالتنازل عن الشبكة مقابل الرضا والزواج الحلال، واصفة الحملة ومن يروج لفض غشاء البكارة والتمتع بجسده مقابل الحرية ما هي إلا حالات ضياع وفتيات لا تعي سوى التمتع الجنسي، لذا يجب وجود وقفة للتصدي لهذا الفكر وإلا نرى المجتمع المصري الشرقي تحول إلى بؤرة من الضياع.
وبسؤالها عن مواجهة هذه الأفكار والتصدي لهذه الحملات، ناشدت "منسي"، جميع الجمعيات الخاصة بشأن المرأة أن تبذل قصاري جهدها في نشر التوعية، مشاركة بالجهات المعنية والإعلام، مؤكدة أن التوعية والإرشاد هم السرح الأقوى لمواجهة هذا التفكير المسيء للمرأة وحريتها، مطالبة جميع الأمهات والفتيات بالتمسك بالعادات والتقاليد والثقافة الدينية حول هذا الشأن: "ربنا كرم وحافظ على المرأة ومش معنى أن أحافظ على "العذرية" أكون بهذا الشكل جاهلة".
بنات لا تعي سوى الجنس
فيما استغربت الدكتورة منى عبدالراضي، أمين المرأة في حزب التجمع والمتحدث باسم جبهة نساء مصر، من تفكير الفتيات بمثل هذه الطريقة، قائلة: "حملة مستفزة وتفكير عقيم لبنات لا تعي شىء سوى الجنس"، مضيفة أنها لهذه اللحظة لا تستوعب وجود تفكير بهذا الشكل مرجحة أنها من الممكن تكون شائعة مغرضه لها أيدلوجية خاصة، نظرًا لأن لا توجد فتيات عقلانيات تحمل هذا الفكر الشنيع.
وأستنكرت" عبد الراضي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، خلط بعض الفتيات بين الشبكة والعذرية التي شددت على أهميتها جميع الأديان السماوية، لما فيها من فوائد صحية وجسدية، مؤكدة أن السبب في انتشار هذه الظاهرة يرجع إلى الإستخدام الخاطىء "للسوشيال ميديا"، والمفاهيم الخاطئة التي ولدت عن طريقها لدى الفتيات.
وبسؤالها عن الآليات والإجراءات التي سيتم اتخاذها في مواجهة هذا الشأن، قالت "عبد الراضي"، إن الحل الوحيد لمواجهة هذه الأفكار هو التجاهل التام لها، لاسيما وأن هناك العديد من القضايا العامة التي يجب أن يعطيها الرأي العام أولوية كبرى.
التطور التكنولجي أحد أسباب تضليل الفتيات
في سياق متصل قالت ضي رحمي، الباحثة في مركز النديم والمسئولة عن ملف التأهيل النفسي لضحايا العنف من النساء، إنه في ظل التطور التكنولجي السريع الذي تشهده البلاد في العشر سنوات الأخيرة، أدى إلى انفتاح الشباب بوجهًا عام على ثقافات الغرب وتقاليدهم التي وجدوا فيها ضالهتم الفكرية المتعلقة بـ"الجنس"، لاسيما في ظل الثقافة الشرقية المحافظة التي تعتبر مجرد الحديث في مثل هذه القضايا من الكبائر.
وأرجعت "رحمي"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، السبب وراء انتشار هذه الدعوات إلى عدم وجود رقابة سواء في المنزل أو من الدولة التي بدورها يجب أن تتابع هذه القضايا عن كثب لدرء الإنحلال الإخلاقي من المجتمع.
وووجهت "رحمي"، نصيحة إلى الفتيات للرجوع إلى تعاليم الدين الإسلامي الذي ينص على القيم والأخلاق، والتمسك بالثقافة والعادات والتقاليد الشرقية وألا ننجرف خلف الفكر الغربي الذي لا يتناسب مع عادات المجتمع العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص.